شهدت رحاب غرفة التجارة والصناعة بخريبكة صباح اليوم السبت 29 يوليوز 2023، تنظيم ندوة فكرية وأكاديمية، حول "صورة المرأة في التراث الشعبي.. عبيدات الرما نموذجا"، ضمن فعاليات الدورة 22 للمهرجان الوطني لفن عبيدات الرما، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل ـ قطاع الثقافة، وعمالة اقليم خريبكة، تحت الرعاية الملكية.
شارك في هذه الندوة، التي تروم خلق نقاش فعال وهادف حول متون وأنساق فن عبيدات الرما، كل من الدكتورين الشرقي نصراوي، وعبد الكبير الشميطي، فيما سيرها الأستاذ جبير مجاهد.
وشكلت الندوة، التي توجت بنقاش مستفيض من قبل الحضور، منصة مفتوحة، لطرح الكثير الأسئلة المهمة حول تمثلات المرأة في هذا الفن العريق، وحضورها الفني والإجتماعي والإنساني، والفطري والثقافي والفلسفي والأسطوري.
كما كانت الندوة مناسبة، للتداول في عديد قضايا همت، عبيدات الرما، كفن ذكوري، وبعض الصور الآنية على الخشبات من خلال اقتحام المرأة لهذا الفن، فضلا عن طرح وجهات نظر مختلفة تبرز التقارب والتباعد حول هذا الفن في علاقته بالمرأة ومشاركتها ضمن الفرق، في أفق صيانة الذاكرة الفنية والتراثية لهذا الفن الأصيل من كل دخيل.
الأستاذ الشميطي، لامس في مداخلته القيمة مواضيع عدة، ارتبطت بأهمية هذا اللقاء، وبهذا المتن الفني، والتأطير النظري، فضلا عن العديد من التمثلات والتصورات، لصورة المرأة في الواقع، مقدما مجموعة من النماذج لصورة المرأة في التراث الشعبي، وأيضا في خطاب فن عبيدات الرما عموما.
اما الأستاذ نصراوي، فقد شدد على الأهمية الاعتبارية لهذا الفن، الذي يعتبر من بين أقدم الفنون التراثية في العالم، وعلى صيانته، والدفاع عنه، من القرصنة من بعض الجهات المعروفة، والحفاظ عليه من كل دخيل، مؤكدا أن عبيدات الرما فن ذكوري وسيبقى ذكوريا.
كما قارب صورة المرأة في فن عبيدات الرما، من خلال عدة متناقضات، ورموز حاضرة في أغاني الفرق الفنية، وأيضا من خلال عدة تمثلات في المتخيل الفكري والجمالي والثقافي والقبلي، وأيضا عبر فيض من قصائد العصر الجاهلي وشعراء الحداثة، وهي صور ترتبط بالخير والشر، والحب والصراع والجمال والوجدان.
يشار إلى أن الدورة التي تقام تحت شعار"عبيدات الرما.. تراث الأجداد وإبداع الاحفاد" انطلقت بتكريم القيدومين محمد الصالحي عن فرقة المنزهة من إقليم الفقيه بنصالح، ومحمد العلالي عن فرقة السماعلة بوادي زم، فضلا عن عرض مبهر لفرقة عبيدات الرما رضوان بعنوان "لفراجة"، ولوحات موسيقية بهية لفرقة الكدرة من أسا الزاك.
وتشهد هذه النسخة، التي تنظم بالتعاون مع المجالس المحلية بالإقليم، والمجمع الشريف للفوسفاط، مشاركة 40 فرقة ومجوعة، تحيي سهرات عديد بعدد من الساحات بكل من مدن خريبكة وابي الجعد ووادي زم.