بعد " 660 مليون عام" من المخطط الأخضر.. هاهي النتيجة المرة المتمثلة في أن المغرب يستورد اليوم بالعملة الصعبة معظم حاجياته الغذائية من القمح والشعير والزيوت والسكر والأغنام والأبقار، رغم توفره على 8،7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية، علما أن المغرب كان إلى عهد قريب من الدول المصدرة للتمور والحبوب والزيوت!!.
بعد "540 مليون عام" من مخطط أليوتيس.. النتيجة أن المغرب يصنف اليوم في خانة الدول التي تعاني من سوء التغذية. بل كشف تقرير أممي سابق( 2022)، بأن الأمن الغذائي تفاقم بالمغرب، إذ طال حوالي 10% من مجموع السكان بعد ان كان محصورا في 6% من سكان المغرب. والطامة هي أن المغرب يعد من بين البلدان الأكثر إنتاجا للأسماك ( يحتل الرتبة 18 عالميا)، لكن سواحله الممتدة على مسافة 3500 كلم لا تسمن إلا بطون أصحاب الريع وبطون الرواسة وسبانيول ولكوارة والبرتقيز وجابون وفرانسيس.
بعد "388 مليون عام" من المخطط الأزرق القاضي بجلب سياح العالم وتحويل المغرب إلى قطب جذب دولي في المجال السياحي، هاهي الحكومة تحصي مغاربة العالم، المجنسين منهم وغير المجنسين، ضمن كتلة "السياح الأجانب" الوافدين على بلادنا لنفخ الأرقام وتزوير المعطيات، لإيهام الراي العام أن المغرب أزاح ميلانو وبانكوك وباريس ولشبونة ولاس بالماس ونيويوك ولندن وهونغ غونغ وأنطاكيا من عرش السياحة العالمي.
بعد "599 مليون عام" من مخطط الصناعة التقليدية الذي بشرنا بإغراق الأسواق الدولية بمنتوجات الحرفيين المغاربة (في الفضة والنحاس والجلد والخزف والكبص والخشب واللباس والنقش والطرز)، هاهم 2،4 مليون صانعة وصانع تقليدي مغربي "ينشون الذبان" في ورشاتهم، ويتحسرون على أمجاد صنعتهم وحرفتهم قبل اعتماد المخطط المشؤوم، لدرجة أنه حتى برنامج مليون محفظة أقصاهم من الرادار، وأهدى صفقة الجلد لصنع محافظ 8 مليون تلميذ لمصانع الشينوا التي يحتكرها كمشة من المستوردين الذي راكموا ثرواث بفضل "لكريمة ديال الاستيراد"، أما الفنادق والأبناك والشركات العمومية والإدارات المغربية فأضحت في تأثيث مكاتبها تفضل: زرابي إيران وموكيط الأتراك وفخار شناوة ونحاس النمسا وطباسل الطاليان وأغطية اليونان على حساب منتوجات الصناع التقليديين المغاربة بفاس وأسفي وسلا وتازناخت والخميسات وتيزنيت ومراكش والصويرة وبولمان.
بعد "732 عام" من "فريع الراس" بخصوص مخطط التسريع الصناعي الذي خذرنا بشعار: "إرساء صناعة مغربية قوية وتنافسية"، هاهو المغرب لا ينتج ولا يصنع اليوم حتى "القوادس" لنقل الماء من حوض سبو إلى حوض أبي رقراق. إذ بسبب إنهاك الفرشة المائية إرضاء للوبيات المخطط الأخضر، أصبحت عدة مدن مهددة بالعطش، مما اقتضى ترحيل المياء من مناطق الوفرة( الغرب) إلى مناطق الندرة (محور البيضاء - مراكش).
ولترحيل هذه المياه اضطر المغرب لاستيراد أطنان من الأنابيب ذات القطر الكبير من تركيا لإرواء عطش جهة البيضاء انطلاقا من سد سيدي محمد بنعبد الله، في الوقت الذي لا تتطلب هذه الصناعة خوارق خيالية أو إبداعات واختراعات "ميتافوق برانية"! ، وهي الفضيحة التي تنضاف لشوهة الترامواي الذي لم تسلم صفقاته لأي شركة مغربية لإنجاز المنصة الأرضية الإسمنتية، وتمت المناداة مرة أخرى على مقاولات تركية لتبني لنا منصة أرضية يسير فوقها الترامواي أو الباصواي، فأحرى أن ننتشي بتصنيع "سلك" أو بيران (burin)، أو مسمار كرو (vis crou) !!!.