كتاب لإدغار موران
enseigner à vivre,manifeste pour changer l'éducation - Edgar Morin -ترجمة عزالدين العلام -صادر سنة 2014 من 108صفحة..
ينطلق إدغار موران في كتابه من طبيعة الأزمة التي تشكو منها المجتمعات،في ظل تحولات عميقة وتقلبات مست كل المجالات البيئية والإجتماعية والإقتصادية ،وما ترتب عنها من الإقصاء الإجتماعي واللامساواة،وهي نتائج البحث الجنوني عن الربح.تجد هذه المظاهر مقاومة في مختلف مناطق العالم من خلال مبادرات تنشد مستقبل آخر.انطلاقا من ذلك يعالج إدغار موران أعطاب النظام التعليمي ،بغاية طرح حلول ومقترحات لتجاوز الإختلالات .وذلك ما ًيفرض إعادة التفكير،ليس فقط في وظيفة التدريس،إن لم أقل رسالته،ولكن أيضا فيما يتم تدريسه...لتطوير كل ما يعنيه تعلم الحياة في زماننا المطبوع بالأنترنيت ً(ص 7).تشكل تيمة ًتعلم الحياة ًقضية مركزية في هذا الكتاب ،إذ أن قيمة المعارف أن تعلم الفرد كل ما يخص الحياة،وإلا تظل معزولة،وفي هذا السياق يستحضر إدغار موران معنى التربية التي بلورها جان جاك روسو في كتاب ًإيميل ً،فمهمة المربي تجاه تلميذه ً أن يحيا ،تلك هي المهنة التي كنت أريد أن ألقنه إياها ً(ص 11).يتعلق الأمر هنا باكتساب المعارف من خلال تعدد مصادر التنشئة والتربية لامتلاك عدة مواجهة الصعاب والوضعيات المختلفة.
فالمعرفة هي سلاح المواجهة،وهي ليست المعارف،والغائب في النظام التعليمي هو دراسة معرفة المعرفة،التي طالب إدغار موران بتدريسها منذ الأقسام الأولى.تمكن دراسة معرفة المعرفة من القراءة النقدية لها وللعلم، لتقويض اليقينيات حتى لا يعيد التاريخ إنتاج نفسه ً حينما ننظر في يقينيات القرون السالفة ،بما فيها اليقينيات العلمية،وحينما ننظر في يقينيات القرن العشرين، سنرى الأخطاء والأوهام التي اعتقدنا أنا منها براء.بيد أن لاشيء يشي أننا اليوم في مناعة من يقينيات جديدة لا جدوى منها،ومن أخطاء جديدة وأوهام لم يتم كشفها بعد ً.(ص 12) يستحضر إدغار موران تجاربه السياسية ،والتي قادته بعض الخيبات والصدمات إلى كتابة ًنقد ذاتي ًالذي نشر سنة 1959،واستنبط من خلال هذه الوقفة التأملية،أن الخطأ قد يكون فرصة يمنح إمكانيات التطور بشرط الاعتراف به ،ودراسة أصوله وأسبابه ًوقد فهمت أن منبع الخطأ والأوهام يكمن في التستر على الوقائع التي تضايقنا ،وتخديرها وإبعادها عن ذهننا .وقد كنت على علم،بفضل الفيلسوف هيجل Hegel،أن الحقيقة الجزئية تؤدي إلى الخطأ الشامل.كما فهمت جيدا بفضل ً أدورنو Adorno ً ً الشمولية هي اللاحقيقة ًأن الحقيقة الشاملة هي خطأ شامل ً (ص 14). وكامتداد لكتاب ً نقد ذاتي ً،ستكرس مجلة ً Arguments ُ (1962-1957)
ملفاتها وصفحاتها للرؤية النقدية ومجادلة الأفكار الجاهزة،وهو ما قاد إدغار موران إلى امتلاك الفكر المركب الذي مثل نبراسا لمساره الفكري والفلسفي،
والأفكار الواردة في هذا الكتاب هي من ثمار هذه الرحلة،وهذا الجهد والبحث .فأمام المتغيرات المتسمة بطغيان الأرقام و ً العادات ً وأنماط استهلاكية معولمة ،علينا أن نستحضر في انشغالاتنا البيداغوجية ًفن الحياة ً و معرفة الحياة ًلنتعلم كيف نحيا في ظل حضارتنا ً (ص 20)،وهو ما يدخل الإنسانية إلى فلسفة الفلسفة،باعتبارها صديق أو عاشق الحكمة،وهو مايطابق معرفة الحياة الحقيقية(ص 21).تظل الحكمة في نظر إدغار موران طوبى مأمولة لمواجهة الجشع وسلطان المال والهجوم التقني وتسليع كل شيء.. ًهناك اليوم حاجة ،إن لم تكن للحكمة؛ فعلى الأقل إلى الإنفلات من التسطيح والرعونة والتسمم الإستهلاكي وسلطة المال، حاجتنا إلى علاقة هادئة بين الجسد والروح والفكر ً(ص 23).للبرهنة على بروز الشك المنطقي والشك التجريبي ،سيعود إدغار موران إلى العلم الكلاسيكي والحتمية المطلقة والديناميكا-
الحرارية،
والميكانيكا والكوانتية
والميكرو فيزيائي.فالعلم الكلاسيكي وما ترتب عنه من نتائج على مستوى التصور للكون ،وللطبيعة وللمجتمع،يعاد إخضاعه للسؤال ً كان العلم الكلاسيكي يقوم على ثلاثة مبادئ هي الفصل والإختزال والحتمية .
