الأحد 19 مايو 2024
اقتصاد

الدكتور البيطري بوعزاتي: هذا ما ينبغي على "اونسا" فعله لطمأنة المواطنين بشأن اللحوم البرازيلية

 
 
الدكتور البيطري بوعزاتي: هذا ما ينبغي على "اونسا" فعله لطمأنة المواطنين بشأن اللحوم البرازيلية عزيز أخنوش، رئيس الحكومة (يمينا) والدكتور وصفي بوعزاتي
أشاد وصفي بوعزاتي، الدكتور البيطري بطنجة، بالتساؤلات المشروعة للمستهلك المغربي والدالة على نضج المغاربة في علاقتهم مع المواد المستهلكة.
وحاول الدكتور بوعزاتي الإجابة على أغلب الأسئلة التي تشغل بال المواطنين، من خلال النقط التالية: 

1- الهدف من وقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار الأليفة الموجهة مباشرة للذبح هو تزويد السوق الوطنية باللحوم الحمراء، مع شرط أساسي وهو أن تكون اللحوم في متناول المغاربة من ناحية الثمن، بالإضافة إلى التخفيف من الضغط على الموارد الحيوانية المغربية التي أصبحت تعاني من الاستنزاف وبسرعة كبيرة. و فعلا، مباشرة بعد إصدار المرسوم 2.23.47 في 26 يناير 2023، بادر العديد من مستوردي الأبقار إلى استيراد أكثر من 5000 رأس من العجول الموجهة للذبح المباشر من أوروبا. إلا أنه رغم ذلك بقي ثمن الكيلوغرام من اللحم بعيدا عن متناول المستهلك المغربي.

المعروف كذلك أنه في نفس الوقت كان المستوردون المغاربة في انتظار شحناتهم القادمة من البرازيل، وهنا لابد من الإشارة إلى أن البرازيل يعتبر أكبر مُصدر للحوم الحمراء والبيضاء بالعالم نظرا لعاملين أساسيين، التنافسية في الوفرة والثمن (viande bon marché )... بعد وصول اول شحنة قادمة من البرازيل  إلى ميناء الجرف الأصفر (2800 رأس عجل) وبعد بدء عملية الذبح، سنكون أمام تجربة فريدة من نوعها، تذوق لحم العجول البرازيلية ومعرفة هل هي في متناول المغاربة من ناحية الثمن والجودة. 

إذن نحن أمام معادلة صعبة، تزويد السوق الوطنية بلحوم حمراء ذات جودة (صحية ومذاق) وبثمن يعكس القدرة الشرائية البسيطة للمغاربة.. اللحوم الأوروبية لن تفي بالغرض المطلوب لهذا تم اللجوء للحوم البرازيلية. 

2- العلاقات التجارية بين البلدان تبنى على اتفاقيات لتبادل السلع بينها، وتبنى بشكل خاص على الاتفاقيات الصحية المتعلقة بالاتجار في الحيوانات الحية وفي المواد الغذائية الحيوانية أو من أصل حيواني. ومن ركائز هذه الاتفاقيات الصحية، نجد "نموذج الشهادة الصحية" modèle de certificat sanitaire، وهي عبارة عن مجموع الشروط الصحية اللازمة توفرها من أجل إتمام عملية الاستيراد بعد موافقة السلطات الصحية البيطرية بين البلدين موضوع التجارة. 

بالرجوع إلى دفتر التحملات المتعلق باستيراد الأبقار الموجهة للذبح وكذا نموذج الشهادة الصحية التي تجمع بين السلطات الصحية البيطرية المغربية والبرازيلية، نجد الجواب على سؤال الحجر الصحي، إذ أن السلطات الصحية البيطرية المغربية ONSSA تشترط القيام بالحجر في بلد المنشأ (البرازيل) لمدة 15 يوما قبل مغادرة البرازيل صوب المغرب، بالإضافة إلى مجموع الشروط الصحية من تحليلات طبية لإثبات خلو الأبقار المعنية من الكثير من الأمراض المعدية، وكذا العلاجات ضد بعض الحشرات المسببة لبعض الأمراض كاللسان الأزرق Blue tongue ومرض  schmallenberg. 

3- كون البرازيل أكبر مصدر للأبقار واللحوم الحمراء والبيضاء بالعالم يجعلها محط اهتمام كل الدول. صحيح أنه  تم التوقف مؤقتا عن استيراد اللحوم والأبقار البرازيلية من دول كالصين وتايلاند وإيران والأردن بعد إعلان السلطات الصحية البيطرية البرازيلية عن شكها في إصابة عجل (ثور عمره 9 سنوات) بداء جنون البقر بمنطقة تدعى بارا. 

للإشارة، صدر مقال ب CNN BRESIL يوم 2.3.2023  في الموضوع، يخبرنا هذا الموقع على أنه تم القيام بالفحص المخبري لدى مختبر كندي مرجعي Laboratoire de référence، وأكدت النتائج المخبرية على إصابة العجل بحالة تدعى "عدوى غير نمطية" بمعنى أنه مرض عضوي غالبا بسبب التقدم في السن وليس راجع لتلوث الأعلاف. يكفي بعد ذلك مراجعة موقع المنظمة العالمية للصحة الحيوانية للتأكد من صحة الخبر.. وعليه فمن المرتقب استئناف عملية التصدير من البرازيل نحو الصين يوم 25 أبريل 2023.. أما فيما يخص المغرب، "أونسا" تؤكد من خلال نموذج الشهادة الصحية على نقطتين أساسيتين بخصوص مرض جنون البقر ESB: 

- خلو القطيع من مرض جنون البقر ولم تسجل أية حالة في تاريخ القطيع (للإشارة لم تسجل في تاريخ البرازيل أية حالة لمرض جنون البقر).
 
- يجب على القطيع المعني بالاستيراد أن يكون مزدادا بعد التطبيق الفعلي للقوانين التي تمنع استهلاك البروتينات الحيوانية أو أي نوع آخر من البروتينات الحيوانية أو من أصل حيواني غير الحليب. 
 
4- الأكيد أن "أونسا" تقوم بالمهام المنوطة بها قانونيا في هذا الباب، بحيث أن مصالحها تقوم بدراسة والتأكد من الوثائق الصحية المرافقة لكل عجل مستورد على حدة والتأكد من مدى مطابقتها للمطلوب قانونا في هذا الباب.. تجدر الإشارة كذلك إلى أن المصالح البيطرية والمختبرات الجهوي لأونسا تقومان بتحليلات طبية (على حد علمي تقوم بالبحث والتأكد من خلو القطيع من مرض اللسان الازرق)، إلا أنه من جانب آخر، ومن باب حماية المستهلك المغربي من تناول بقايا المواد الكيميائية (بعض هرمونات النمو، بقايا المضادات الحيوية وبقايا مضادات الطفيليات ك ivermectine ) يجدر بمصالح أونسا التأكد مخبريا بعد الذبح من خلو هذه اللحوم وحتى اللحوم المحلية (لحوم حمراء وبيضاء وحليب وبيض) من بعض بقايا المواد كيميائية، حماية لصحة المغاربة وانسجاما وروح السلامة الصحية للمنتجات الغذائية..