أن تيمم شطر كلية أصول الدين بتطوان، لحضور ندوة دولية في موضوع "علم الكلام في السياقات المعاصرة"،لا بد أن يكبر في ذلك أفق الانتظار لديك - في ظل مختلف الصراعات التي تسكن العالم - وذلك نشدانا للملاذات الآمنة في الانسجام والتكامل، ومن ثم في السكينة والطمأنينة الروحية.
فما يشرط السياقات المعاصرة في الحقل السني، المد الوهابي والإخواني،وفي الحقل الشيعي ثورة الخميني.وفي الجوار الإنساني الغربي،هناك تيارات العقلانية والحداثة،وما بعدها، والعلمانية(فصل الدين عن السياسة)،والإلحاد،واللاأدرية،والتبشير، وكذا مطلب التعايش بين الأديان،وفي طليعة تعابيره الراهنة، ما يعرف بالإبراهيمية.
وفي السياق الوطني هناك العهد الجديد ،وبالمشروع المجتمعي الحداثي الديموقراطي لصاحب الأمر،وبأهم عناوينه حول الإنصاف والمصالحة وحفظ الذاكرة،وحقوق الإنسان والأسرة،والدولة الاجتماعية.إلى جانب مشاريع مجتمعية لبناء الدولة الوطنية الديموقراطية بركائز الجهوية المكرسة للعدالة المجالية،وكذا وجود مخططات الرهان الوهابي بقراءة تاريخ المغرب سلفيا.والرهان الإمامي بقراءة تاريخ المغرب شيعيا،فضلا عن سمات الرهان الإخواني بالنزوع المغامر لقومة المهدي المنتظر، وما شاكل ذلك من التنظير لعسكرة بديل إمارة المؤمنين..إلى جانب العدمية السياسية،والهواجس التغريبيةوالتي تستوي كذلك مع الأصولية السياسية،في اجتثاث الخصوصية المغربية المتفردة .
ويبقى علم الكلام كآلية في التعاطي مع هذه السياقات في حاجة إلى تدقيق، انطلاقا من موقع المغرب وقد انتهى علم الكلام فيه على مستوى الترسيم،إلى توحيد وعقيدة..
وأكيد أن الطلبة الباحثين،هم بالدرجة الأولى في حاجة إلى خرائط لتضاريس فكرية محددة المعالم،بدون التباسات،ولا فخاخ،حتى لا يقع التيه بدون بوصلة السير، في رحلة التحصيل الأكاديمي،المفترض فيه وظيفيا،الاندماج في النسق المؤسساتي والتنموي للبلاد.
هذه الندوة التي نظمتها يومي 14-15 فبراير 2024، شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة ،وفريق البحث في الفكر الكلامي والفلسفي بالمغرب والأندلس،بكلية أصول الدين ،توزعت جلساتها على محاور: 1-قضايا التجديد في علم الكلام المعاصر.2-علم الكلام المعاصر في سياق العلوم العقلية والكونية.3-علم الكلام المعاصر :قضايا وأعلام.4-المخطوط الكلامي في سياقاته المعاصرة . إلى جانب الجلستين الإفتتاحية والختامية،والمحاضرة الإفتتاحية من مدخل تكريم الأستاذ أحمد اليزيد أوطاح، في موضوع :"أعلام العقيدة الأشعرية قديما وحديثا".
وقد عرفت هذه الندوة مساهمات أساتذة وباحثين من الكلية ،ومن مؤسسات جامعية ومختبرات وظيفية،من الجديدة وفاس ووجدة والرباط،ومن دول موريتانيا وقطر وماليزيا،وتركيا.
وقد مثلت عتبة الولوج في ملامسة جانب من هذه العوالم ،محاضرة الأستاذ عبد العزيز رحموني في الجلسة الأولى بعنوان:"أصول الدين في الدراسات الجامعية:المنهج والتحديات-كلية أصول الدين بالمغرب أنموذجا ".
ولعل محاضرة عميد الكلية هذه ،على أهميتها المؤطرة، كانت في حاجة إلى فرش آخر،لمواكبة باقي مداخلات الجلسات والإحاطة بأبعادها،وهي في غاية الأهمية،من موقع الخيط الناظم.
