هل كانت وزارة الخارجية القبرصية مضطرة فعلا لتقديم توضيحها من خلال المتحدث باسمها يفند فيه كل الادعاءات الكاذبة حول صدور مذكرة اعتقال في حق مسؤولين وشخصيات مغربية يتقدمهم المدير العام الوطني للأمن الوطني؟
وهل كانت فعلا الوكالة الناطقة الرسمية القبرصية مضطرة لنشر قصاصة جديدة تتعلق بهذه الإشاعات التي تم الترويج لها تتعلق بنفس الخبر الكاذب؟!
نعم، لقد وجدت نفسها قبرص للأسف في وضع مضطرة فيه لتقديم كل التوضيحات اللازمة المتعلقة بحقيقة صدور أحكام قضائية ومذكرات بحث في حق شخصيات مغربية، ليس لأن الخبر من أساسه كاذب بل لأن استمرار تجاهله كان قد يؤدي لافتعال أزمة سياسية بين المغرب وقبرص وهي الأزمة التي كان خصوم المغرب يسعون لها للتغطية على خبرهم الكاذب الذي تلقفته وكالة الأنباء الجزائرية الناطقة باسم العسكر وحولته لقصاصة استغلتها لتفريغ سمومها في حق المغرب وفي حق المؤسسات المغربية الوطنية على رأسها المؤسسة الأمنية التي تقوم بمجهود كبير في محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود والتصدي للإتجار في المخدرات والتنظيمات الارهابية وهو العمل الذي يقض مضجع خصوم المغرب ويريدون من خلال استهداف هذه المؤسسة ضرب واحدة من المؤسسات الوطنية التي أصبحت تلعب أدواراً كبيرة في حفظ السلم والأمن داخليا و خارجياً بفعل يقظة مسؤوليها والعاملين/ات بها حتى حاز المغرب على ثقة الإنتربول من أجل تنظيم مؤتمره المقبل بمراكش الذي سيكون مناسبة لتسليط الدور على هذه الأدوار التي يقوم بها المغرب من خلال هذه المؤسسات التي تشتغل داخلياً وخارجياً بحس وطني تحت قيادة ورؤية عاهل البلاد.
هذا التحول وهذه الأدوار الكبيرة التي أصبحت تقوم بها هذه المؤسسة هي ما جعلها اليوم مستهدفة بالإشاعة، باختلاق الأخبار الكاذبة والفاسدة للتشويش عليها ومن خلالها على المغرب وعلى إشعاعه الدولي الذي أدى به للعب أدوار كبيرة في مقدمتها رئاسة مجلس حقوق الإنسان كآخر حدث أممي يعكس المكانة التي يحظى بها المغرب بين الأمم والشعوب.
لذلك اختلاق هذه الأخبار وتلقفها من طرف إعلام "شنقريحة" والترويج لها على نطاق واسع كان جزءً من مخطط يسعى لاستهداف هذه الشخصيات الوطنية والمؤسسات التي تقودها و من خلالهما خلق حالة تشكيك في المغرب وفي ما يقوم به من إصلاحات و تغييرات عميقة شملت مختلف البنيات التي تؤسس لدولة مغربية حديثة و عصرية تقودها المؤسسة الملكية، كانت في مقدمتها المؤسسة الأمنية التي لم تعد تقوم بالأدوار الكلاسيكية المعروفة بل باتت جزءاً من أدوات المغرب التي يصنع بها حضوره و قوته في المنطقة و في العالم حتى بات المغرب يتحرك بمختلف أدواته لتحقيق مختلف الإنجازات التي يشهدها هذه الإنجازات الخارجية بالأساس هي التي قضت مضجع الخصوم و جعلتهم يلجؤون لفبركة الأخبار بشكل يعكس هشاشة هذه الأنظمة، كذا عدم قدرتها في الدخول مع المغرب في تحدٍ حقيقي، تحدي البناء، والإصلاح وهو التحدي الذي فشل فيه العكسر وحوَّل الدولة الجزائرية لدولة-الجيش، و هي الدولة-النموذج الذي باتت تشكل النشاز في المنطقة مما يضعها في إحراج أمام شعبها وأمام العالم الذي دفعها لعزلة سياسية حقيقية.
بعد أن فهمنا بعضاً من أسباب اختلاق هذه الأخبار التي يظل بطلها الأساسي ليس الكراكيز التي تستعمل في هذه المسرحية، بل "رأس الأفعى" التي تروج لهذه الأخبار، وتهندس بهذا سيناريوهات وتختلف هذه الأنباء الزائفة…وهي الرأس التي تمتد لنظام مهترئ، أثبت فشله في الصراع بقواعد الصراع الدولي ليتجه نحو اعتماد الدسيسة، والاعتماد على هكذا أساليب بائدة، بعد كل هذا لابد من القول:
لقد سبق أن اختلفت نفس الاخبار وقيل أن عبد اللطيف حموشي بصفته مديراً عاماً للأمن الوطني صدرت في حقه مذكرة بحث دولية لاعتقاله، فكان أن تم تكريمه بأوسمة في كل من فرنسا، إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول وفي عدة محافل دولية وهو تكريم ليس فقط لشخصه، بل للأدوار التي باتت تلعبها المؤسسة الأمنية المغربية بمختلف تنوعاتها الداخلية والخارجية في حفظ السلم وفي مواجهة الإرهاب العالمي وفي توفير المعلومة الدقيقة…وفي مساعدة عدة دول أوربية على تجنب ضربات إرهابية…
كما وجب القول أن ما حدث بقبرص لن يزيد إلا من تعميق أواصر العلاقة الأخوية المتينة التي تجمع المغرب بقبرص، فهذه الأخيرة موقفها واضح في دعم مغربية الصحراء و الوحدة الترابية للم غرب، وهو أمر كافٍ لينالها بعضاً من حقد النظام العسكري ليحاول الزج بمؤسساتها الأمنية و القضائية في هكذا أخبار زائفة، كاذبة…
وسيكون لنا عودة للموضوع.