انطلقت اليوم أشغال الندوة الدولية تحت عنوان: "استكشاف الروابط المنسية بين المغرب وأمريكا اللاتينية: من التبادل الثقافي إلى التعاون الاستراتيجي"، بمشاركة ثلة من أهل العلم والفكر والثقافة والسياسة من المغرب ومن دول أمريكا اللاتينية المختلفة، التي نظمتها كليات اللغات والآداب والفنون، التابعة لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، بشراكة مع “المركز الوطني للبحث العلمي والتقني”، بمناسبة عيد الشباب.
ويندرج تنظيم هذه الندوة في إطار برنامج دعم البحث العلمي في العلوم الانسانية والاجتماعية والاقتصادية في المجالات ذات الصلة بالقضايا الراهنة؛ قضية الوحدة الوطنية والأقاليم الجنوبية.
وعرفت الندوة مشاركة عدد من الخبراء والباحثين المغاربة والأجانب؛ الذين تطرقوا في بحوثهم المقدمة وفي مداخلاتهم للجوانب الثقافية والحضارية والتاريخية والاقتصادية في العلاقات بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية وفي طليعتهم الجمهورية البرازيلية لأنها البلد الأكثر حضورا في فصول التاريخ المشترك بين المغرب ودول أمريكا اللاتينية. فقد كان أول بلد أمريكي لاتيني تربطه علاقات دبلوماسية مع المغرب. حسب وثائق لوزارة الخارجية البرازيلية، بحيث بدأت العلاقات بين المغرب والبرازيل رسميا سنة 1861.
وليس كما هو مدون في بعض السجلات الرسمية المغربية بأن العلاقات بين المغرب والبرازيل بدأت سنة 1906 . وهكذا توجت هذه العلاقات المغربية البرازيلية والتوجه البرازيلي نحو المغرب الذي عبر عنه بشكل واضح الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، خلال كلمته بمناسبة زيارة الملك محمد السادس للبرازيل سنة 2004، فقد أكد على أن أجندة التعاون بين البرازيل والمغرب تغطي موضوعات محورية من أجل مواجهة التحديات المطروحة أمام دول الجنوب ، كما أكد على أن زيارة العاهل المغربي ستعطي دفعة للعلاقات بين العالم العربي والبرازيل ، من جهته أكد الملك محمد السادس، في كلمته بمناسبة هذه الزيارة، على التزام المغرب بإنجاح التعاون مع البرازيل كما ذكر بعمق العلاقات بين البلدين، حيث أن المغرب كان أول دولة تعترف باستقلال البرازيل في عهد السلطان مولاي سليمان. كما أكد الملك على أن هذه العلاقات تستمد قوتها من التراث الحضاري المشترك، ومن تقاسم البلدين لنفس هذا التوجه في جعل التنمية المستدامة والقوية والتضامن، منطلقا لتقليص الفوارق الاجتماعية وتسوية النزاعات المهددة للسلم والأمن العالمي.
الصادق العثماني، باحث في الفكر الإسلامي وقضايا التطرف الديني