أهم ما أثارني في ادعاءات الجزائر حول ما تسميه "مصادرة المغرب لممتلكات " سفارتها بالرباط، هو الوقاحة والخسة التي تميز حكام قصر المرادية.
فالجزائر أقامت الدنيا ولم تقعدها بشأن مسطرة عادية باشرها المغرب حول نزع ملكية عقارات بجوار مقر وزارة الخارجية بالرباط، وهي المسطرة التي لا تشمل إطلاقا مقر سفارة الجزائر التي توجد بشارع محمد السادس ( علما أن العلاقات الديبلوماسية بين البلدين مقطوعة أصلا منذ غشت 2021 كما بينت في مناسبة سابقة، وبالتالي لا مجال للحديث عن أي حصانة ديبلوماسية للأشخاص وللبنايات). في حين أن الجزائر قامت منذ مدة بسلك مسطرة نزع ملكية مقر سفير المغرب بالجزائر قرب قصر الشعب، ولم يحتج المغرب أو "يقربل" الدنيا، رغم أن الجزائر حركت مسطرة نزع ملكية مقر إقامة السفير المغربي بالعاصمة الجزائرية( وهي أرض ذات سيادة تابعة للمغرب ومؤطرة بالحصانة الديبلوماسية)، بينما المغرب لم يفعل مسطرة نزع الملكية في حق سفارة الجزائر أو مقر إقامة سفيرها بالرباط، ومع ذلك عبأت الجزائر كل آلتها الدعائية ضد المغرب، وفاء لعقيدتها ولشعارها: "الذيب حلال..الذيب حرام". أي حلال على الجزائر أن تتطاول على سيادة المغرب وتنزع ملكية مقر السفير المغربي ، وحرام على المغرب أن يباشر مسطرة نزع ملكية عقارات جزائرية ليست مشمولة بالحصانة الديبلوماسية.
إن هذه الواقعة لوحدها كافية لتنهض كحجة لكي يتخلى المغرب عن تبني سياسة اللطف واللين واليد الممدودة مع دولة عدوانية اسمها الجزائر، يسيرها الحمقى والمعتوهين و"المقرقبين"!