يستقبل المسلمون بطوائفهم ومذاهبهم حول العالم شهر رمضان، الذي يعد صيامُه أحد أركان الإسلام، كل عام وسط حالة من الاختلاف على ثبوت رؤية هلاله وموعد بدء الصوم.
ويعتمد بعضهم في رؤية الهلال على الحسابات الفلكية، بينما يعتمد آخرون على الرؤية الشخصية بالعين المجردة أو مناظير دقيقة، كما يفضل فريق ثالث اتباع مراجع دينية.
أما أستاذ التفسير في جامعة الأزهر في القاهرة، محمد سعدي، فيقول في تعليقه لـ"بي بي سي" أن الفقهاء اختلفوا في كيفية إثبات رؤية هلال رمضان، فمنهم من اشترط للعمل برؤية هلال رمضان شهادة عدل أو عدلين، ومنهم من اشترط جمعا غفيرا من الناس. وذهب فريق من الفقهاء إلى أن لكل بلد رؤيته ولا يُلزم برؤية أهل بلد آخر..
وفي هذا الإطار ذكر محمد الشرادي وهو فاعل حقوقي، مقيم في الديار البلجيكية، بأنه تستقبل الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا يوم الإثنين 11 مارس 2024، شهر رمضان، في جو من الخشوع والتضرع والسعي إلى توثيق الصلة بالقيم الروحية التي يقوم عليها ديننا الإسلامي الحنيف، تفعيلا للعناية الملكية التي ما فتئ الملك محمد السادس يوليها لرعاياه الأوفياء من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، خصوصا في الميدان الديني لضمان الأمن الروحي للمواطنين المغاربة في الخارج، وتعزيز التأطير الذي تقدمه المؤسسات الدينية المغربية في ترسيخ الوحدة المذهبية والحفاظ على الثوابت الدينية التي ميزت المملكة المغربية على مر القرون، حيث تستقبل بلجيكا الوعاظ والواعظات والمقرئين القادمين من المملكة المغربية لإحياء ليالي شهر رمضان الكريم بقراءاتهم لكتاب الله في صلاة التراويح، ولإلقاء دروسهم القيمة التي تهدف إلى صون الجالية المسلمة بصفة عامة والمغربية بصفة خاصة من الخطابات المنحرفة والشاذة، وربطها بالأصول والثوابت المغربية العريقة، وتحصينها من الغلو والتطرّف، وترسيخ قيم التسامح و التعايش و المواطنة الحقة لديها.
هذا، واذا كان المغرب يعتمد في عملية مراقبة هلال رمضان أساسا على الرؤية بالعين المجردة وبالدقة والتميز على سائر بلدان العالم الإسلامي، فقد كنا دائما كجالية ندعو للصوم مع البلد القريب من بلجيكا الذي هو المغرب وليس السعودية، لكن أصحاب الحسنات والمصالح الشخصية الضيقة يكون لهم رأي آخر يجعلهم-للأسف الشديد-يصومون مع السعودية.
وأكد عبد الله سراوي، رئيس جمعية "بني عمير للاندماج الثقافي والاجتماعي والرياضي بركامو بإيطاليا"، بأن الجالية المغربية بإيطاليا تتبع السعودية في رؤية الهلال؛ وبالتالي فالجالية المغربية تصوم وتحتفل بالعيد كالسعودية.