الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
فن وثقافة

تراث الغناء "الَحْرِيزِي" من قاع ذاكرة الشجن والحنين

تراث الغناء "الَحْرِيزِي" من قاع ذاكرة الشجن والحنين عبد الرحيم شراد والزميل أحمد فردوس (يمينا)

النبش في التراث الغنائي لَحْرِيزِي (نسبة لِأوْلَادْ احْرِيزْ) يحيلنا مباشرة على قصيدة غنائية تحمل إسمين وهما "الْعَمْرَاوِيَةْ" أو "الْعَادَةْ"، حيث يرى الباحث الأستاذ عبد الرحيم الشراد أنها تتقاسم مع قصيدة "الْعَلْوَةْ" نفس المطلع الغنائي باستهلال صوفي (البسملة) وذكر الرسول (ص) ومدح آل البيت.

في هذا السياق تقدم جريدة "أنفاس بريس" صفحاتها لطرح وجهة نظر نفس الباحث الذي أقدم على تصفح وتدقيق وترتيب شذرات القصيدة "الْعَمْرَاوِيَةْ" في أفق أن يستقيم الكلام مع المعنى وينبلج الغموض ويتضح السياق الذي قيل فيه.

هكذا سيخلص الأستاذ الشراد من خلال التدقيق في كلام قصيدة "الْعَمْرَاوِيَةْ" أو "الْعَادَةْ" إلى أنه قد تسربت لها شذرات مأخوذة من أربع قصائد غنائية، وهي كالتالي: "الْعَادَةْ" و "سَاكَنْ الْعَلْوَةْ" و "سَاكَنْ لَالَّةْ مَلِيكَةْ" و "سَاكَنْ بَابَا اعْمُرْ".

لقد ورد في التراث الغنائي لَحْرِيزِي قول الناظم: (أَنْتُومَا أَوْلَادْ احْرِيزْ/ جَدْكُمْ شَرِيفْ عْزِيزْ/ يَسْتَاهَلْ ذْهَبْ وُلَوِيزْ/ خْبَارُوا فِي بَارِيزْ) حيث سنحاول أن نتعرف على أسباب قول هذا الكلام، فضلا عن التعريف بشخصية "مَلِيكَةْ الْعَمْرَاوِيَةْ" ونسبها وأصولها والفترة التاريخية التي تزامنت مع حياتها؟

ولإغناء هذا الملف نقدم للقراء بعض الشذرات التي حددت مسار الرحلة التي يقوم بها أولاد حريز صوب ضريح الولي الصالح "سِيدِي اعْمُرْ" لإقامة موسمهم السنوي نظرا للمكانة التي يحضا بها "بَابَا اعْمُرْ" بصفته وليا من الصلحاء الصّوفيّين.

"سَاكَنْ بَابَا اعْمُرْ" يطرح حيرة وهموم المرأة العاقر:

ـ "دَقْتَيْنْ فِي الرّْوَيْسْ اتْحَيَّرْ بَابَا اعْمُرْ"

في مقدمة التحليل "سَاكَنْ بَابَا اعْمُرْ" يتساءل الباحث الأستاذ عبد الرحيم الشراد، كم مَرَّتْ على "المَلِك الضّليل" امرؤ القيس من قرون؟ وهو الشاعر الجاهلي الذي قال مشتكيا في أحد أبيات معلقته: "وَلَيْلِي كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ/عَلَيَّ بِأَنْواع الهموم لِيَبْتَلي".

يجيب نفس الباحث عن هذا السؤال بقوله: إن نفس معنى البيت الشعري، نجده في مقطع من أغنية "سَاكَنْ بَابَا اعْمُرْ"، والذي يقول فيه الناظم: "رَا أَنَا مْرِيضْ. رَا أَنَا شَاكِي / لِيلِي، لِيلِي. قَدْ لَبْحَرْ. قَدْ مْوَاجُو. بَابَا اعْمُرْ".

