الهزيمة لا أب لها، لا أحد يريد تحمل تبعاتها، بل الكل يتملص منها ويدفعها بعيدا عنه. أما الإنتصار فله آباء متعددون، الكل يريد أن ينسب نتائجه ونجحاته له.
أغلبية المنتخبات التي أقصيت من الدور الأول من منافسات "الكان" ركبت الحائط القصير، يعني أقالة المدرب وكأنه المسؤول الوحيد والأوحد لهذا الإخفاق. لا أحد من هذه الجامعات طرحت السؤال على نفسها أو على الأقل نصيبها في هذا الخسران المبين.
هل إخفاق منتخبات تونس والجزائر ومعها المغرب يتحمل نتائجها جلال القادري، وجمال بلماضي أو وليد الركراكي؟ هل هذه الجامعات لا تتحمل مسؤولية ولو معنوية في هذا السقوط؟
لنعد إلى أكباشنا كما يقول الفرنسيون، ألا تتحمل جامعة كرة القدم ومحيطها في هذا السقوط الحر؟ هل لها مشروع واضح المعالم، وله منطلقات، وأهداف؟ ومنهم الرجال الذين يقفون وراء هذا المشروع المفروض فيه أن يستمد قوته من السياسة الرياضية للحكومة أو للدولة ككل؟
ألم تتأثر نتائج المنتخب بمصير بطولة وطنية ضعيفة حد الصفر؟ وهل السمسرة والفوضى التي رافقت تذاكر مونديال قطر ليست لها تداعيات على الكرة المغربية؟.
كنا ننتظر من القضاء على أن يكشف الحقيقة كاملة عن المسببين والواقفين وراء هذه المهزلة، لكن الوقوف عند ويل للمصلين وإدانة صحفي ورئيس فريق لا علاقة لهم بالجامعة ولا هم مسؤولان عن توزيع التذاكر...الحقيقة لا يمكن حجبها بتقديم قرابين للإفلات من التهم التي تبقى سارية المفعول بالرغم من أنف الجامعة، وبالرغم من الوعد والوعيد الذي صدر عن فوزي لقجع عقب هذه الفضيحة والذي هدد بالضرب بيد من حديد على كل المتورطين، لكن تمخض الجبل فأرا لا يعدو أنه بعيدا عن غار الجامعة.
هل يقتصر دور الجامعة على توفير الظروف المادية والمعنوية للمنتخب الوطني في تربصاته وفي إقامته في الدورات القارية والدولية فقط؟ أين دور المدير التقني واللجنة التقنية في هذا الإخفاق؟
المحاسبة الحقيقية يجب أن تشمل الكل، الجامعة برجالاتها ولجانها المتعددة وبعدها وليد الركراكي واختياراته التقنوتاكتيكية واختياراته في استدعاء اللاعبين واحدا واحدا.
في انتظار أن أعود في تدوينة قادمة لهذه الاختيارات التقنوتاكتيكية للمدرب وطاقمه.
في انتظار أن أعود في تدوينة قادمة لهذه الاختيارات التقنوتاكتيكية للمدرب وطاقمه.