الأربعاء 27 نوفمبر 2024
فن وثقافة

بعد 36 سنة من الانتظار.. حلم أهل وزان الثقافي يتحقق!

بعد 36 سنة من الانتظار.. حلم أهل وزان الثقافي يتحقق!
هنيئا لدار الضمانة بالمولود الثقافي
يوم الاثنين 21 غشت كان أبناء دار الضمانة وخصوصا شبابها على موعد ثقافي استثنائي، لاشك أنه سيكون له ما بعده.... حاضرة بثقلها التاريخي في أكثر من مجال، وعلى أكثر من صعيد، تسدل الستار على عقود من مصادرة حقها في التوفر على بنية استقبال ثقافية تعكس قوة منسوب حضورها الثقافي (الثقافة في مفهومها الواسع) في المشهد الثقافي الجهوي والوطني..... بعد 36 سنة على أول وعد رسمي، وبعد التوقيع تحت أنظار الملك محمد السادس في زيارته التاريخية لدار الضمانة قبل 17 سنة ، على تعزيز البنية التحتية الثقافية بإنجاز مركز ثقافي، يتحول الحلم إلى حقيقة .... تظافر الجهود بين أكثر من متدخل يتقدمهم الفاعل المدني الجاد الذي لم يقنط من الترافع من أجل مصالحة مدينته مع العدالة المجالية في الحقل الثقافي ...
المركز الثقافي يمكن تصنيفه ضمن الجيل الجديد من بنيات الاستقبال الثقافي - لمسة هندسية تنتصر للمساواة، قاطعة مع التمييز بسبب الإعاقة ...- فضاءات متعددة متخصصة ومتعددة الوظائف تجيب عن الانتظارات المتنوعة للشباب والأطفال - فضاء للندوات وعرض مختلف اللوحات الفنية، معزز بتجهيزات رفيعة المستوى ... محيط رحب يجمع بين وظيفة فضاء عمومي جديد جاء ليجيب عن انتظارات ساكنة الأحياء المجاورة، ويرقى في نفس الآن لمستوى مسرح الهواء الطلق ...
هنيئا لشباب وزان - يستحق أكثر- بهذا الصرح الثقافي الجميل، والأمل معقود على فتح مسارات جديدة للنهوض بحقوق شباب دار الضمانة الذي مساحة أمله في مستقبل آمن تضيق في كل ثانية ....!
حكاية من البداية لقصة المركز الثقافي
يشهد كل من تزامن نضجه البدني والفكري مع مرحلة الجمر والرصاص التي عاشتها بلادنا ، قبل أن تطوى الكثير من تفاصيلها بالمصالحة والانصاف ، وجبر الضرر الفردي والجماعي ، بأن حاضرة وزان التاريخية نقشت حضورها الثقافي في المشهد الوطني ، بشكل أثار انتباه كل من يوجد في علاقة تماس بالفعل الثقافي….جمعيات ثقافية وتربوية ، ومسرحية ، وسينمائية ، وفرق غنائية ، ومنظمات شبابية تتحرك أطرها كخلية النحل... أنشطة ثقافية متنوعة الاهتمامات على امتداد السنة ، تؤطرها نخبة من القامات الثقافية الوطنية ... هذه الحركية في سياق كله ألغام ، تعززت بانخراط المجلس البلدي ( المجلس الجماعي اليوم) في ديناميتها، فكان أول أسبوع ثقافي تنظمه المؤسسة المنتخبة .
يوم 20 أبريل 1987 يعقد المجلس البلدي الجلسة الافتتاحية لأسبوعه الثقافي. جلسة تميزت بحضور السيد محمد بنعيسى، وزير الثقافة أنداك، وبعد أن عبر عن انبهاره بالتفاصيل الدقيقة التي أثثت محاور برنامج الأسبوع الثقافي في انعدام تام لبنية تحتية ثقافية في مستوى احتضان فقرات هذا الزخم الثقافي، أعلن بملء فمه وبأعلى صوته، وأمام حضور متنوع، غصت به جنبات دار الشباب (المسيرة اليوم) بأنه يلتزم باسم وزارة الثقافة بإحداث مركب ثقافي بدار الضمانة، يرقى إلى حجم الفعل الثقافي الذي تشهده المدينة، وأنه سيعمل على ادراج هذا الوعد بميزانية الدولة لسنة 1988 ....عم الفرح، وتبادل الشباب والفعاليات الثقافية بالمدينة التهاني والتبريكات...
مرت الشهور والسنوات، وطال الانتظار، وتعددت أشكال الترافع، وجاءت حكومات ، وطوى النسيان المشروع... والسبب، ربما قرار رفع الاقصاء والتهميش عن دار الضمانة لم يحن وقت تفعيله ...! 
 نهاية شهر شتنبر 2006 ، أي بعد حوالي عقدين، سيحل حفيد محمد الخامس في زيارة تاريخية لدار الضمانة، ولم يكن عنوان السياق الوطني أناك، غير الانصاف والمصالحة وجبر الضرر، من أجل انصراف الجميع نحو المساهمة الفعالة في وضع أسس المشروع الديمقراطي الحداثي بقيادة ملك البلاد... من بين المشاريع المهيكلة التي تم توقيعها تحت أنظار جلالته مشروع المركز الثقافي ... ولأن وزان بشهادة القريب والبعيد تشكل عنوانا بارزا لهدر زمن التنمية... هدر عناوين المسؤولين عنه معروفة لدى الخاص والعام ....سيتعطل اخراج المركز الثقافي 17 سنة أخرى ....
وأخيرا ... وزان تنعم بمركز ثقافي
بعد أن استوعب مختلف المتدخلين خطورة الصورة النمطية " لي بغى يربح العام طويل" التي رافقت مشروع المركز الثقافي، في زمن يقاس فيه الفعل التنموي بجزء المليون من الثانية، تظافرت جهود الفاعل المؤسساتي المحلي والجهوي والمركزي، فكان الميلاد الرسمي يوم 21 غشت 2023 ...
الكرة اليوم بملعب منظمات المجتمع المدني التي توجد في احتكاك بوظائف المركز الثقافي، وإدارة المركز، ومجلس جماعة وزان، من أجل اشعاع نوعي أوسع للمعلمة الثقافية ....