الأحد 24 نوفمبر 2024
جالية

على أريكة أم كلثوم وجمال عبد الناصر بسفارة المغرب بالقاهرة

على أريكة أم كلثوم وجمال عبد الناصر بسفارة المغرب بالقاهرة عبد الرحيم أريري رفقة محمد أيت واعلي، سفير المغرب بمصر
المكان في الصورة حيث أجلس، هو المكان الذي كانت تؤثثه بالضبط الأريكة التي كانت موجودة بمقر سفارة المغرب بالقاهرة، وكانت تجلس فيها كوكب الشرق أم كلثوم والرئيس المصري جمال عبد الناصر اللذين حلا ضيفين على عبد الخالق الطريس سفير المغرب آنذاك ( 1959) بالقاهرة.
الضيفان كانا من عيار ثقيل ومن أصدقاء السفير المغربي. فالفنانة أم كلثوم كان عبد الخالق الطريس من أبرز عشاق فنها الراقي، بحكم أن الطريس كان من متذوقي الطرب الأندلسي وكل أنواع الفن العذب. أما جمال عبد الناصر فكان يكن تقديرا كبيرا للطريس بحكم أنه كان من الوطنيين المغاربة الذين واجهوا المستعمر الفرنسي وقادوا حملة دولية ضد نفي السلطان محمد الخامس. بدليل أن تعيين الطريس سفيرا للمغرب بالقاهرة بعيد استقلال المغرب، كان رسالة من الملك محمد الخامس لمصر- في شخص الرئيس عبد الناصر- على نبل مواقفها مع الوطنيين المغاربة أثناء المقاومة.
حين استضاف السفير الطريس أم كلثوم والرئيس عبد الناصر بمقر إقامته الديبلوماسية بشارع صلاح الدين بالزمالك، أحد أرقى أحياء القاهرة، سأل عبد الناصر سفير المغرب:" لكن أين توجد السفارة"، فرد عليه عبد الخالق الطريس: "نحن بلد خرجنا للتو من حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، واكترينا هذه البناية بشارع صلاح الدين بالزمالك، فجعلنا من طابقها السفلي سفارة للمغرب ومن طابقها العلوي مقرا لإقامة السفير".
نهض جمال عبد الناصر من الأريكة، وفتح نافذة الصالون ووجد بناية وساحة مقابلة لمقر سفارة المغرب. واتصل بديوانه الرئاسي ليستفسر عن مالك البناية والساحة، فأخبروه بأن البناية ملك لإدارة الدفاع المصري. فصاح جمال عبد الناصر في وجه السفير المغربي وأم كلثوم قائلا:" ابتداء من الغد هذه البناية ملك للمغرب، وأرخص لك باسم مصر، أن تضمها لمقر السفارة المغربية".
ومنذ ذاك الوقت أضحت سفارة المغرب ( ومازالت) تعد من بين أكبر السفارات بالقاهرة، وتم تخصيص البناية الإضافية المهداة من الرئيس عبد الناصر، كمقر للقسم القنصلي ولباقي المرافق الإدارية للسفارة. كما تم تحويل الساحة الموجودة بين البنايتين إلى حديقة جميلة أضفت بهاء ورونقا على أهم قطعة سيادية مغربية في قلب القاهرة.
ملحوظة:
الصورة رفقة محمد أيت واعلي، السفير المغربي بمصر، والتقطت بنفس المكان الذي كانت تجلس فيه أم كلثوم والرئيس جمال عبد الناصر لدى اسضافتهما من طرف المرحوم الطريس.
وللإشارة أصبح الصالون فيما بعد مقرا لمكتب سفراء المغرب الذين تعاقبوا على هذا المنصب بالقاهرة.