أي هَمٍّ هذا الذي يعبّر عنه هذا المقطع الغنائي من "سَاكَنْ بَابَا اعْمَرْ"؟ إنه أنين الذات المكلومة، التي لا تجد من يمدّ لها يد المساعدة والعون، كي ينتشلها من بحر ما هي فيه من هموم و ضياع وظلم الأقرباء. حسب الأستاذ الشرّاد

 

 تقول كلمات "سَاكَنْ بَابَا اعْمُرْ":

"شَلْخَةْ فِ لَبْحَرْ تَتْهامى. و جَبْدوهَا اَلِّلي عَوَّامَةْ. سِيدِي اعْمُرْ/ كُنَّا احْبَابْ. كُنَّا لَامَةْ (بمعنى كانت المحبة تجمعنا)، صَرْنَا صْعَابْ. صَرْنَا لاَمَاتْ. سِيدِي اعْمُرْ (أي أصبحت معاملة الأحباب قاسية وأصبحوا يكثرون عليَّ اللَّوْم).

إن كلمات هذا "السَّاكَنْ" العميقة تحرك مواجع امرأة بعيدة عن بيت أهلها، خصوصا حين تقول: "هَذِي حَالَةْ الْبَرَّانِي. بَابَا اعْمُرْ. اَلِّلي غْرِيبْ يَرْجَعْ لَبْلَادُو. سِيدِي اعْمُرْ". حيث يتّضح أن زوجها تنكر لها، وتعمقت جراحها حين طردها أهله من بيت الزوجية. علما أنها لم تقترف أي جرم، لكن ذنبها الوحيد أنها عاقر، لم تنجب له ولدا.

وللتوضيح أكثر يلجأ الباحث عبد الرحيم الشرّاد إلى استحضار سبب تنكّر الزّوج لذات المرأة من خلال قول الناظم: "هَذَا مَا كْتَابْ آ رَاسِي. الْعِيشَةْ بْلَا اَوْلَادْ شْفَايَةْ. سِيدِي اعْمُرْ". حيث يلاحظ نفس المتحدث أن الزوجة المكلومة تردّد دائما وتنادي على الولي الصالح مرة بـ "سِيدِي اعْمُرْ" وأخرى بـ "بَابَا اعْمُرْ".

في هذا السياق يؤكد الأستاذ الشرّاد أن غناء نمط "السَّاكَنْ" كان دائما مرتبطا بفضاء ضريح الولي الصالح، على اعتبار أنه فضاء تتحرّر فيه الذات من سلطة الأماكن التي تكبل وتقيد الإنسان (البيت، والشارع، ومقر العمل، والمستشفى، والمحكمة...)، خلاف فضاء الضريح الذي يُسْمَحُ فيه بالتعبير بالصوت والحركة عن هموم الذات حدّ الصيّاح أو الصّراخ والرقص (الجَّدْبَةْ) حدّ السّقوط والإغماء.

 

غناء أولاد احريز، رجع الذاكرة و كثير من الشجن و الحنين:

تارة يسمونها "الْعَادَةْ" وتارة أخرى يسمونها "الْعَمْرَاوِيَةْ"، اسمان لأغنية واحدة .تكاد تشترك في مطلعها مع قصيدة "الْعَلْوَةْ" بفارق طفيف، حيث البداية بالبسملة وذكر الرسول (ص) ومدح آل البيت بقول: (بِسْمِ اللهْ بَاشْ بْدِيتْ. الْيَاقُوتَةْ فِي الْبِيتْ وَعْلَى النَّبِيِّ صَلِّيتْ. كَاعَ النَّاسْ تْشَاهَرْ بِيهْ. امّْتُو صَلِّيوْ عَلِيهْ).

يقول الباحث عبد الرحيم شراد: "عند تناولي لهذا النوع من الغناء الذي يردده أَوْلَادْ احْرِيزْ وجدت نفسي في حيرة. كيف أعيد ترتيب كل هذا الكلام بشكل يستقيم معه المعنى، ويتضح السياق الذي قيل فيه؟ كانت حيرتي تتضاعف أمام كلام من قبيل: (هِيَّ مْسَوْطَةْ بِالْبَاطَلْ/ هِيَّ مْسَوْطَةْ بِبَابُو/ هِيَّ الْحَرْشَةْ بَنْتْ الْحَاجْ/ هِيَّ لَمْبَّخْرَةْ بِالجَّاوِي/ هِيَّ لَمْخَلْطَةْ لَكْسَاوِي)".

