كلما اقترب شهر رمضان المبارك، أضع يدي على قلبي، ليس خوفا من نار الأسعار التي سيكتوي بها فقط فقراء الشعب وبسطاؤه، فهذا أمر تعودنا عليه منذ مجيء حكومة أخنوش، بل من احتمال أن تصدر "حكومة الكفاءات" فتوى أخرى بليدة لتوزيع العطش على الشعب، بمبرر الاقتصاد في الماء، وكأن المواطن العادي هو الذي يبذر الثروة المائية بالمغرب.
ذلك أن "حكومة الآفات" لما قررت -في شخص وزارة الداخلية- إغلاق الحمامات الشعبية ثلاثة أيام كل أسبوع بدعوى مواجهة الإجهاد المائي، وبرز لها بالملموس أن الحمامات ظلت تستهلك نفس الكمية في الأسبوع، تدرس اليوم إمكانية أخرى لقطع الماء على الشعب في رمضان.
ولكي نقطع دابر الفتنة للحيولة دون إصدار "حكومة الآفات" لقرار آخر مجحف في حق الشعب، على المغاربة أن يستتروا في تدينهم، ويحرصوا على عدم إظهار أي علامة من علامات التدين في هذا الشهر الفضيل.
لماذا؟
لأن "حكومة الآفات"، وبسبب "قلة مايدار" وبسبب العقم في إبداع حلول لمشكل العجز المائي، وتأخرها في إنجاز المشاريع المسطرة منذ 2010، قد تعمد إلى منع المغاربة من الوضوء في رمضان، بدعوى أن "الما ديال الوضو" يهدد "الفرشة المائية"! وأنه سيفرغ السدود من "المخزون المائي"!
لأن "حكومة الآفات"، وبسبب "قلة مايدار" وبسبب العقم في إبداع حلول لمشكل العجز المائي، وتأخرها في إنجاز المشاريع المسطرة منذ 2010، قد تعمد إلى منع المغاربة من الوضوء في رمضان، بدعوى أن "الما ديال الوضو" يهدد "الفرشة المائية"! وأنه سيفرغ السدود من "المخزون المائي"!
"مهندسو الزفت" بالحكومة يرون أن المغاربة في رمضان يقبلون بكثرة على ارتياد المساجد مع ما سيترتب عن ذلك في نظرهم من استهلاك "جغيمات ديال المضمضة والاستنشاق والاستنشار". ففي أشهر السنة العادية، تكون مساجد المغرب (50.000 مسجد) شبه فارغة تقريبا من المصلين (ماعدا في صلاة الجمعة)، لكن في رمضان يتضاعف عدد المصلين بالجوامع والمساجد بعشرين مرة أو أكثر، خاصة في التراويح.
وإذا قدرنا ازدياد عدد المصلين في رمضان ب 20 مليون فرد، فمعنى هذا، في نظر "مهندسي الزفت بالحكومة"، أن 20 مليون مصل "سيبذرون" 20 مليون لتر من الماء في اليوم لأجل الوضوء، أي ما يمثل 600.000.000 لتر من الماء في الشهر. بمعنى أن رمضان -في نظر "حكومة الكفاءات"- سيتسبب في "تبذير" 600 ألف متر مكعب من الماء. وهذا ماقد ينهض كسبب كاف في نظر -"مهندسي الزفت" بالحكومة- لإصدار فتوى تحرم الوضوء بالمغرب في رمضان!
ما تناساه "مهندسو الزفت بالحكومة" أن مايستهلكه 20 مليون مغربي في الوضوء خلال رمضان (600 ألف متر مكعب) يساوي فقط استهلاك ثلاث أو أربع ضيعات من الأفوكا التي يملكها كبار النافذين بالمغرب.