والحال هذه فإن كل واحد منها أبرز اليوم عن نواقصه.فقد تبين أن هذا العلم كان يسير في اتجاه فصل عناصر هي في الواقع مرتبطة ً(ص 27)، وهو ما يستوجب إحداث القطيعة مع ً الإدمان على اليقينيات ً.التخلص من اليقينيات هو ولادة للتفكير الحر وللاختيارات الحرة.إن أزمة التعليم غير منفصلة عن أزمة الثقافة،وهي النتيجة للتفكك الحاصل بين المكونين ،إن فصل المكون العلمي عن مكون الإنسانيات ،
وتجزيء المعارف ،عمق ًالجهل المعمم ً ،وأسر الجامعة في النموذج الإقتصادي المقاولتي ،
فالتقديس التقنو-اقتصادي السائد يرى أن لا فائدة ترجى من الإنسانيات ،وأنها مجرد ترف؛ ويدفع نحو تقليص دروس التاريخ ،ودروس الأدب ،وإلغاء الفلسفة باعتبارها مجرد ثرثرة؛ وهكذا تتقدم إمبريالية المعارف الحاسبة والكمية بخسارة المعارف التأملية والكيفية ً(ص 39).ومن ثمة ،فإن أزمة التربية هي جزء من أزمة حضارة ،أزمة مجتمع،أزمة اقتصادية..في عالم تهيمن فيه مالية منتشية بالربح،والصراعات الموبوءة بالتعصبات المميتة ً(ص 42).غياب التربية على الفهم أحد الأعطاب الأخرى التي يشكو منها النظام التعليمي ،مما عرض العلاقات الإنسانية للتوحش،وهو ما يتعارض مع العيش المشترك .إن تضخم الأنا ،ومظاهر الإحتفار والكراهية تفشت في كل مجالات العلاقات.بيد أن الفهم هو السبيل لتجاوز ثقافة الإقصاء والإدانة والإنغلاق والإنتقام،والتوحش الداخلي والخارجي ،وهذا ما ًيتطلب تربية إيطيقية وأنتروبولوجية وابستيمولوجية،مما يستلزم إصلاح التربية المتعلقة بالمعرفة وصعوباتها،ومخاطر الخطأ والوهم المحدقة بها،ومن هنا اقتراحاتنا التأسيسية لإدخال معرفة المعرفة ،ومعرفة الإنسان ،والتربية على الفهم ً (ص 51).في هذا الصدد يعزز إدغار موران أطروحته بالاجتهادات البيداغوجية التي قام بها ً دانيال فافر Daniel Favre ً بخصوص تحويل عنف التلاميذ إلى صراع أفكار يتيح فرصة تعلم الحوار الديموقراطي.بنفس الروح البيداغوجية التي تعتبر أن الخطأ جزء من عملية التعلم ،وتجاوز الخطأ كإثم من منظور المنظومة التربوية التقليدية ،يستحضر إدغار موران كتاب ً في مديح الخطأ ً ل ً لوران ديغوس Laurent Degos ً معتبرا الخطأ ًمحركا للحياة ،ومصدراكتشاف وتجديد ...يحمل معه سر مالم نكن نتوقعه ً(ص 62).لن يتأتى هذا الفهم للخطأ إلا بالمقاربة النسقية الحاضنة للترابط بين التخصصات؛ وإعمال مفهوم السببية الدائرية التي تنطلق من الكل إلى الجزء ومن الجزء إلى الكل ،فكما جاء على لسان باسكال ًأعتبر مستحيلا معرفة الكل إن لم أكن أعرف الأجزاء ،ولا معرفة الأجزاء إن لم أكن أعرف الكل ً(ص 68)،وهو مسار يتواصل فيه التوالد المتجدد.أما مفهوم الحوارية لدى إدغار موران فهو يتجاوز الفهم الاختزالي للديالكتيك ،ليؤسس ً الإجتماع التكاملي للمتاضادات ً ،وفي هذا الصدد فالحياة والموت مفهومان متاضادان ومرتبطان .إنه الربط المؤسس للفكر المركب الذي لا يتعلق بالهدم ،ويسمح بالربط والإنفصال بين الكائن الإنساني والطبيعة والكون.هناك ضرورة لاستيعاب دروس في التواصل البيو-أنتربولوجي ً بغاية استيعاب أن الإنسان هو في آن واحد بيولوجي مائة في المائة وثقافي مائة في المائة ،وأن الدماغ كموضوع للبيولوجيا والظاهرة النفسية المدروسة في البسيكولوجيا، هما وجهان لنفس الواقعة ،وأن الروح كي تتجلى ،تحتاج للغة ،أي الثقافة ً(ص 75).