ويؤكد في حديثه بأن "هناك لبس وغموض يلف كل هذا الكلام". حيث يجدد طرح السؤال: "هل يمكن تعنيف امرأة حرة وجلدها بالسياط وهي ذات حسب ونسب "بَنْتَ الْحَاجْ"؟". غير أنه سرعان ما تبددت حيرته وهو يمعن في قراءة كل ما استطاع أن يجمع من كلام لهجت به ألسنة أَوْلَادْ احْرِيزْ، وتغنت به قلوبهم بكثير من الشجن والحنين. "إنه كلام من رجع الذاكرة المشتركة للقبيلة".

الحافلة التي كانت تقل أولاد حريز لزيارة الموسم

غناء يجمع شذرات مأخوذة من أربعة قصائد وهي كالتالي :

قصيدة "الْعَادَةْ": وهي قصيدة حديثة، تم تركيب كلماتها بعد حصول المغرب على استقلاله، ويتضح لنا هذا المعنى من خلال الإشارات المرتبطة بالحافلات التي تنقل أَوْلَادْ احْرِيزْ نحو ضريح "سِيدِي اعْمُرْ بَلْحْسَنْ" حيث ورد في القصيدة ما يلي : (اخْرَجْ كَارْ الْحَسَنْ/ تَبْعُو كَارْ الْوَطَنْ/ خَرْجُوا الْكِيرَانْ بْجُوجْ/ لَحْمَرْ مْعَ لَخْضَرْ/ هَازِّينْ فَاكْيَةْ وُ تْمَرْ/ الزْيَارَةْ لْمُولَايْ اعْمَرْ/ كَارْ الجِّيلَالِي وُ لَعْلَامْ يْشَالِي/ غَادِي لْذَاكْ الْوَالِي/ شُوفُو كَارْ زْوَانَاتْ/ رَافَدْ جُوجْ عْلَامَاتْ).

إنه موسم الزيارة وشد الرّحال إلى ضريح الولي الصالح "سِيدِي اعْمُرْ بَلَّحْسَنْ"، عادة متوارثة أبا عن جد، حيث ورد الإشارة في قصيدة "الْعَادَةْ" حين أعلن الناظم بقوله ما يلي: (بَرَّحْ ذَاكْ الْبَرَّاحْ/ بَرَّحْ فِي الصُّلَّاحْ/ فِي جَمْعَةْ أَوْلَادْ رِيَّاحْ/ الْفَقْرِي وُالْفَقْرِيَاتْ/ كُلْ عَامْ الرّْكَبْ يَمْشِي/ جَدْكُمْ شْرِيفِي قُرْيشِي/ عَلْمُونَا بِالزْيَارَةْ/ نَاضَتْ فِينَا لِغَارَةْ/ الْخَيْمَةْ وُالجَّارَةْ/ عْيَالَاتْ وُرَجَّالَةْ/ عَاوَدْ آ مَنْ غَادِي/ الْعَادَةْ بِالْعَادَةْ وُالْعَادَةْ مَرْفُودَةْ/ الْخَيْرَاتْ مُوجُودَةْ/ وُالذْبِيحَةْ مَكَيُودَةْ/ لَمُولْ الزِّيتُونَةْ).

كثيرة هي شذرات هذا النص الأول لكنها متداخلات مع نصوص قصائد أخرى وهي كالتالي: "سَاكَنْ الْعَلْوَةْ" لسيدي امحمد البهلول وذلك بحكم روابط الجوار بين الْفُقْرَةْ أَوْلَادْ احْرِيزْ ومنطقة الَبْهَالَةْ بـ "العلوة". ثم ساكن "لَالَّةْ مَلِيكَةْ"، بالإضافة إلى "سَاكَنْ بَابَا اعْمُرْ". وهذا ما يفسر سبب حيرتي عند المقطع الذي وقفت عنده في بداية حديثي. إن سبب الإلتباس هو أنه يجمع بين موضوعين مختلفين تماما.

