الاثنين 20 مايو 2024
اقتصاد

البدالي: معرض مكناس يقام لتغطية فشل الحكومة في سياستها الفلاحية!!

 
 
البدالي: معرض مكناس يقام لتغطية فشل الحكومة في سياستها الفلاحية!! صافي الدين البدالي
يستعد المغرب لتنظيم نسخته الجديدة من معرض الفلاحة بمكناس.. في وقت بشهد فيه الشارع احتجاجا ضد الغلاء الأسعار واستفحال الأزمة بقلة الموارد الفلاحية والغذائية نتيجة فشل المغرب الأخضر واجهاد الفرشة المائية، وتوجيه السياسة العمومية نحو ضمان السلة الغذائية  لأوروبا وليس للسلة الغذائية للمغاربة!!  وهو ما يطرح السؤال العريض: ماذا جنينا من هذا المعرض أو الصالون الفلاحي بمكناس؟ "أنفاس بريس" اتصلت في هذا الشان بصافي الدين البدالي عضو المكتب السياسي لفيدرالية اليسار الديمقراطي الذي وافانا بالورقة التالية:  

تعتزم الحكومة تنظيم المعرض الفلاحي بمدينة مكناس في نسخته  الخامس عشر من 2 إلى 7 ماي 2023. تحت شعار "الجيل الأخضر: لأجل سيادة غذائية مستدامة" وسوف تستضيف هذه النسخة المملكة المتحدة كضيف شرف.
 
لكن السؤال المطروح هو: ماذا جنى المغاربة من مثل هذه المعارض في ظل أزمة مائية وغذائية خانقة؟ أنه في الدول الديمقراطية التي تحترم حكوماتها  كرامة الشعب وتقدر مشاعره، يتم تقدير المرحلة والسياق العام الوطني والدولي قبل الإقدام على أية تظاهرة مثل المعرض الفلاحي  بمكناس. وذلك لعدة أسباب موضوعية منها:
 
السبب الأول: هو الأزمة الغذائية الخانقة التي تعرفها البلاد جراء الجفاف واستنزاف الفرشة المائية ونفاذ الإحتياط المائي بالسدود حتى أنه لم يعد يكفي للشرب.
 
السبب الثاني: هو التراجع الخطير في تربية المواشي من أبقار وأغنام وماعز وغيرها بفعل الجفاف وغلاء مواد العلف وسياسة المخطط الأخضر الذي أبان عن فشله بالنسبة للبلاد وبالنسبة للفلاح الصغير والمتوسط، رغم الملايير من الدراهم التي تم تبديدها على هذا المخطط والذي لم يستفد منه إلا أصحاب النفوذ والإقطاعيون الجدد والذين استغلوا الإعفاء الضريبي على القطاع الفلاحي. حتى أصبح المغرب مضطرا الى استيراد ابقار من الخارج لم يتعود عليها المغاربة رغم الدعاية الحكومية لمثل هذه الأبقار لتغطية الخصاص في اللحوم الحمراء بعدما كان المغرب في غنى عن ذلك قبل المخطط المشؤوم. كما أصبح المغرب مضطرا إلى استيراد الحبوب من الخارج  مما جعل الأسعار تشتعل في هذه المنتجات.
 
السبب الثالث: هو سخط المغاربة على مثل هذه المعارض التي لا تأتي بنتائج ملموسة على مستوى واقع الفلاح والمستهلك.
 
اذن فهو معرض لتغطية فشل الحكومة  في سياستها الفلاحية وتبديد مال الشعب المغربي الذي لم ينل من معرض مكناس إلا  الصور وأشرطة فيديو  تحاول أن تجعل من العام" عام زين".فماذا سيكون طعم  المعرض الدولي بمكناس في ظل غليان شعبي ينذر بالانفجار؟!! و في ظل  وقفات احتجاجية عبر مدن البلاد و إضرابات عامة قطاعيةتعبيرا عن غلاء المعيشة في بلاد كان ضحية حكومة لا تسمع إلى نبض الشارع، ولا تقدر المغاربة حق قدرهم و تستمر في سياسة المناورة و المراوغة والتضليل عبر معارض لا تسمن و لا تغني من جوع