وتستوقفنا في هذه المأدبة الأكاديمية ،جملة ملاحظات:
1-لقد أثار الأستاذ أحمد مونة وهو يرأس الجلسة الرابعة أمرين:الأول، وهو يرى ضمن الحضور، الأستاذ جمال علال البختي رئيس مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات العقدية، فاعتبر أن حاجة الكلية بطلبتها تستوجب أن يكون في المنصة،وليس حيث هو الآن.وبالفعل فإشارة الأستاذ مونة دقيقة؛إذ الأستاذ البختي، وهو قد راكم في الكتابة حول الجانب العقدي في المغرب،سبق أن اقتحم عقبة الحديث عن علم الكلام في السياق المعاصر،فكان الأولى أن يكون محاضرا.وتنسحب هذه الملاحظة حتى على الأستاذ خالد زهري،وقد استعرض في هذه الندوة"مقاربة كوديكولوجية لمؤلفات علم الكلام"،في حين كان الأولى،وقد راكم هو الآخر في الكلام العقدي بالمغرب،أن يسجل بصمته في موضوع الندوة.ونفس الملاحظة تنسحب على غائبين عنها.ويتعلق الأمر بالأستاذين يوسف احنانة وعبد القادر بيطار.فتراكمهما يسمح بنحت معالم، لعلم الكلام في السياق المعاصر ،انطلاقا من موقع استحقاقات المغرب المستقل.
أما الأمر الثاني الذي أثاره الأستاذ مونة، فيتعلق بتوظيف المفاهيم كما ورد في مداخلة"إبستيمولوجيا الاعتقاد الديني.."،للأستاذ عمر بن سكا،في الجلسة الثانية،حيث عبر عن ضرورة الاحتراس المنهجي في استعمال مفاهيم حقول مغايرة.
2- كانت هناك في الجلسة الثالثة محاضرة عن بعد، من جامعة قطر،للأستاذ يوسف بلمهدي حول"الإبراهيمية في سياق علم الكلام المعاصر ،فصل جديد من باب النبوات".اعتبر فيها أن الإبراهيمية ليست هوية مشتركة للأديان السماوية ،وأنها تندرج في إطار تصفية القضية الفلسطينية.وهذا الموقف السياسي المنغلق،هو مخالف لما هو معروف من انفتاح عن الأستاذ بلمهدي في كلية أصول الدين بتطوان،وهو الانفتاح الذي شكل له بعض المتاعب فيما مضى.لكن الاحتكام لتاريخ المغرب،يمنحنا فرصة الاطلاع على رسالة أبي الحسن الحرالي لقسيس ترگونة نصت على حق الرحم والملة ،وأكدت على الملة الإبراهيمية؛ الملة الجمعاء للأسباط والرومية والعرب.وإذا كانت هذه الرسالة قد افلحت في افتكاك أسرى،فعسى أن تفلح الإبراهيمية في افتكاك الأرض من الاحتلال الإسرائيلي...
3-إن عميد الكلية في كلمته بالجلسة الختامية،وهو يعتبر أن نجاح مثل هذه التظاهرات ،ينبني على الاختيار النوعي للمداخلات،أكد على أهمية النقاش في ذلك.وهنا لا بد من فتح قوس للإشارة إلى أنه تم ترحيل نقاش الجلسات إلى الجلسة الرابعة،علما أن أنه حسب البرنامج ،أن حصة المناقشة مواكبة لكل جلسات المداخلات.ولا شك أن الإخلال ب"دستور" البرنامج، مهما كانت الدواعي، يسقط في مفارقة إزدواجية المواقف حسب اختلاف المواقع ..
4- لقد نوه الأستاذ أوطاح، في كلمته بالجلسة الختامية بالكلية وعميدها وأساتذتها ..كما لم تخل كلمته من التفاعل مع ما جاء في مناقشة أحد الحاضرين، من الإشارة إلى ديناميته كفاعل ديني في سبته منذ عقود،حيث تبين من خلال هذا التفاعل، حاجة سي أوطاح إلى مزيد رد الاعتبار.والحال أن معادلة السياسة الدينية بسبتة ،وقد زلت به قدم عدم ضبط التوازنات الدقيقة بين واقع السلطة الزمنية هناك،وبين السلطة الروحية لإمارة المؤمنين التي تتجاوز كل الحدود السياسية،جعلت من أمره ما كان...