enseigner à vivre,manifeste pour changer l'éducation - Edgar Morin -ترجمة عزالدين العلام -صادر سنة 2014 من 108صفحة..
ينطلق إدغار موران في كتابه من طبيعة الأزمة التي تشكو منها المجتمعات،في ظل تحولات عميقة وتقلبات مست كل المجالات البيئية والإجتماعية والإقتصادية ،وما ترتب عنها من الإقصاء الإجتماعي واللامساواة،وهي نتائج البحث الجنوني عن الربح.تجد هذه المظاهر مقاومة في مختلف مناطق العالم من خلال مبادرات تنشد مستقبل آخر.انطلاقا من ذلك يعالج إدغار موران أعطاب النظام التعليمي ،بغاية طرح حلول ومقترحات لتجاوز الإختلالات .وذلك ما ًيفرض إعادة التفكير،ليس فقط في وظيفة التدريس،إن لم أقل رسالته،ولكن أيضا فيما يتم تدريسه...لتطوير كل ما يعنيه تعلم الحياة في زماننا المطبوع بالأنترنيت ً(ص 7).تشكل تيمة ًتعلم الحياة ًقضية مركزية في هذا الكتاب ،إذ أن قيمة المعارف أن تعلم الفرد كل ما يخص الحياة،وإلا تظل معزولة،وفي هذا السياق يستحضر إدغار موران معنى التربية التي بلورها جان جاك روسو في كتاب ًإيميل ً،فمهمة المربي تجاه تلميذه ً أن يحيا ،تلك هي المهنة التي كنت أريد أن ألقنه إياها ً(ص 11).يتعلق الأمر هنا باكتساب المعارف من خلال تعدد مصادر التنشئة والتربية لامتلاك عدة مواجهة الصعاب والوضعيات المختلفة.
فالمعرفة هي سلاح المواجهة،وهي ليست المعارف،والغائب في النظام التعليمي هو دراسة معرفة المعرفة،التي طالب إدغار موران بتدريسها منذ الأقسام الأولى.تمكن دراسة معرفة المعرفة من القراءة النقدية لها وللعلم، لتقويض اليقينيات حتى لا يعيد التاريخ إنتاج نفسه ً حينما ننظر في يقينيات القرون السالفة ،بما فيها اليقينيات العلمية،وحينما ننظر في يقينيات القرن العشرين، سنرى الأخطاء والأوهام التي اعتقدنا أنا منها براء.بيد أن لاشيء يشي أننا اليوم في مناعة من يقينيات جديدة لا جدوى منها،ومن أخطاء جديدة وأوهام لم يتم كشفها بعد ً.(ص 12) يستحضر إدغار موران تجاربه السياسية ،والتي قادته بعض الخيبات والصدمات إلى كتابة ًنقد ذاتي ًالذي نشر سنة 1959،واستنبط من خلال هذه الوقفة التأملية،أن الخطأ قد يكون فرصة يمنح إمكانيات التطور بشرط الاعتراف به ،ودراسة أصوله وأسبابه ًوقد فهمت أن منبع الخطأ والأوهام يكمن في التستر على الوقائع التي تضايقنا ،وتخديرها وإبعادها عن ذهننا .وقد كنت على علم،بفضل الفيلسوف هيجل Hegel،أن الحقيقة الجزئية تؤدي إلى الخطأ الشامل.كما فهمت جيدا بفضل ً أدورنو Adorno ً ً الشمولية هي اللاحقيقة ًأن الحقيقة الشاملة هي خطأ شامل ً (ص 14). وكامتداد لكتاب ً نقد ذاتي ً،ستكرس مجلة ً Arguments ُ (1962-1957)
ملفاتها وصفحاتها للرؤية النقدية ومجادلة الأفكار الجاهزة،وهو ما قاد إدغار موران إلى امتلاك الفكر المركب الذي مثل نبراسا لمساره الفكري والفلسفي،
