السبت 27 يوليو 2024
كتاب الرأي

إدريس المغلشي: "جيتكس" يعري واقع التدبير بمراكش

إدريس المغلشي: "جيتكس" يعري واقع التدبير بمراكش إدريس المغلشي

"جيتيكس" عنوان مثير بدون شك يحتاج للتسلح بمعجم جامع من أجل فك شفراته وطلاسيم مدلوله. وهو يستجمع قواه ليعبر عن لحظة اعتزاز وافتخار المملكة المغربية وهي تحتضن حدثا مهما في مجال أصبح حديث الساعة ورهان تتسابق إليه الدول من أجل إبراز مؤهلاتها من خلال التنظيم المحكم، ابتداء إلى الخلاصات والاستنتاجات انتهاء التي ستقف عليها المحطة العالمية التي تهتم بالمجال التكنولوجي والمنظمة بمبادرة كل من (كون انترناشيونال كبرى) والفرع الدولي لمركز التجارة العالمي بدبي الإماراتية وتحت إشراف وزارة الانتقال الرقمي وإصلاح الادارة وبشراكة مع وكالة التنمية الرقمية.

 

لكن في سياق هذا المسار والرهان الصعب المغرب بكل مؤهلاته وليس مراكش لوحدها يرفع تحدي من أجل استقبال ازيد من 500مقاولة بزيادة ملحوظة بلغت نسبة 85%مقارنة مع سابقتها كما يراهن على حضور 1500عارض يمثلون ازيد من 130 دولة.

الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة غيثة مزور توقعت زيارة أكثر من50 ألف زائر للمعرض هذه السنة .

 

كل هذه المعطيات الضخمة والكبيرة يمكن اعتبارها اختبارا حقيقيا للجهة المستقبلة ومدى جاهزيتها واستعدادها لهذا الحدث. ولعل أبرز ملاحظة أثرناها في مناسبات سابقة، كون المشرفين على المدينة يتمتعون بعقلية المسؤول الذي يتعامل مع الفضاء بسياسة الترقيع والارتجال، دون إبداع حلول تستفيد من الأخطاء السابقة.

ما وقع في اليوم الأول من المعرض يثير الاستغراب فكل الطرق المؤدية للفضاء شبه مغلقة ومكتظة بالسيارات مما شكل عبئا إضافيا على الساكنة، وعاشوا معها يوما استثنائيا، بل رأينا كيف هجمت السيارات من مختلف الاحجام دون احترام للمناطق الخضراء وبلا حسيب ولا رقيب. نتساءل مرة أخرى أين توفير بالقدر الكافي للمراكن الضرورية، من أجل استيعاب الكم الهائل من سيارات الزوار لتنظيم الفضاء واعطاء صورة حضارية على مدينة يتكرر بشكل ببغائي شعار كونها عالمية؟ لقد أبان المنظمون عن فشل ذريع في تسيير هذه النسخة باختيار المكان أولا الم يكن من الأفضل اختيار مكان آخر خارج المدينة عوض محور "باب جديد" الذي نتج عنه اختناق في السير والجولان عاشت معه الساكنة يوما لاينسى وجحيما لايطاق.

 

لقد كشف الحدث بالملموس أن التسيير العشوائي البعيد عن الرؤية الهادفة والتدبير المحكم لاينتج سوى الفوضى والعبث فيتبادر إلى الذهن من قبيل المثال لا الحصر الأسئلة الآنية كيف سندبر أحداثا اخرى مماثلة من قبيل محطة عالمية ككأس العالم 2030؟ كيف سنستقبل الضيوف من كل بقاع العالم ونحن نعيش بطرقات لم تعرف لا توسعة ولا إضافة من خلال ممرات تحت ارضية بشرتم بها الساكنة في بداية ولايتكم وأنتم تتجاوزون الآن نصفها بقليل؟

يبدو أن القائمين على الشأن المحلي بمراكش لم يستوعبوا بعد أنهم كلما قدموا تصريحا حول المدينة وأشادوا بعالميتها إلا وفضحهم الواقع مادام حال طرقها ووسائل نقلها ونظافتها بدائية ومتخلفة لا تستجيب للمعايير المحلية على الأقل كما تعيشه بعض مدن الشمال. فأين تتجلى عالميتها؟

 

المدينة تكبر ومعها تزداد المشاكل وتتنوع دون أن يواكبها مدبر ذو كفاءة عالية يتناغم مع الاهتمام الذي يبدو غير متكافئ، فهي تحتاج إلى مقاربة ناجعة تستوعب بالضرورة كل اشكالاتها الحقيقية عوض التطبيل على الفراغ والعبث. لن تستطيعوا طمس عين الحقيقة ولا إخفاء حالات الإخفاق. فحال المدينة لا يخفى على القاصي والداني.