وأكيد أن احتفاء كلية أصول الدين به وتكريمه، يعبر في العمق عن قيم أمة ودولة في التجاوز من موقع الاقتدار.علما أن آصرة التاريخ وأحكام الجغرافيا،يمنحان زخما خاصا في التزام الدولة مع ساكنة سبتة ،روحيا وتربويا وإنسانيا.
5-لقد وردت إشارات في النقاش، تهم إما اللجنة المنظمة أو الأستاذ أوطاح.وعوض أن يكون الرد من طرف المعنيين بذلك،انبرى لهذه المهمة الأستاذ مصطفى السعيدي في الجلسة الرابعة ،فظهر أنه لم يستوعب مقصد كلام الغير، أو أنه يلتف عليه لاعتبارات غير مفهومة.كما انبرى الأستاذ عبد العزيز القاسح في الجلسة الختامية، مستدركا على الأستاذ أوطاح،بالقول:"لن ينكر فضلك ولا جميل عطائك إلا جحود .فكلنا شاهد على جميل عطائك وفضل أدائك لرسالتك.وأنا أحد الشاهدين.." ،فكان القاسح في موقع الطعن أولا في استحقاق عدالته كخطيب في سبتة،وفي موقع الطعن ثانيا في قرارات وزارة الأوقاف ومؤسسات أخرى،تجاه بعض المواقف غير المحسوبة للأستاذ أوطاح.ومن ثم ،فقد جعل القاسح باستدراكه هذا،لحظة تكريم الكلية لسي أوطاح ،تأخذ معنى النكاية في الدولة من طرف جهة ما.وهذا أمر في غاية الحرج للكلية..
وبالجملة، فندوة كلية أصول الدين، في موضوع "علم الكلام في السياقات المعاصرة"،حتى وهي تضعنا في سياق مغاير،تمثل خطوة ،تؤرخ من بين خطوات أخرى،لمخاضات فعل واعد، بإرادة الانفتاح المأمول.وعلى الله قصد السبيل!
فما يشرط السياقات المعاصرة في الحقل السني، المد الوهابي والإخواني،وفي الحقل الشيعي ثورة الخميني.وفي الجوار الإنساني الغربي،هناك تيارات العقلانية والحداثة،وما بعدها، والعلمانية(فصل الدين عن السياسة)،والإلحاد،واللاأدرية،والتبشير، وكذا مطلب التعايش بين الأديان،وفي طليعة تعابيره الراهنة، ما يعرف بالإبراهيمية.
وفي السياق الوطني هناك العهد الجديد ،وبالمشروع المجتمعي الحداثي الديموقراطي لصاحب الأمر،وبأهم عناوينه حول الإنصاف والمصالحة وحفظ الذاكرة،وحقوق الإنسان والأسرة،والدولة الاجتماعية.إلى جانب مشاريع مجتمعية لبناء الدولة الوطنية الديموقراطية بركائز الجهوية المكرسة للعدالة المجالية،وكذا وجود مخططات الرهان الوهابي بقراءة تاريخ المغرب سلفيا.والرهان الإمامي بقراءة تاريخ المغرب شيعيا،فضلا عن سمات الرهان الإخواني بالنزوع المغامر لقومة المهدي المنتظر، وما شاكل ذلك من التنظير لعسكرة بديل إمارة المؤمنين..إلى جانب العدمية السياسية،والهواجس التغريبيةوالتي تستوي كذلك مع الأصولية السياسية،في اجتثاث الخصوصية المغربية المتفردة .
ويبقى علم الكلام كآلية في التعاطي مع هذه السياقات في حاجة إلى تدقيق، انطلاقا من موقع المغرب وقد انتهى علم الكلام فيه على مستوى الترسيم،إلى توحيد وعقيدة..
