السبت 8 فبراير 2025
كتاب الرأي

محمد عزيز الوكيلي: من خطط لمنح إسرائيل المبرر اللازم لسحق الفلسطينيين؟!

محمد عزيز الوكيلي: من خطط لمنح إسرائيل المبرر اللازم لسحق الفلسطينيين؟! محمد عزيز الوكيلي
بدايةً، وبعيداً عن شقشقات العواطف، وهدير الشعارات الفارغة، والمُفْرَغة من أي محتوى، ينبغي أن نردّ تنظيم "حماس" إلى أساسه وأصله، ومعه "حزب الله" بالمناسبة.
جميع الباحثين والدارسين والمتتبعين للشأن الإسلامي، والإسلاموي تحديداً، باستثناء شيوخ السلفية وبيادقها، يعلمون أن حماس وحزب الله ليسا إلا الوجه الآخر من العملة الداعشية، وإن كانا في واقعهما قد اختارا المحاربة الحصرية لإسرائيل، مما مكنهما من نصيب يسيرٍ من المشروعية لدى كل من يناهضون السلوك الإسرائيلي، وخاصة في مجال الاستيطان، الذي جعل الدولة العبرية تقضم بين كل يوم وآخر بقعا أرضية زائدة من مساحة الكيان الفلسطيني، الذي لم يُكتب له بَعد أن يشكّل دولةً مكتملة الأركان، بسبب عمالة أغلب قادته، ويكفينا كدليل على صحة معطى العمالة هذا، أن رئيس "دولة" فلسطين لا يحلو له أن يقضي فتراته الترويحية إلا في منزل صديق عمره، وزير الدفاع الإسرائيلي شخصياً، مما يشكل ظاهرة جديرة بالاهتمام، وبالمساءلة أيضاً!!!
ولأن حماس وحزب الله إخوانجيون بكل دلالة الكلمة، فإنهم يستغلون عداوتهم الظاهرة لإسرائيل لربح نقط إضافية في خانة التعاطف العربي والإسلامي، وخاصة لدى الجموع الكبرى التي لا تبحث كثيرا في التفاصيل والجزئيات، بل تكتفي بعناوين السياسة والإيديولوجيا، لأنها أساساً لا تمتلك القدرة على رؤية حقيقة الأشياء والمواقف، فبالأحرى التغلغل إلى خلفياتها الخفية!!!
بعد هذا التقديم اليسير لمعدن حماس وحزب الله الداعشيين، يمكن لنا الآن أن نطرح الأسئلة الحارقة التالية:
- "لماذا اختار هذان التنظيمان الإسلامويان جعل سكان المستوطنات المدنيين بمثابة الأهداف الرئيسية لهذه الهجمة المباغتة"؟!
- "هل هي هجمة مباغتة بالفعل، أم أنّ في الأمر "إنّ"... وهل "إنّ" هذه تعني تخطيطاً أو إعداداً متعددَ الأطراف"؟!!
- "ألم يحسب المهاجمون احتمالات ردود الفعل الإسرائيلية، التي لن تكون إلا متصاعدة ومتنامية بمجرد انقضاء لحظات المفاجأة والمباغتة"؟!
- "ألم يدر في خلدهم أن استهدافهم للمدنيين، مع بعض يسير من العساكر لذر الرماد في العيون، سيكون له ما بعده ليس في الضفة والقطاع فحسب، بل وفي كل بلدان الشمال من المتوسط، وحتى لدى المشارقة الأسيويين وفي طليعتهم روسيا والصين والهند واليابان والكوريتان... بما يؤدي إلى تغيير رؤية هؤلاء جميعهم إلى العنصر العربي، والمسلم تحديداً، علما بأن حماس وحزب الله لا يمثّلان مسلمي العرب ولا مسلمي العالم ولو بالاسم والانتماء فحسب"؟!
- "هل كان من الضروري في هذه الهجمة المدبَّرة، والمخطَّطِ لها بتؤدة، أن تشمل شباباً من الطلبة المدنيين، من اليهود ومن غير اليهود، كانوا منهمكين في احتفالات ترويحية، او حتى عقدية، لا علاقة لها بالإيديولوجيا الصهيونية ولا بدولة إسرائيل أساساً، شباب أغلبه بعيد كل البعد عن السياسة ومعاجمها وتبعاتها، وعن كل ما من شأنه أن يضعهم مع حماس وحزب الله على طرفَيْ قاتلٍ ومقتول"؟!
- "ألم يعلم مهاجموا حماس وحزب الله أن هجماتهم ستضع في أيدي قوات إسرائيل وكل القوى المتعاطفة معها، والتي ستزداد تعاطفاً بعد هذه العمليات، كل المبررات المشرعِنة دوليا وعالميا لكل تضييقاتهم المقبلة، والأكيدة، على كل مسلمي العالم من الأبرياء، الذين كل ذنبهم أنهم ينتمون بالإسم إلى نفس الدين الذي تدّعي حماس وحزب الله الانتماء إليه والذود عنه... وإنْ هو إلا ادّعاء بدليل مخالفتهم لسماحة الإسلام ومسالمته"؟!
- وختاماً، وفي المحصلة، "هل أسدى إسلامَوِيو "حماس" و"حزب الشيطان" أي خدمة للقضية الفلسطينية، التي تحولت منذ زمن طويل إلى مجرد "أصل تجاري" كثر البائعون فيه والمشترون، علما بأن الآمرون تحت مُسَمّاه يستلقون على الأرائك الوثيرة في فنادق الخمس نجوم، والست نجوم، مكتفين بتوجيه اوامرهم المبيَّتة إلى حوارييهم، المغرَّر بهم بكل تأكيد، كي يقوموا بمثل تلك الهجمة المنبثقة من حسابات في غاية السرية والخفاء... ومن يدري، فقد يكونوا متقاضين على ذلك أجرا باهظا بالدولار والأورو... والأيام القادمة لن تعدم أن تقدم لنا حقيقتها بلا أصباغ ولا روتوشات...
الأيام بيننا بكل تأكيد!!!
 
محمد عزيز الوكيلي، إطار تربوي