الأربعاء 27 نوفمبر 2024
فن وثقافة

عابد أوطاطا حامل مشعل الشعر بسوس وأحد أكبر شعراء زمانه

عابد أوطاطا حامل مشعل الشعر بسوس وأحد أكبر شعراء زمانه الشاعر عابد اوطاطا
هو عابد بن محمد اوحمايد ابن دوار ايشت فم الحصن إقليم طاطا، ازداد هناك وكانت بدايته الدراسية بمسقط الرأس قبل أن ينتقل إلى اعدادية أقا، حيث تابع دراسته الاعدادية هناك، قبل أن ينقطع عن فصول الدراسة، ويتوجه إلى سطات، ومنها إلى الدار البيضاء ومنطقة كراج علال، حيث اشتغل بالمجال التجاري كمساعد تاجر.
استهواه فن أحواش فانخرط في مجموعة أسسها أخوه الأكبر الحسين . فبدأت إرهاصاته الشعرية و نظم القوافي وجابه شعراء الساحة عبر الأعراس والمناسبات، قبل أن يعود لمسقط الراس وقد اكتسب تجربة لابأس بها في الشعر، ليجوب دواوير المنطقة وينتقل بين مداشر أقا وتمنارت وفم الحصن، فاحتك في البداية بشعراء الإقليم كأمثال المحجوب العباسي، ودا حجوب، وعلي بوزيد، ورمضان، والمحمدي، وابراهيم اوبلا، وعمر اوماني، واكضيض وغيرهم كثر .
داع صيت الرجل في الشعر فأصبح الشاب الذي يهاب الجميع مواجهته فاشتهر باقليم طاطا . قبل أن ينتقل إلى منطقة أدراى وتفراوت، حيث أصبح حديث العام والخاص أواخر تسعينيات القرن الماضي ، لتتاح له الفرصة هناك لمجابهة كبار الشعراء آنذاك بالساحة كازوليض، وأجماع، الحاج يحي، والترسيان، وأكرام، وعبد الكبير شوهاد وآخرين.
هنا كانت الانطلاقة الحقيقية أواخر سنة 2000 بدوار ايداود امانوز تافراوت، بمناسبة موسم أكرسيف، حيث جابه الشاعر في حوار شيق الشاعر أزوليض ، فأطلق اشعارا كالرصاص أصابت غريمه وتفوق عليه.
بعدها أصبح مطلب كل المناسبات، فلا يكاد ينتهي من هذا الحفل إلا و تلقى دعوة لحفل آخر، حتى أصبح الشاعر الحاج عابد "نامبروان" الشعر بسوس بفضل اشعاره و صوته القوي وإتقانه لكل الألوان الشعرية بسوس لتخمة صوته وسرعة الرد التي امتاز بها عن أقرانه.
تبوأ الشاعر الحاج عابد اوطاطا اليوم مكانة كبيرة بساحة "اسوياس" بسوس، وهو الشاعر الأكثر طلبا على أشعاره وحضوره يكاد يكون ضروريا لاكتمال الأفراح. له طريقة فريدة في معالجة المواضيع، فبالاضافة لتقافته الواسعة وإلمامه بأحداث الساعة ومعالجته لكل المواضيع ، فشاعرنا يمتاز أيضا بفصاحة لغوية قلّ لها نظير في الشعر الأمازيغي، رغم حداثة سنه بين الشعراء، وهو المزداد سنة 1976. فهو اليوم سيّدُ الساحة الشعرية وركيزة هامة في الساحة، له أسلوب خاص وقدرة رهيبة على كسب قلوب العشاق.
رجل خلوق متمسك بالثقافة الدينية و لا يترك أي فرصة تمر دون زيارة الأماكن المقدسة ومساعدة المحتاجين وتقديم العون للجمعيات والأرامل والايتام، وهو أكثر الشعراء، بل هو الوحيد الذي يشتغل على الجانب الإنساني، تجده دعامة أساسية لكل أعمال الخير في الخفاء يساهم في بناء المساجد ومساعدة المدارس العتيقة وطلبة العلم. كما يستغل الرجل علاقاته مع رجال الأعمال في تسخيرها للفعل الإنساني وهي ميزة لا يمتاز بها غيره من المشهورين بالساحة، وينفرد بهذه الخصال الحميدة التي لا يؤتيها اللّه إلا لمن يشاء .