والأفكار الواردة في هذا الكتاب هي من ثمار هذه الرحلة،وهذا الجهد والبحث .فأمام المتغيرات المتسمة بطغيان الأرقام و ً العادات ً وأنماط استهلاكية معولمة ،علينا أن نستحضر في انشغالاتنا البيداغوجية ًفن الحياة ً و معرفة الحياة ًلنتعلم كيف نحيا في ظل حضارتنا ً (ص 20)،وهو ما يدخل الإنسانية إلى فلسفة الفلسفة،باعتبارها صديق أو عاشق الحكمة،وهو مايطابق معرفة الحياة الحقيقية(ص 21).تظل الحكمة في نظر إدغار موران طوبى مأمولة لمواجهة الجشع وسلطان المال والهجوم التقني وتسليع كل شيء.. ًهناك اليوم حاجة ،إن لم تكن للحكمة؛ فعلى الأقل إلى الإنفلات من التسطيح والرعونة والتسمم الإستهلاكي وسلطة المال، حاجتنا إلى علاقة هادئة بين الجسد والروح والفكر ً(ص 23).للبرهنة على بروز الشك المنطقي والشك التجريبي ،سيعود إدغار موران إلى العلم الكلاسيكي والحتمية المطلقة والديناميكا-
الحرارية،
والميكانيكا والكوانتية
والميكرو فيزيائي.فالعلم الكلاسيكي وما ترتب عنه من نتائج على مستوى التصور للكون ،وللطبيعة وللمجتمع،يعاد إخضاعه للسؤال ً كان العلم الكلاسيكي يقوم على ثلاثة مبادئ هي الفصل والإختزال والحتمية .
والحال هذه فإن كل واحد منها أبرز اليوم عن نواقصه.فقد تبين أن هذا العلم كان يسير في اتجاه فصل عناصر هي في الواقع مرتبطة ً(ص 27)، وهو ما يستوجب إحداث القطيعة مع ً الإدمان على اليقينيات ً.التخلص من اليقينيات هو ولادة للتفكير الحر وللاختيارات الحرة.إن أزمة التعليم غير منفصلة عن أزمة الثقافة،وهي النتيجة للتفكك الحاصل بين المكونين ،إن فصل المكون العلمي عن مكون الإنسانيات ،
وتجزيء المعارف ،عمق ًالجهل المعمم ً ،وأسر الجامعة في النموذج الإقتصادي المقاولتي ،
فالتقديس التقنو-اقتصادي السائد يرى أن لا فائدة ترجى من الإنسانيات ،وأنها مجرد ترف؛ ويدفع نحو تقليص دروس التاريخ ،ودروس الأدب ،وإلغاء الفلسفة باعتبارها مجرد ثرثرة؛ وهكذا تتقدم إمبريالية المعارف الحاسبة والكمية بخسارة المعارف التأملية والكيفية ً(ص 39).ومن ثمة ،فإن أزمة التربية هي جزء من أزمة حضارة ،أزمة مجتمع،أزمة اقتصادية..في عالم تهيمن فيه مالية منتشية بالربح،والصراعات الموبوءة بالتعصبات المميتة ً(ص 42).غياب التربية على الفهم أحد الأعطاب الأخرى التي يشكو منها النظام التعليمي ،مما عرض العلاقات الإنسانية للتوحش،وهو ما يتعارض مع العيش المشترك .إن تضخم الأنا ،ومظاهر الإحتفار والكراهية تفشت في كل مجالات العلاقات.بيد أن الفهم هو السبيل لتجاوز ثقافة الإقصاء والإدانة والإنغلاق والإنتقام،والتوحش الداخلي والخارجي ،وهذا ما ًيتطلب تربية إيطيقية وأنتروبولوجية وابستيمولوجية،مما يستلزم إصلاح التربية المتعلقة بالمعرفة وصعوباتها،ومخاطر الخطأ والوهم المحدقة بها،ومن هنا اقتراحاتنا التأسيسية لإدخال معرفة المعرفة ،ومعرفة الإنسان ،والتربية على الفهم ً (ص 51).