وأكيد أن الطلبة الباحثين،هم بالدرجة الأولى في حاجة إلى خرائط لتضاريس فكرية محددة المعالم،بدون التباسات،ولا فخاخ،حتى لا يقع التيه بدون بوصلة السير، في رحلة التحصيل الأكاديمي،المفترض فيه وظيفيا،الاندماج في النسق المؤسساتي والتنموي للبلاد.
هذه الندوة التي نظمتها يومي 14-15 فبراير 2024، شعبة الفلسفة والفكر الإسلامي والحضارة ،وفريق البحث في الفكر الكلامي والفلسفي بالمغرب والأندلس،بكلية أصول الدين ،توزعت جلساتها على محاور: 1-قضايا التجديد في علم الكلام المعاصر.2-علم الكلام المعاصر في سياق العلوم العقلية والكونية.3-علم الكلام المعاصر :قضايا وأعلام.4-المخطوط الكلامي في سياقاته المعاصرة . إلى جانب الجلستين الإفتتاحية والختامية،والمحاضرة الإفتتاحية من مدخل تكريم الأستاذ أحمد اليزيد أوطاح، في موضوع :"أعلام العقيدة الأشعرية قديما وحديثا".
وقد عرفت هذه الندوة مساهمات أساتذة وباحثين من الكلية ،ومن مؤسسات جامعية ومختبرات وظيفية،من الجديدة وفاس ووجدة والرباط،ومن دول موريتانيا وقطر وماليزيا،وتركيا.
وقد مثلت عتبة الولوج في ملامسة جانب من هذه العوالم ،محاضرة الأستاذ عبد العزيز رحموني في الجلسة الأولى بعنوان:"أصول الدين في الدراسات الجامعية:المنهج والتحديات-كلية أصول الدين بالمغرب أنموذجا ".
ولعل محاضرة عميد الكلية هذه ،على أهميتها المؤطرة، كانت في حاجة إلى فرش آخر،لمواكبة باقي مداخلات الجلسات والإحاطة بأبعادها،وهي في غاية الأهمية،من موقع الخيط الناظم.
وتستوقفنا في هذه المأدبة الأكاديمية ،جملة ملاحظات:
1-لقد أثار الأستاذ أحمد مونة وهو يرأس الجلسة الرابعة أمرين:الأول، وهو يرى ضمن الحضور، الأستاذ جمال علال البختي رئيس مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات العقدية، فاعتبر أن حاجة الكلية بطلبتها تستوجب أن يكون في المنصة،وليس حيث هو الآن.وبالفعل فإشارة الأستاذ مونة دقيقة؛إذ الأستاذ البختي، وهو قد راكم في الكتابة حول الجانب العقدي في المغرب،سبق أن اقتحم عقبة الحديث عن علم الكلام في السياق المعاصر،فكان الأولى أن يكون محاضرا.وتنسحب هذه الملاحظة حتى على الأستاذ خالد زهري،وقد استعرض في هذه الندوة"مقاربة كوديكولوجية لمؤلفات علم الكلام"،في حين كان الأولى،وقد راكم هو الآخر في الكلام العقدي بالمغرب،أن يسجل بصمته في موضوع الندوة.ونفس الملاحظة تنسحب على غائبين عنها.ويتعلق الأمر بالأستاذين يوسف احنانة وعبد القادر بيطار.فتراكمهما يسمح بنحت معالم، لعلم الكلام في السياق المعاصر ،انطلاقا من موقع استحقاقات المغرب المستقل.
أما الأمر الثاني الذي أثاره الأستاذ مونة، فيتعلق بتوظيف المفاهيم كما ورد في مداخلة"إبستيمولوجيا الاعتقاد الديني.."،للأستاذ عمر بن سكا،في الجلسة الثانية،حيث عبر عن ضرورة الاحتراس المنهجي في استعمال مفاهيم حقول مغايرة.
