يبدو أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، فهم ما قاله النائب الاشتراكي كريستيان بول بطريقته الخاصة. فبعد أن صرح الأخير بأن مسؤولية رئيس الجمهورية تقتضي الآن تغيير السياسة المتبعة واعتماد أخرى أكثر فعالية وعدالة، قرر سيد الإيليزيه تغيير مظهره اعتقادا منه بأنها الوسيلة الناجعة لضمان الفوز خلال انتخابات 2017. لذلك، ترك كل شيء جانبا وأخذ في البحث عن منظري الأناقة الرجالية للاستفادة من خبرتهم لربما يكون حظه من حجم حظ الرؤساء المحسوب عليهم توظيف طريقة لباسهم في كسب أصوات الناخبين. ومنهم الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك الذي استنجد عقب خسارته في الانتخابات الرئاسية لعام 1988 بمستشار الرئيس الأمريكي الراحل رولاند ريغان الذي نصحه بارتداء البذل الفضفاضة والنظارات الكبيرة وإيقاف التدخين والحفاظ على الابتسامة. وعلى هذا الأساس، لم يتأخر فرانسوا هولاند في تقليد شيراك بوضع شبيه نظاراته وتيشورت "بولو" مع القميص. لكن دون أن يتمكن بعد من إيجاد الجواب الشافي للانتقادات اللاذعة التي لايزال يواجهها منذ وصوله إلى السلطة في ماي 2012، سواء من المعارضة اليمينية أو حتى من داخل معسكره السياسي. ليبقى السؤال هو حول ما إذا كان بقدرة اللوك الجديد لهولاند سيغير شيئا من آراء 40 في المائة من الفرنسيين الذين لا يرون فيه مرشح الحزب الاشتراكي المناسب للانتخابات الرئاسية المقبلة، أم أن معدلات البطالة المرتفعة وما وصفه المتتبعون بالطريق المسدود للسياسة الحكومية المطبقة سيكون الفيصل في إحكام آخر صفعة على مسار هولاند السياسي، ودق المسمار الأخير في نعش آماله الرئاسية.