يميل الناس إلى المحافظة كلما تقدم بهم العمر وذلك بشكل تناسبي. يصعب اقناع "شيخ" بضرورات التغيير مهما فعلت ومهما ساعد منطق الأشياء في الإقناع. فمن شب على شيء شاب عليه والطبع يغلب التطبع.
هذا الأمر/ الواقع ليس عاما بالطبع، فدائما ما نجد هناك ثوارا ينتفضون على المحافظة والتقليد. الانتفاضة ضد الهابيتوس الموروث تكون دائما بقيادة النخب، النخب الحاملة للقيم اليسارية الحقيقية التي تستمد الشجاعة الفكرية من مصداقيتها وإيمانها بالضرورة التاريخية للتغيير، خلافا للنخب المصنوعة، السياسية والثقافية، التي تمارس التزييف والتضليل.
فكل شيء، مادي أو معنوي، جسما كان أو خدمة أو ثقافة أو فكرة، تولد/تتولد و تنمو وتتقوى لتشيخ ثم تلفظ، يوما ما، من الاذهان أو من الوجود ككل.
الاشكالية هي أن سرعة تغيير وتطور الافكار او العادات والثقافات، لتلائم عصرها، بطيء للغاية، وقد تحتاج الفكرة قرنا أو مئات القرون لتتطور او تمحا أو تموت او تعوض بنظيرتها الملائمة في شكل أرقى، كما تحتاج أيضا إلى تعاقب أجيال بعشرات أو مئات القرون ليتم "الانتقال النمطي الرتيب لدورة من التغيرات المرسومة الحدود مسبقاً".
نعم، فمع منتصف القرن التاسع عشر، ساهمت العلوم والتكنولوجيا في الدفع بعجلة التغيير، كما ساعدت تراكمات النهضة الثقافية والفكرية والفلسفية على هذا النحو، لكن "ملاءمة" و " تناسب" درجة التغيير مع الضرورات والحاجيات المجتمعية الملحة التي تفرض نفسها مختلة جدا، مما لا يساعد في انتاج صور وانماط حياة جديدة.
من الملهاة إنتاج مجلدات في " نقد التراث " بهدف تغيير المجتمع، والحديث عن امكانية تعايش " الأصالة مع المعاصرة" هدر للزمن لكون العلاقة بينهما علاقة تنافر وتناحر ووجود من جهة، و لأن كليهما يحاول ملء نفس الحيز في الفضاء العام من جهة اخرى.
التنوير والطريق إلى الحداثة خط مستقيم حسب تعبير الأديب طه حسين، أمر يحتاج للشجاعة الفكرية وللشجعان ذوي الإرادة الصلبة والقرارات المسلحة بالفكر المؤمن بمنطق التطور الحتمي.
وحدهم الشجعان من يصنع التاريخ. فبمناسبة النقاشات الحالية بالمغرب حول موضوع مدونة الأسرة ترى الجبناء قد أصابهم الهلع والخوف من الترافع بالجهر ب " الحقائق الأربعة": المساواة بين الجنسين في كل الامور دون التواءات، وكل ما ينتج ويتفرع عن ذلك مثل المساواة في الإرث وكافة الحقوق والحريات، وحق ممارسة الراشدين للعلاقات الرضائية دون قيود، وتجريم التعدد في الزواج، وامور الخطبة والزواج والأهلية والولاية.. ففي مثل هذه القضايا لا مجال للآراء زالمواقف الرمادية الجبانة المغلفة بالخوف من " التصادم مع الدين وهابيتوسه المقدس" فالجبناء يبقون دوما على هامش التاريخ وينتهون إلى مزبلته.
هذا الأمر/ الواقع ليس عاما بالطبع، فدائما ما نجد هناك ثوارا ينتفضون على المحافظة والتقليد. الانتفاضة ضد الهابيتوس الموروث تكون دائما بقيادة النخب، النخب الحاملة للقيم اليسارية الحقيقية التي تستمد الشجاعة الفكرية من مصداقيتها وإيمانها بالضرورة التاريخية للتغيير، خلافا للنخب المصنوعة، السياسية والثقافية، التي تمارس التزييف والتضليل.
فكل شيء، مادي أو معنوي، جسما كان أو خدمة أو ثقافة أو فكرة، تولد/تتولد و تنمو وتتقوى لتشيخ ثم تلفظ، يوما ما، من الاذهان أو من الوجود ككل.
الاشكالية هي أن سرعة تغيير وتطور الافكار او العادات والثقافات، لتلائم عصرها، بطيء للغاية، وقد تحتاج الفكرة قرنا أو مئات القرون لتتطور او تمحا أو تموت او تعوض بنظيرتها الملائمة في شكل أرقى، كما تحتاج أيضا إلى تعاقب أجيال بعشرات أو مئات القرون ليتم "الانتقال النمطي الرتيب لدورة من التغيرات المرسومة الحدود مسبقاً".
نعم، فمع منتصف القرن التاسع عشر، ساهمت العلوم والتكنولوجيا في الدفع بعجلة التغيير، كما ساعدت تراكمات النهضة الثقافية والفكرية والفلسفية على هذا النحو، لكن "ملاءمة" و " تناسب" درجة التغيير مع الضرورات والحاجيات المجتمعية الملحة التي تفرض نفسها مختلة جدا، مما لا يساعد في انتاج صور وانماط حياة جديدة.
من الملهاة إنتاج مجلدات في " نقد التراث " بهدف تغيير المجتمع، والحديث عن امكانية تعايش " الأصالة مع المعاصرة" هدر للزمن لكون العلاقة بينهما علاقة تنافر وتناحر ووجود من جهة، و لأن كليهما يحاول ملء نفس الحيز في الفضاء العام من جهة اخرى.
التنوير والطريق إلى الحداثة خط مستقيم حسب تعبير الأديب طه حسين، أمر يحتاج للشجاعة الفكرية وللشجعان ذوي الإرادة الصلبة والقرارات المسلحة بالفكر المؤمن بمنطق التطور الحتمي.
وحدهم الشجعان من يصنع التاريخ. فبمناسبة النقاشات الحالية بالمغرب حول موضوع مدونة الأسرة ترى الجبناء قد أصابهم الهلع والخوف من الترافع بالجهر ب " الحقائق الأربعة": المساواة بين الجنسين في كل الامور دون التواءات، وكل ما ينتج ويتفرع عن ذلك مثل المساواة في الإرث وكافة الحقوق والحريات، وحق ممارسة الراشدين للعلاقات الرضائية دون قيود، وتجريم التعدد في الزواج، وامور الخطبة والزواج والأهلية والولاية.. ففي مثل هذه القضايا لا مجال للآراء زالمواقف الرمادية الجبانة المغلفة بالخوف من " التصادم مع الدين وهابيتوسه المقدس" فالجبناء يبقون دوما على هامش التاريخ وينتهون إلى مزبلته.