لا أدري كيف أكتب عن المآسي والكوارث لأنني عشت الكثير منها، وقد أعيش ما هو أكثر منها فظاعة ووحشية في ما تبقى من عمري الذي لم يعد بعيدا عن ظلمة الأبدية...
لا أدري...
هكذا أنا منذ بدأت أعي العالم من حولي...دائما أجد صعوبة كبيرة في ترويض الكلمات وتطويعها للتعبير عن و جعي، وعن ألمي لفقدان الأب أو الأم او الصديق أو الحبيبة التي لها عينا بقرة في مرج فسيح ، أو لرثاء طفل قذفت به رياح هجرات المجاعات والحروب والمظالم إلى شاطئ مقفر شمال المتوسط، أو امرأة قتلها الحر والعطش في صحراء خالت أنها تُفتح على الجنة الموعودة، أو طفلة صغيرة نسفتها قذيفة وهي تلعب أمام بيتها في قرية فلسطينية، أو شاعر شنقوه في بلاد الأفغان بسبب قصيدة حب، أو بؤساء قضْوا تحت أنقاض بناية انهارت على رؤوسهم وهم نائمون حالمين بأن الله سينعمُ عليهم برحمته إن هم واظبوا على الصلاة له أثناء الليل وأطراف النهار...
لا أدري...
أخي المنجي عمل نجارا في درنة الليبية في سنوات شبابه...
ينظر ذاهلا إلى الخراب الذي خلفه الاعصار اللعين، ومثلي تخونه الكلمات للتعبير عن الفاجعة التي من المؤكد
انها قتلت كثيرين من الذين عاشرهم وصنع لهم أسرة الزواج وطاولات الأكل وأبواب ونوافذ بيوتهم وبينهم عاش كما لو أنه منهم وإليهم...
ومثلما في حالاتي السابقة، أنا الآن أبكم أمام كارثة زلزال المغرب...
المغرب الذي أحب... المغرب الذي كان ولا يزال لي جناحا ثانيا يؤكد هويتي المغاربية، ويمنحها أبعادا تفتح أمامي عوالم بهيجة لا يعرف سرها غيري أنا الذي جبت تلك البلاد طولا وعرضا، وأحببت أهلها في المدن وفي الأرياف، وفي الصحاري وعلى ضفاف المتوسط أو الأطلسي، وصادقت شعراءها وأدباءها ومفكريها وفنانيها، وعشقت لهجاتها المتعددة والمختلفة وأطربتني أغانيها و"عيطاتها" وسحرتتني أسواقها المعطرة بروائح أراضيها الطيبة المعطاء وتعلمت أن أقول "واخا حبيبتي " في حانات طنجة وأن أروض جنوني في "ساحة جامع الفنا" وأن أفك ألغاز تاريخ الملوك في مراكش وفاس والرباط، وأن أمشي على بساط من الريح في آخر الليل في نهاية سهرات أصيلة، وأن أتغزل بجمال الصحراء في العيون وفي الداخلة، وأن أغني "وين غادي بيا خويا وين غادي بيا" في قطار سريع يحملني إلى الدار البيضاء...
أيها المغرب البديع... خانتك الطبيعة أكثر من مرة...
إلاّ أن عشاقك وأحباءك لم يخونوك أبدا...
سلاما على أرواح شهداء الطبيعة الغاضبة...
لا أدري...
هكذا أنا منذ بدأت أعي العالم من حولي...دائما أجد صعوبة كبيرة في ترويض الكلمات وتطويعها للتعبير عن و جعي، وعن ألمي لفقدان الأب أو الأم او الصديق أو الحبيبة التي لها عينا بقرة في مرج فسيح ، أو لرثاء طفل قذفت به رياح هجرات المجاعات والحروب والمظالم إلى شاطئ مقفر شمال المتوسط، أو امرأة قتلها الحر والعطش في صحراء خالت أنها تُفتح على الجنة الموعودة، أو طفلة صغيرة نسفتها قذيفة وهي تلعب أمام بيتها في قرية فلسطينية، أو شاعر شنقوه في بلاد الأفغان بسبب قصيدة حب، أو بؤساء قضْوا تحت أنقاض بناية انهارت على رؤوسهم وهم نائمون حالمين بأن الله سينعمُ عليهم برحمته إن هم واظبوا على الصلاة له أثناء الليل وأطراف النهار...
لا أدري...
أخي المنجي عمل نجارا في درنة الليبية في سنوات شبابه...
ينظر ذاهلا إلى الخراب الذي خلفه الاعصار اللعين، ومثلي تخونه الكلمات للتعبير عن الفاجعة التي من المؤكد
انها قتلت كثيرين من الذين عاشرهم وصنع لهم أسرة الزواج وطاولات الأكل وأبواب ونوافذ بيوتهم وبينهم عاش كما لو أنه منهم وإليهم...
ومثلما في حالاتي السابقة، أنا الآن أبكم أمام كارثة زلزال المغرب...
المغرب الذي أحب... المغرب الذي كان ولا يزال لي جناحا ثانيا يؤكد هويتي المغاربية، ويمنحها أبعادا تفتح أمامي عوالم بهيجة لا يعرف سرها غيري أنا الذي جبت تلك البلاد طولا وعرضا، وأحببت أهلها في المدن وفي الأرياف، وفي الصحاري وعلى ضفاف المتوسط أو الأطلسي، وصادقت شعراءها وأدباءها ومفكريها وفنانيها، وعشقت لهجاتها المتعددة والمختلفة وأطربتني أغانيها و"عيطاتها" وسحرتتني أسواقها المعطرة بروائح أراضيها الطيبة المعطاء وتعلمت أن أقول "واخا حبيبتي " في حانات طنجة وأن أروض جنوني في "ساحة جامع الفنا" وأن أفك ألغاز تاريخ الملوك في مراكش وفاس والرباط، وأن أمشي على بساط من الريح في آخر الليل في نهاية سهرات أصيلة، وأن أتغزل بجمال الصحراء في العيون وفي الداخلة، وأن أغني "وين غادي بيا خويا وين غادي بيا" في قطار سريع يحملني إلى الدار البيضاء...
أيها المغرب البديع... خانتك الطبيعة أكثر من مرة...
إلاّ أن عشاقك وأحباءك لم يخونوك أبدا...
سلاما على أرواح شهداء الطبيعة الغاضبة...