الأحد 24 نوفمبر 2024
فن وثقافة

لوحات الفنانة فريدة عمرو تكريم للهوية الوطنية الفلسطينية والقيم الجمالية الساحرة

لوحات الفنانة فريدة عمرو تكريم للهوية الوطنية الفلسطينية والقيم الجمالية الساحرة الفنانة التشكيلية فريدة عمرو
افتتحت الفنانة التشكيلية فريدة عمرو يوم الثلاثاء 11 يونيو 2024، برواق النادرة بالعاصمة الرباط، معرضها الفردي الجديد، وسط حشد من المدعوين، الذين اكتشفوا بمتعة بصرية أخاذة، عوالم جديدة وساحرة لهذه الفنانة المبدعة.
 
المعرض التشكيلي الذي حمل شعار: "تراثنا بين الموروث والمعاصر" قدم للجمهور، فيضا من المواضيع والقضايا، التي أبدعت الفنانة في إيجادها بطريقة غاية في التنميق والتطريز اللوني المبهج، والذي حول اللوحات إلى قصص ضوئية، تحكي ألف إشراقة، تضيء بالهادئ البنفسجي الشفيق.
 
استهلت الفنانة فريدة، أولى لوحاتها، بالتوكل على الله "يا فتاح" ثم أضاء فيض إبداعاتها بلوحة للخريطة المغربية، ترسيخا لروح الهوية الوطنية، التي تسري في الدم والعروق، لتسافر بعدها بالجمهور إلى عوالم تشكيلية خصبة، تغرف من ثنايا الطبيعة، والتراث الوطني المادي وغير المادي، في ملمح إبداعي بديع، يدع المشاهد يتأمل باندهاش، ويطرح سؤال الجمال والفلسفة والخيال.
 
لوحات الفنانة فريدة في هذا السياق، رحلة بين ثنايا سحر وتجريد، يحيل اللوحة التشكيلية إلى قصائد شعرية بمعاني غزيرة، لها لون الربيع المزهر في عيون الحالمين والعشاق، أنها رحلة هادئة في عمق ألوان زاهية، دافئة، ممتعة، تريح العين والخاطر والفؤاد.
 
إن لوحات فريدة في معرضها الجديدة، غدير يسقسق بالطيب والأريج، وعبق أزهار ونخيل وأشجار مورقة، وشلالات لونية، تتفتح بالصهيل، كلما غفت الشمس في أفق التمني، إنها تلوينات سوريالية وتجريدية، متقنة بشكل يجعل من فريدة إحدى فنانات المستقبل، لها بصمتها وأثرها.
 
ففريدة الحالمة، لا ترسم لذاتها، بل ترسم للذي يحرك فيها عمق الأشياء والموجودات، إنها توثق اللحظة الهاربة مع ذات زمان ومكان وذكريات، مهما طالت مدة إنجاز اللوحة، التي تتقن زواياها وتفاصيلها بشكل بديع للغاية. فهي تحتفي بالتراث الوطني، بطريقة جذابة، من خلال أشكال موسيقية تراثية، وأنساق حرفية زاهية، ومجامر ومباخر وإكسسوارات، تذكرنا بمواسم الخيل، ونخوة المواسم، وشرف الأضرحة والأولياء، إنها نافورات فاسية وزليج بلدي وأقواس وتسابيح، ولجين ورقصات فولكلورية في ظلال القصبات، وزهو التاريخ.. إنها أجواء رومانسية وصوفية وعوالم تصهل فيها الخيول، بلا لجام، فلوحاتها شموع لا تذوب، وطيور وفراشات أسطورية تحلق باتجاه اللادرياء.
 
هكذا استطاعت الفنانة فريدة عمرو، بتلقائيتها وذكائها الفني المتقد، وتقنيتها العالية، أن تحتفي في معرضها بالكثير من القيم والقضايا، ذات الصلة بالهوية والتاريخ والحضارة، في قالب معاصر، ومتحضر، ما جعل الكثير من لوحاتها تسافر بالمتقي إلى آفاق خيالية رائقة الجمال.
 
فريدة إلى جانب الهوية الوطنية، كرمت في أعمالها، روح القضية الفلسطينية والقدس الشريف وحمام السلام، مع حضور للبعد الإفريقي، ما يبرز بكل مصداقية التزام فنها بكل ما هو وطني وعربي وإفريقي وكوني وإنساني.
 
تلك إذن هي بعض من إشراقات فريدة عمرو، التي كرست تجربتها الجديدة، للتراث بين الموروث والمعاصر، بطريقة غاية في الإمتاع، فضلا عن ملامسة قضايا كونية وإنسانية، ما يجعل من معرضها الجديدة الذي يستمر حتى السبت المقبل 15 يونيو 2024، أفقا منفتحا على إبداع نسائي مشرق ومتجدد، يسعد الخاطر، وينعش العين، ويترك أثرا جميلا في النفوس، إنه باختصار حديقة فواحة بعطر الياسمين، وعبق أصالة تتلألأ من وهج التاريخ، والتزام شامخ بقيم الهوية الوطنية، والقضايا العربية والإفريقية والكونية والإنسانية.