ـ "هِيَّ لَمْسَوْطَةْ بِبَابُو/ هِيَّ لَمْسَوْطَةْ بِالْبَاطَلْ"

إن ما ورد في كلام وعبارة: (هِيَّ لَمْسَوْطَةْ بِبَابُو/ هِيَّ لَمْسَوْطَةْ بِالْبَاطَلْ) مأخوذة من "سَاكَنْ بَابَا اعْمُرْ"، وهو يتحدث عن معاناة امرأة متزوجة وما تقاسيه من سوء معاملة زوجها وأهله، لكونها امرأة عاقر لم تنجب ولدا لذلك ردّدت بقولها: (حَلِّيتْ سَالْفِي حَلِّيتُو/ حْتَّى طْبِيبْ مَا خَلِّيتُو/ مْرِيضَةْ أُو لَامُونِي/ دَقْتِينْ فِي الرّْوَيْسْ تَحَيَّرْ بَابَا اعْمُرْ).

اليد العاملة التي شيدت قنطرة واد عبيد

من هي مليكة العمراوية؟

أما بحصوص "السَّاكَنْ" الثاني فالأمر يتعلق بـ "سَاكَنْ لَالَّةْ مَلِيكَةْ" وفي الغالب أنه تم التغني به وهي على قيد الحياة، وهذا هو ما جعل البعض يسمي القصيدة بـ "الْعَمْرَاوِيَةْ" نسبة إلى مَلِيكَةْ الْعَمْرَاوِيَةْ، وهي بالمناسبة إحدى زوجات السلطان المولى محمد بن عبد الرحمان (1810- 1873)، والدها هو الشاعر محمد بن إدريس العمراوي الذي تولى الحجابة، ثم الوزارة على عهد السلطان المولى عبد الرحمان. أما أخوها فهو إدريس بن محمد العمراوي، كان كاتبا ومبعوثا لزوج أخته السلطان محمد بن عبد الرحمان بفرنسا، وقد ألف له كتابا قدمه له هدية تحت عنوان "تُحْفَةُ الْمَلِكِ الْعَزِيزِ فِي مَمْلَكَةِ بَارِيسِ".

وهذا ما يفسر ما ورد في الغناء من قولهم: "جَاتْ اخْبَارُ فِي بَارِيزْ"، وكذلك يوضح ما جاء في الغناء من كلمات تتغنى بمحاسن لَالَّةْ مَلِيكَةْ "الْحَرْشَةْ" أي ذات جمال طبيعي. وهي التي نُعِتت بـ "بَنْتْ الْحَاجْ" في إشارة إلى نسبها. فهي بنت محمد بن إدريس العمراوي، حيث وُصِفت في "سَاكَنْ لَالَّةْ مَلِكَيةْ" بـ: (هِيَّ الَمْبَّخْرَةْ بِالجَّاوِي/ هِيّْ لَمْخَلْطَةْ لَكْسَاوِي)، على اعتبار أنها كانت تتخذ لها مجلسا ترتدي فيه أجمل الثياب، وتنشر في أجوائه أجود أنواع العطر والبخور حيث ورد في نفس القطعة الغنائية: (نُوضِي يَا لَحْرِيزِيَّةْ/ وَلَبْسِي لَمَّبْرْ/ عَلَى زْيَارَةْ جَدَّكْ لَمْخَنْتَرْ/ شْرِيفِي مُولَايْ اعْمَرْ).

 

رَكْبْ أولاد حريز وسفرهم للزيارة:

الحقيقة أن الحديث عن رَكْبْ أَوْلَادْ احْرِيزْ، وسفرهم لزيارة ضريح سِيدِي اعْمُرْ بَلَّحْسَنْ، شيق ويغري بالبحث والكتابة، حيث يتداخل فيه ما هو ديني بما هو أسطوري: (الْهَلَّالْ يْهَلَّلْ/ وَالْكَارْبُونْ يْشَعْلَلْ/ نُوضُو نْصَلِّيوْ لَفْجَرْ/ فِي جَامَعْ مُولَايْ اعْمُرْ/ جَدَّكْ سُلْطَانْ/ هُوَ مُولْ الُّلوبَانْ/ خْدَمْ أُو سَرُّو بَانْ/ يْذَبْحُوا فِيهْ الثِّيرَانْ). وسواء الجانب الديني أو الأسطوري فهما مغلفان بنفحة صوفية حسب قول: (سِيدِي لَحْسَنْ حْبِيبْ/ سِيدِي اعْمُرْ طْبِيبْ/ يْدَاوِي أَوْلَادُوا بِالْغَيْبْ/ طَبْ الصُّوفِيَّةْ).

