تاريخياً تعتبر العاصمة المدينة الرئيسة في الدولة وفيها معظم مقار الحكومة الرئيسة، وغالباً ما تكون ذات موقع استراتيجي حيوي، كما تكون المدينة الأكبر والأكثف سكانياً والأكثر تطوراً في مختلف النواحي، ومن الطبيعي أن تكون عاصمة الدولة هي المدينة الأشهر فيها ويكون اسمها متداولاً بشكل أكبر عن باقي المدن، وربما يطغى اسمها على مسمى الدولة بأكملها، ولطالما كان لها من هذا الاسم نصيب. وعلى الصعيد الاقتصادي والاجتماعي نجد أن العاصمة تكون أكثر مدن الدولة تألقاً وازدهاراً وتضم جميع المجالات الاقتصادية الرئيسة، وتكون قبلة للتجار ورجال الأعمال، أما اجتماعياً فغالباً ما تشكل ذروة الحركة الاجتماعية والثقافية ومنها تنبثق شرارات التحرر الفكري والعلمي. كباقي بلدان العالم نجد أن عواصم المغرب العربي الكبير لها أيضاً من اسمها نصيب بالإضافة إلى الدلالة التاريخية المميزة لها، فمثلا تأتي تسمية «طرابلس» عاصمة دولة ليبيا من ترجمة كلمة تريبوليس أو تريوليتانيا وتعني المدن الثلاث وقد تم بناؤها في عهد الفينيقيين بعد اتحاد ثلاث مدن. اما «تونس» عاصمة الجمهورية التونسية فهناك آراء مختلفة في أصل التسمية، أشهرها أن الاسم ارتبط بآلهة قرطاجية من أصل فينيقي، وتدعى «تانيت» ومع التطور تغيرت التسمية إلى تونس. والشيء ذاته ينطبق على «الجزائر» عاصمة الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية فهي جمع جزيرة وفي تعريف آخر تعني «ضوء القمر» وهي ترجمة للكلمة الأمازيغية «تيزيري»، في حين تعني «الرباط» عاصمة المملكة المغربية الحصن الحصين، وقد كانت رباطاً محصناً للمرابطين وبعدهم للموحدين، وظل أهلها في رباط بوجه التحديات على مر العصور. في الحالة الموريتانية تأتي «نواكشوط» عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية، حيث يجهل الكثيرون أن أصل كلمة «نواكشوط» أمازيغي، وأنها اختصار للكلمة الأمازيغية «أنو وكشوظ» التي تعني بالعربية بئر الخشب.
عن موقع: الجريدة