قال عبد الواحد درويش، وهو باحث في سؤال الهوية وناشط حقوقي، إنها "ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها مهرجان موازين لانتقادات لاذعة تصل لحد المطالبة بإلغاءه. فدائما نفس الجهات المحسوبة عن التيارات الاسلاموية والقومية العربية هي من تشن حملات مغرضة بشعارات شعبوية تارة بنفس أخلاقوي، وثارة بخلفية ايديولوجية غارقة في الماضوية وتارة أخرى بمبررات اجتماعوية واهية.
وأوضح درويش في تصريح لـ"أفاس بريس"، "أنه كانت قمة هذه الهجمات في 2011 خلال ما سمي بـ "الربيع العربي"، رغم أن المهرجان أصبح في ما بعد تظاهرة ثقافية وفنية وسياحية عالمية ممولة بالكامل من القطاع الخاص، فلم يعد هناك من مبررات للمطالبة بإلغاءه أو منعه لأنها تظاهرة خاصة تتماشى والحريات العامة والاختيارات الخاصة للأفراد والجماعات التي يكفلها الدستور وتنظمها القوانين ذات الصلة".
وسار المتحدث إلى أنه " على الرغم من ذلك، استمرت التيارات الظلامية المعادية للحريات العامة في هجماتها ليس فقط على "موازين" بل على كل المهرجانات التي ترسخ موقع بلادنا كبلد للانفتاح والسلم والتنوع والعيش المشترك، غير أن جديد هذه السنة إذن هو تبرير المطالبة بمنع تنظيم مهرجان "موازين" ومهرجانات مماثلة هو الحرب في غزة. وهذا مبرر وبالرغم من ما قد يبدو من موضوعية في ظاهره لكنه يحمل استغلالا بشعا للأوضاع في فلسطين لحسابات سياسوية دنيئة. وهذا أمر مدان".
وأشار إلى أن "بلادنا، وبتوجيهات من الملك، قامت بمبادرات إنسانية تضامنية مع الشعب الفلسطيني، ونددت ومازالت تدين الحرب التي تشنها القوات الإسرائيلية على غزة. ولا أحد يمكن له أن يتزايد في هذا الشأن عن الشعب المغربي الذي كان دائما وسيظل إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحقيق كافة حقوقه المشروعة. والمطالبة بإلغاء هذه المهرجانات في نظرنا هي شعبوية واستغلال دنيء لنظال الشعب الفلسطيني، وإلا لماذا لم يطالب هؤلاء أولا بإلغاء الاحتفالات بعيد الأضحى المبارك وبكل الاحتفالات ذات الحمولة الدينية.
هذه إذن مجرد زوبعة صيف يراد بها تجييش المواطنين واستغلال عواطفها الصادقة تجاه الشعب الفلسطيني في حسابات سياسوية وانتخابوية دنيئة".