الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الوهاب الدبيش: أثمنة المواد الغذائية بين المغرب وخارجه

عبد الوهاب الدبيش: أثمنة المواد الغذائية بين المغرب وخارجه عبد الوهاب الدبيش
في الواقع لا أجد الكلمات التي يمكن أن أصف بها  بلادي غير أن أدعو الله أن يحفظها ويرعاها ويهدي مواطنيها إلى سبيل الرشد.  
شاهدت فيديوهات لمغاربة يصورون فيها الأثمنة المعلقة على الخضر والفواكه الموجودة برفوف المحلات التجارية الكبري بروما وباريس، وأتيح لي أن أشاهد بأم عيني ما هو معلق بأسواق أمريكية.. 
أخبر الذين يخرجون إلى الشارع منددين بشعارات تطالب بتخفيض أثمنة الطماطم ، أنها تبلغ ثلاثة دولارات وتبلغ عند الأوروبيين أكثر من إثنين أورو اي ما يعادل عشرين الى ثلاثين درهم للكيلو!!  بل سألت عن كيلوغرام من النافيل الذي يباع في المغرب حاليا باقل من عشرة دراهم  للكيلو  فوجدته باكثر من خمسة دولارات بل ان نافيلة واحدة حبة وليس اكثر، تبلغ دولار بالتمام والكمال!!
أنا لا ألوم الناس على أنهم يطالبون بأثمنة أرخص، لكني أقول شهادة لله، أن واقع اثمنة الخضر والفواكه واللحوم والزبدة والزيت والدجاج بالمغرب ارخص بكثير مما يوجد في الخارج!!  لماذا لا ينظر المغاربة المحتجون على غلاء السلع والمواد الغذائية إلى جيرانهم في شرق المملكة ؟ ألم تصلهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي الفيديوهات التي تصور الطوابير البشرية في بلاد الغاز والبترول التي تظل لساعات في وهج الشمس وتحت المطر من أجل الحصول على لتر من الحليب؟؟ 
هل بلغ إلى علم المواطنين المغاربة أن النظام الكرغولي جمع كل أطيافه منذ يومين للبحث عن افضل السبل لتحقيق الأمن الغذائي المفقود في بلاد العنف والعنف المضاد؟؟
قد تخرج بعض الآراء للتحدث عن الفروق بين الأجور في العالم الغربي والمغرب ، أقول لها ان هذه الأجور المرتفعة يمتص نصفها الكراء او قرض السكن ويبتلع الربع الضرائب التي تأخذها الدولة والربع الاخير يبقى لكل متطلبات الحياة بما فيها التغذية!
هل تعلمون أن ثمن عشرة قطع من الخبز من الدقيق الكامل يبلغ أكثر من خمسين درهما او ما يعادلها؟ وان ثمن (كوميرة) في باريس يبلغ ستة دراهم؟ وان بعضها يتجاوز سعرها اكثر من ثلاثين درهما؟
 إن واقع المغاربة والحمد لله آفضل من شعوب كثيرة تعاني ولا تحتج على مسؤوليها الذين وصلوا إلى مراكزهم عبر صناديق الإقتراع ..
أنا متفق مع من يطالب بتحسين الخدمات الصحية للمواطنين و تحسين جودة التعليم العمومي وتشجيع البحث العلمي ودفع الدولة إلى الإعتماد على الجامعات المغربيه في إنجاز دراساتها وتطوير إمكانياتها الصناعية.
 هذا ما يجب ان نطالب به  الدولة وفي مقابل ذلك نطالب من المواطن أن يكون مخلصًا في أداء واجباته الضريبية  و مستحقات الضمان الإجتماعي  لأجل صحته وصحة ابنائه وبناته، وأن نكثف التظاهر ضد المفسدين من المسؤولين المحليين والمنتخبين والذين فاحت رائحة فسادهم وسرقاتهم للمال العام حتى اصبحت لا تطاق..
 هذا هو مطلب المواطن الان أما أن نتذرع بغلاء أثمنة خضر صيفية وقت الشتاء.   فهذا ترف بلغناه بمجهود المواطنين في مزارعهم التي اضحت تملأ أسواق العالم بمنتجاتهم الفلاحية التي لم تعد محصورة في أسواق الإتحاد الأوروبي بل وصلت إلى صحون الدول الإفريقية واسواق امريكا الشمالية والجنوبية.. وإذا اعتبرتم ان رأيي هذا هو دعاية مخزنية. فإني اخبركم أنني كذلك، ليس دفاعا عن المخزن ولكن دفاعا عن الحق.. اذ هي كلمة اعتقدت أن من واجبي ان اصرح بها .. الدولة ليست حكومة فقط.. بل هي الحكومة والأحزاب والصحافة والمنظمات الوطنية والهيئات ،وهي أولا وقبل كل شيء المواطن الذي يبقى الأصل في جوهر  اي مشروع مجتمعي !!