في هذا الصدد يعزز إدغار موران أطروحته بالاجتهادات البيداغوجية التي قام بها ً دانيال فافر Daniel Favre ً بخصوص تحويل عنف التلاميذ إلى صراع أفكار يتيح فرصة تعلم الحوار الديموقراطي.بنفس الروح البيداغوجية التي تعتبر أن الخطأ جزء من عملية التعلم ،وتجاوز الخطأ كإثم من منظور المنظومة التربوية التقليدية ،يستحضر إدغار موران كتاب ً في مديح الخطأ ً ل ً لوران ديغوس Laurent Degos ً معتبرا الخطأ ًمحركا للحياة ،ومصدراكتشاف وتجديد ...يحمل معه سر مالم نكن نتوقعه ً(ص 62).لن يتأتى هذا الفهم للخطأ إلا بالمقاربة النسقية الحاضنة للترابط بين التخصصات؛ وإعمال مفهوم السببية الدائرية التي تنطلق من الكل إلى الجزء ومن الجزء إلى الكل ،فكما جاء على لسان باسكال ًأعتبر مستحيلا معرفة الكل إن لم أكن أعرف الأجزاء ،ولا معرفة الأجزاء إن لم أكن أعرف الكل ً(ص 68)،وهو مسار يتواصل فيه التوالد المتجدد.أما مفهوم الحوارية لدى إدغار موران فهو يتجاوز الفهم الاختزالي للديالكتيك ،ليؤسس ً الإجتماع التكاملي للمتاضادات ً ،وفي هذا الصدد فالحياة والموت مفهومان متاضادان ومرتبطان .إنه الربط المؤسس للفكر المركب الذي لا يتعلق بالهدم ،ويسمح بالربط والإنفصال بين الكائن الإنساني والطبيعة والكون.هناك ضرورة لاستيعاب دروس في التواصل البيو-أنتربولوجي ً بغاية استيعاب أن الإنسان هو في آن واحد بيولوجي مائة في المائة وثقافي مائة في المائة ،وأن الدماغ كموضوع للبيولوجيا والظاهرة النفسية المدروسة في البسيكولوجيا، هما وجهان لنفس الواقعة ،وأن الروح كي تتجلى ،تحتاج للغة ،أي الثقافة ً(ص 75).
إن الخلاصة المركزية لإدغار موران فهي ًأن نتعلم ًباستيعاب مضامين مفاهيم الفصل والربط والتحليل والتركيب،
والسببية الدائرية ،والشك السببي ،بالاعتماد على علوم جديدة تتمثل في الإيكولوجيا وعلوم الأرض والكوسمولوجيا،ومن هذه الزاوية فدور التعليم أن يساهم في تحقيق المواطنة الأرضية.أما الفكرة الرئيسية في محور الفرنسي بعد النبش في المسار التاريخي ،فهي تتمثل في كون الهوية الفرنسية ً ينبغي أن تبقى هوية مزدوجة ،وأن تحترم ،من الآن فصاعدا ،وبكل حرص ،التنوعات الإثنية/الثقافية ،وبالتالي تجاوز اليعقوبية التوحيدية ً (ص 100).إن موضوع الإصلاح مترابط بين المعرفة والفكر والتربية ،ما يستوجب التجديد وليكن المنطلق تجديد الإيروس .
والسببية الدائرية ،والشك السببي ،بالاعتماد على علوم جديدة تتمثل في الإيكولوجيا وعلوم الأرض والكوسمولوجيا،ومن هذه الزاوية فدور التعليم أن يساهم في تحقيق المواطنة الأرضية.أما الفكرة الرئيسية في محور الفرنسي بعد النبش في المسار التاريخي ،فهي تتمثل في كون الهوية الفرنسية ً ينبغي أن تبقى هوية مزدوجة ،وأن تحترم ،من الآن فصاعدا ،وبكل حرص ،التنوعات الإثنية/الثقافية ،وبالتالي تجاوز اليعقوبية التوحيدية ً (ص 100).إن موضوع الإصلاح مترابط بين المعرفة والفكر والتربية ،ما يستوجب التجديد وليكن المنطلق تجديد الإيروس .