الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

يونس التايب: مسؤوليتنا في تثمين الإرث الوطني

يونس التايب: مسؤوليتنا في تثمين الإرث الوطني يونس التايب
كل الحب لبلادنا و أولاد بلادنا ... و كل الافتخار بالعبقرية المغربية التي تجعلنا نستطيع صناعة الفرح بأشياء بسيطة، وقهر الظروف الصعبة عبر سلوكات تضامنية محفزة لإرادة الصمود، ومنها الاعتناء بالأسرة، و العطاء من القليل، ونشر الفرح و الدعابة الذكية ... 
لذلك، أقول دائما ....
 لا لكل الأصوات التي تتاجر في مشاكل واقعنا و تزايد بها، وتصر على نشر عوامل التيئييس و تضخيم أسباب التشاؤم وتصر على إحباط همم المغاربة و تسعى لتشويه صورة البلاد و العباد ... 
 نعم لكل الأصوات الغيورة التي تسعى إلى إصلاح الواقع وتساهم في ذلك بشكل فعلي من خلال المشاركة و تجسيد المواطنة و احترام القانون ... 
 نعم لكل الأصوات التي ترفض الفساد و الريع و استغلال النفوذ، و تتحرك في سبيل ذلك على أساس قناعة ثابتة بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، وما يتطلب نشر عوامل الأمل و أسباب الثقة في الذات و في المجتمع و في الوطن و في مؤسسات الدولة المغربية ... 
 بالتأكيد، لا شيء ثابت إلا وجه الله و نحن جميعا راحلون. لذلك، يظل أهم سؤال يجب أن نطرحه على أنفسنا هو :
أي إرث نريد تركه لأبنائنا و للأجيال المقبلة من المغاربة🇲🇦 ...؟ 
و الإرث هنا هو المغرب🇲🇦 ... هذا الوطن المجيد بكل ما يمثله وما يرمز إليه ... البيئة والطبيعة و الثقافة والقيم والقدرات المادية و الرأسمال البشري ... 
الإرث هو مؤسسات الدولة المغربية القوية و القادرة على حماية أمننا القومي الاستراتيجي ... و هو، أيضا، دينامية المجتمع المتضامن الصلب بغنى قيمه و روافد هويته، و الموحد حول ثوابته الوطنية... 
الإرث هو استدامة الاعتزاز بالانتماء المشترك، و بالقدرة على حل مشاكلنا تحت السقف الوطني الجامع، و ضمن الإطار المؤسساتي المستند إلى الدستور وإلى اختياراتنا الديمقراطية و ركائزنا القيمية. 
ومن هذا السؤال الرئيسي يتفرع سؤال كبير آخر يطرح مسألة المسؤولية الفردية و الجماعية، هو : 
ماذا يقوم به كل واحد منا، الأفراد و المؤسسات، للمساهمة في صناعة مكونات هذا الإرث الذي تحدثت عنه، وضمان استدامته، كما تستدعي ذلك الروح الوطنية و المسؤولية التاريخية، بما يتحقق به فعليا استحقاق انتمائنا لتمغربيت ... ؟