بأدب ولباقة المثقف المتمكن من التراث الموسيقي المغربي خاصة والعربي عامة، صحح الأستاذ الباحث في التراث عبد المجيد فنيش، معلومات الأستاذ الفنان نعمان لحلو في هذا المجال من خلال توقفه على عدة ملاحظات اعتبرها خاطئة، والتي أوردها معد ومقدم برنامج (Pianissimo مع نعمان) الذي تبثه القناة الثانية بخصوص الوقفة التي خصصها للحديث عن الفنان الراحل الحسين السلاوي.
بعد إطلاعه على حلقة البرنامج المذكور أعلاه، سجل الأستاذ عبد المجيد فنيش الباحث في التراث من خلال تسجيل صوتي، مجموعة من الملاحظات التي "لا يمكن أن تفسد للود قضية مطلقا" حسب قوله.
الملاحظات تتعلق بمضمون ما قاله الأستاذ الفنان نعمان لحلو من خلال البرنامج المذكور نجملها فيما يلي:
الملاحظة الأولى تتعلق بتاريخ إزدياد الفنان الراحل الحسين السلاوي: "قال الأستاذ نعمان لحلو من خلال نفس البرنامج، أن الفنان الحسين السلاوي ولد سنة 1921. وقالها بقطعية ويقينية، في حين أن سنة 1921، هو قول شاد في تاريخ ميلاد الحسين السلاوي، على اعتبار أن الكثيرين ذهبوا إلى أن ميلاده قد يكون حصل ما بين 1914 و 1918، ومنهم من توقف عند سنة 1918 في حين أن سنة 1921 هو قول شاد".
في سياق متصل أكد الباحث عبد المجيد فنيش أن الحسين السلاوي "لم يؤرخ للأزمة الاقتصادية العالمية المعروفة بالخميس الأسود سنة 1929". وحجته في ذلك "أن الحسين السلاوي كان طفلا صغير السن... مغمور... مازال في البداية الأولى". وطرح فنيش سؤالا محوريا في هذا الصدد بقوله: "كيف يمكن أن يؤرخ الحسين السلاوي لأزمة سنة 1929 وهو لم يتجاوز سن الثامنة من عمره؟ حسب قول الأستاذ نعمان لحلو الذي أكد أن "الحسين السلاوي ازداد سنة 1921". فكيف لطفل أن يبدع فنا يوثق لأزمة اقتصادية عالمية؟ وفق سؤال الأستاذ فنيش. حيث اعتبر أن "الأمر فيه ما فيه كذلك".
من جهة أخرى صحح الأستاذ عبد المجيد فنيش معلومة بخصوص اسم عائلة الحسين السلاوي قائلا: "ثم أن الحسين السلاوي لم يُعْرَف كثيرا باسم الحسين بن بوشعيب". مؤكدا بقوله: "نعم أبو بوشعيب هو أبوه، ولا جدال في ذلك". لكنه شدد على أن الإسم الحقيقي الموجود في وثائق العائلة هو "لَمْلَاوِي"، وأضاف قائلا: "لقد تم تغييره مؤخرا من طرف الحفدة، على وجه الخصوص". وعزز شهادته بقول: أن "ابنه سي محمد السلاوي إلى حدود وفاته وهو يحمل في جواز سفره اسم محمد بن الحسين لملاوي".
ملاحظة أخرى أوردها عبد المجيد فنيش تتعلق بالإنزال الأمريكي الذي قيل في البرنامج الذي يعده ويقدمه الفنان نعمان لحلو "أنه تم بعد الحرب العالمية الثانية. وهذا أمر غير صحيح لأن الإنزال كان سنة 1942".
وفي سياق متصل وقف الأستاذ فنيش عند المعلومات التي قدمها نعمان لحلو عن الأغنية الرائعة والجميلة "يَا مُوجَةْ غَنِّي" حيث أوضح بأن "هناك شبه إجماع بين الكثيرين الذين نبشوا بدقة في هذا الأمر، وخاصة خلال تواجد الحسين السلاوي في فرنسا، (أجمعوا) على أن أغنية "يَا مُوجَةْ غَنِّي" ليست للفنان الحسين السلاوي، وإنما هو أعاد تسجيلها و وظف فيها بعض الآلات الموسيقية التي لم تكن موجودة في التسجيل الأول، والذي يقال أنه لفنان تونسي كان يقيم في فرنسا وطرح آخر يقول أنه لفنان من بلاد الشام".
ملاحظة أخرى تناولها الباحث في التراث عبد المجيد فنيش حين قال: "أنه لا يمكن الحديث عن الحسين السلاوي بدون القول أن بداياته التي أتاحت له الشهرة داخل المغرب قبل الذهاب إلى فرنسا، جاءت من ترديده لِمَا وجده متوفرا على يد معلميه وأساسا بُوجَمْعَةْ الْفَرُّوجْ وَمُولَايْ أبِّيهْ".
وفي ختام حديثه في تسجيله الصوتي المؤرخ يوم الأحد 23 أبريل 2023، تتوفر جريدة "أنفاس بريس" على نسخة منه، وهو يقدم معلومات وتوضيحات تاريخية وفنية بخصوص الراحل الحسين السلاوي قال عبد المجيد فنيش "هذه بعض الملاحظات أقولها من أجل إغناء النقاش حول منتوج الأستاذ الفنان نعمان لحلو الذي أتمنى له بالمناسبة الصحة والسلامة والعافية ودوام مواصلة عمله الفني بخصوصيته التي يسير عليها موفقا بإذن الله. مع خالص الود والتقدير وتجديد الشكر على اطلاعي على هذا المنتوج. أخوكم عبد المجيد فنيش".