مشكلتنا في المغرب اننا نخوض في الحياة معارك وهمية كثير منها لايعكس حقيقة الواقع . ومادام حديث الساعة الآن الذي غطى على كل الأحداث الاخرى هو اقصاء المنتخب المغربي وكيف انه شغلنا بانتصاره كما هي هزيمته دون التكلم عن تزامن المقابلة في نفس اليوم مع تقرير المجلس الاعلى للحسابات الذي تلته العدوي أمام الغرفتين معا وتزامن المقابلة كذلك مع مصادقة البرلمان على النظام الاساسي لقطاع التعليم ومقترح تعديل النائبة البرلمانية فاطمة التامني وهي تتمسك بموقفها وطريقة التوسل و الترجي واستعجالية الطالبي .
حدثان هامان غطت عليهما مقابلة كرة قدم للمنتخب وخبر الاقصاء الذي اسال كثير من المداد وافرز خلاصات جديرة بالاهتمام اننا اصبحنا أمام وضعية مثيرة للاستغراب كما هي مثيرة للشفقة. لكن لابد من الاشارة لامور افرزها هذا الحدث جديرة بالطرح . دخلنا المنافسة كفائزين وليس كمنافسين وهي وضعية ساهم فيها الاعلام بشكل مبالغ فيه مما شكل حافزا نفسيا قويا للفرق المنافسة وهو امر لم يستوعبه القائمون على الشان الرياضي للجواب على سؤال مهم كيف ندبر انتصار محطة لخدمة انتصارات اخرى في المستقبل ؟ يبدو اننا عاطفيون اكثر من اللازم بالشكل الذي يجعلنا نغرق في فرحة انجاز انتهى واصبح من الماضي دون ان نستعد لانجازات مستقبلية اخرى لاتقل اهمية مع العلم اننا امام حقيقة مرة اننا منذ48 سنة لم نفز سوى بكاس يتيمة سنة 1976.
عمل المؤسسات لايقبل العاطفة ولاينساق لرغبة المطبلين هناك التزامات يجب ان نحسم فيها .الركراكي كمدرب وطني حرك فينا قيم جميلة لا احد ينكرها وقطعنا مع الاجنبي الذي استنزف ميزانيات دون نتيجة ولا محاسبة.التزم الناخب بالوصول لنصف النهاية في هذه النسخة وقال بالحرف اذا لم يتحقق هذا الهدف ساغادر وهو التزام تتأسس عليها امور اخرى تحتاج للحسم. فبقاؤه يستلزم تعاقدا جديدا بتجاوز الاخطاء .
فرغم أن هناك خطابات ظهرت على هامش المباريات تقول انه رفع السقف عاليا في الطموح دون أن يؤسس لمنطق برغماتي يستغل اللحظة لتحفيز اللاعبين . ثانيا في اعتقادي ان مباريات المجموعة مع ظروف وأجواء اللعب لم تستثمر بالشكل الكافي في قراءة واعية تخدم مقومات الفريق .لاشك أن مباراة الكونغو على وجه الخصوص شكلت محكا حقيقيا للمنتخب وظهر جليا اننا لم نقراها جيدا . واتساءل ماهو دور الطاقم الاداري المرافق للفريق ؟
لانشك لحظة أن الانتصار الوحيد في اعتقادي المتواضع الذي حققناه اننا تركنا صورة جميلة لكل الشعوب التي زارت الكوت ديفوار من خلال المبادرات الانسانية والاجتماعية التي قام بها المجتمع المدني هناك وأبانت عن نخوة وشموخ وكرم الشعب المغربي وكيف استطاع ان يخلق السعادة والابتسامة في اماكن منسية ومهمشة وبامكانيات بسيطة . الصور الجميلة التي تداولتها كثير من المواقع في ربوع المعمور هي الانتصار الوحيد والحقيقي الذي لن ينساه الشعب الايفواري على وجه الخصوص .