الأربعاء 27 نوفمبر 2024
فن وثقافة

فؤاد زويريق: زلزال الحوز يدمر معلمتنا التاريخية "مسجد تينمل"

فؤاد زويريق: زلزال الحوز يدمر معلمتنا التاريخية "مسجد تينمل" زلزال الحوز ردم المعلمة التاريخية "مسجد تينمل"
من بين المآثر التاريخية التي دمرها الزلزال الأخير في المغرب، معلمة تاريخية قيمة ومهمة تتواجد في جبال الأطلس الكبير نواحي مدينة مراكش، وهي مسجد تينمل والمعروف أيضا بالمسجد الأعظم الذي أسسه الخليفة الثاني لدولة الموحدين بالمغرب عبد المومن بن علي الكومي سنة 1153 ميلادية، وبقي لما يقرب من تسعة قرون صامدا إلى أن هدمه الزلزال الأخير.
 هذا الصرح التاريخي هو معلمة تاريخية تعكس التطور المعماري الذي تميزت به الدولة الموحدية آنذاك، المعمار الذي مازال قائما إلى الآن والذي يشهد على عظمة فن العمارة لدى المغاربة في المغرب والأندلس، والذي مازال إلى الآن متداولا ومستعملا في البنايات المغربية كزخرفة وهندسة...
 وتعتبر الخيرالدة في اشبيلية الإسبانية نموذجا لهذا المعمار والتي أسسها أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي الخليفة المغربي في الدولة الموحدية، وهناك أيضا مسجد حسان بالرباط، وجامع وصومعة الكتبية بمراكش وغيرها من المعالم الموحدية التي مازالت قائمة إلى الآن... 
عودة إلى مسجد تينمل الذي هدمه الزلزال للأسف، فهو يشهد على حقبة مهمة من تاريخ واحدة من أهم الإمبراطوريات المغربية وهي الدولة الموحدية التي حكمت شمال إفريقيا كله من المغرب إلى ليبيا ومعه الأندلس...فتينمل هذه هي قرية تتواجد نواحي مراكش وتستمد قيمتها من كونها مهد الحركة الموحدية التي تزعمها محمد بن تومرت ابن قبيلة مصمودة الأمازيغية، ففيها تأسست النواة الأولى لهذه الحركة، ومنها انطلقت لتكتسح وتقضي على الدولة أو الإمبراطورية المرابطية التي كانت تتولى الحكم آنذاك، وفي تينمل أيضا دفن زعيم الموحدين محمد بن تومرت.
للتذكير فقط فمدينة مراكش كانت عاصمة للمرابطين والموحدين بل كانت تطلق كاسم على المغرب ككل، بعد الموحدين جاءت الدولة المرينية التي قضت على الدولة الموحدية واتخذت من مدينة فاس عاصمة لها.