2- كانت هناك في الجلسة الثالثة محاضرة عن بعد، من جامعة قطر،للأستاذ يوسف بلمهدي حول"الإبراهيمية في سياق علم الكلام المعاصر ،فصل جديد من باب النبوات".اعتبر فيها أن الإبراهيمية ليست هوية مشتركة للأديان السماوية ،وأنها تندرج في إطار تصفية القضية الفلسطينية.وهذا الموقف السياسي المنغلق،هو مخالف لما هو معروف من انفتاح عن الأستاذ بلمهدي في كلية أصول الدين بتطوان،وهو الانفتاح الذي شكل له بعض المتاعب فيما مضى.لكن الاحتكام لتاريخ المغرب،يمنحنا فرصة الاطلاع على رسالة أبي الحسن الحرالي لقسيس ترگونة نصت على حق الرحم والملة ،وأكدت على الملة الإبراهيمية؛ الملة الجمعاء للأسباط والرومية والعرب.وإذا كانت هذه الرسالة قد افلحت في افتكاك أسرى،فعسى أن تفلح الإبراهيمية في افتكاك الأرض من الاحتلال الإسرائيلي...
3-إن عميد الكلية في كلمته بالجلسة الختامية،وهو يعتبر أن نجاح مثل هذه التظاهرات ،ينبني على الاختيار النوعي للمداخلات،أكد على أهمية النقاش في ذلك.وهنا لا بد من فتح قوس للإشارة إلى أنه تم ترحيل نقاش الجلسات إلى الجلسة الرابعة،علما أن أنه حسب البرنامج ،أن حصة المناقشة مواكبة لكل جلسات المداخلات.ولا شك أن الإخلال ب"دستور" البرنامج، مهما كانت الدواعي، يسقط في مفارقة إزدواجية المواقف حسب اختلاف المواقع ..
4- لقد نوه الأستاذ أوطاح، في كلمته بالجلسة الختامية بالكلية وعميدها وأساتذتها ..كما لم تخل كلمته من التفاعل مع ما جاء في مناقشة أحد الحاضرين، من الإشارة إلى ديناميته كفاعل ديني في سبته منذ عقود،حيث تبين من خلال هذا التفاعل، حاجة سي أوطاح إلى مزيد رد الاعتبار.والحال أن معادلة السياسة الدينية بسبتة ،وقد زلت به قدم عدم ضبط التوازنات الدقيقة بين واقع السلطة الزمنية هناك،وبين السلطة الروحية لإمارة المؤمنين التي تتجاوز كل الحدود السياسية،جعلت من أمره ما كان...
وأكيد أن احتفاء كلية أصول الدين به وتكريمه، يعبر في العمق عن قيم أمة ودولة في التجاوز من موقع الاقتدار.علما أن آصرة التاريخ وأحكام الجغرافيا،يمنحان زخما خاصا في التزام الدولة مع ساكنة سبتة ،روحيا وتربويا وإنسانيا.
5-لقد وردت إشارات في النقاش، تهم إما اللجنة المنظمة أو الأستاذ أوطاح.وعوض أن يكون الرد من طرف المعنيين بذلك،انبرى لهذه المهمة الأستاذ مصطفى السعيدي في الجلسة الرابعة ،فظهر أنه لم يستوعب مقصد كلام الغير، أو أنه يلتف عليه لاعتبارات غير مفهومة.كما انبرى الأستاذ عبد العزيز القاسح في الجلسة الختامية، مستدركا على الأستاذ أوطاح،بالقول:"لن ينكر فضلك ولا جميل عطائك إلا جحود .فكلنا شاهد على جميل عطائك وفضل أدائك لرسالتك.وأنا أحد الشاهدين.." ،فكان القاسح في موقع الطعن أولا في استحقاق عدالته كخطيب في سبتة،وفي موقع الطعن ثانيا في قرارات وزارة الأوقاف ومؤسسات أخرى،تجاه بعض المواقف غير المحسوبة للأستاذ أوطاح.ومن ثم ،فقد جعل القاسح باستدراكه هذا،لحظة تكريم الكلية لسي أوطاح ،تأخذ معنى النكاية في الدولة من طرف جهة ما.وهذا أمر في غاية الحرج للكلية..
وبالجملة، فندوة كلية أصول الدين، في موضوع "علم الكلام في السياقات المعاصرة"،حتى وهي تضعنا في سياق مغاير،تمثل خطوة ،تؤرخ من بين خطوات أخرى،لمخاضات فعل واعد، بإرادة الانفتاح المأمول.وعلى الله قصد السبيل!