مسار طريق الرحلة نحو موسم الولي الصالح "سِيدِي اعْمُرْ" :

قصيدة "الْعَادَةْ" أو "الْعَمْرَاوِيَةْ" هي قصيدة تتغنى بزيارة أَوْلَادْ احْرِيزْ لضريح الولي الصالح سِيدِي اعْمُرْ بَنْ لَحْسَنْ. والجميل في أغنية "سَاكَنْ سِيدِي اعْمُرْ" أن الناظم حدد من خلال القصيدة خريطة مسار الرحلة / السفر فضلا عن وسيلة النقل التي كان يركبها أَوْلَادْ احْرِيزْ في تلك الفترة:

تقول شذرات من القصيدة:

 (خْرَجْ كَارْ الْحَسَنْ

 تَبْعُو كَارْ الْوَطَنْ

 خَرْجُوا الْكِيرَانْ بْجُوجْ

 لَخْضَرْ مْعَ لَحْمَرْ

 هَازِّينْ فَاكْيَةْ وَ تْمَرْ

الزْيَارَةْ لِمُولَايْ اعْمُرْ

 الدَّارْ الْبِيضَا مْعَ بَرْشِيدْ

 مَنْ تَمَّةْ ارْكَبْ وُ زِيدْ

 سْطَّاتْ مَا هَوَّاشْ بْعِيدْ

 ﯕِيسَرْ يَظْهَرْ لِيَّا

 الْمِيلُودِي مُولْ الْكَارْ

 احْرِيزِي مَنْ لَحْرَارْ

 يْوَصْلَكْ فِي نَصْ نْهَارْ

 كَارْ الزْوَانَاتْ

رَافَدْ جُوجْ عْلَامَاتْ

 الْكَارْ فِي الْعَـﯕْبَةْ كَيَكْفَرْ (بمعنى يضاعف السرعة) 

 غَادِي لْمُولَايْ اعْمُرْ

 لْحَقْنَا لَّبْرُوجْ

 تْفَرْقُو الطُّرْقَانْ بْجُوجْ

 لْحَقْنَا لْوَادْ لَعْبِيدْ

 لَقْنَاطَرْ مَنْ لَحْدِيدْ

 الِّلي عَنْدُو الصَّحْ يْزِيدْ".

تروي قصيدة "الْعَمْرَاوِيَةْ" أو "الْعَادَةْ" مسار الرحلة التي تقوم بها قبيلة أولاد احريز من قلب الشاوية، التي استوطنتها منذ قرون بسبب توفر شروط العيش (الماء والمرعى)، نحو موطنها الأصلي بتخوم منطقة تادلا. حيث تبتدئ القصيدة بالبسملة والصلاة على النبي، قبل الاسترسال في الغناء وهذا مطلعها: (بِسْمِ اللهْ بَاشْ بْدِيتْ/ عْلَى النَّبِي صَلِّيتْ/ الْيَاقُوتَةْ فِي الْبِيتْ/ ﯕَاعْ النَّاسْ تْشَاهَرْ بِيهْ/ أُمْتُو صَلِّيوْ عْلِيهْ/ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُو/ نَتْنَزَّهْ فِي مَلْكُو/ مُولْ الْفُلْكْ الْغَنِي/ جِيتَكْ دَاوِينِي/ الْعَادَةْ بِالْعَادَةْ، والْعَادَةْ مَرْفُودَةْ/ والذْبِيحَةْ مَـﯕْيُودَةْ/ والْخَيْرَاتْ مُوجُودَةْ/ عَنْدْ مُولْ الزِّيتُونَةْ).

ملاحظة: يعتبر وادي العبيد، الرافد الرئيسي لوادي أم الربيع، (في الصورة أسفله والتي تعود لسنة 1925 كل الفريق الذي ساهم في بناء قنطرة وادي العبيد والتي كان الغرض منها بالأساس فتح الطريق لجيش المستعمر الفرنسي.