الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

إدريس المغلشي: (الموتشو) الذي لايشبهنا

إدريس المغلشي: (الموتشو) الذي لايشبهنا إدريس المغلشي
(الموتشو) ذاك الطفل الذي إربك حساباتنا في تأويل الأحداث وإعاد طرح السؤال من جديد حول دور المثقف، وما هي حدود اشتغاله ومن أين يبدأ وأين ينتهي؟ لانشك لحظة ان الدكتور حسن أوريد من المثقفين المغاربة المعاصرين القلائل الذين حركوا الراكد في الساحة عبر محطات مهمة من مسارنا الثقافي بمختلف تشعباته. الرجل حاضر بقوة من خلال مداخلاته وآرائه ومشاركاته في الندوات ومؤلفاته. وكيف استطاع ان يلهمنا أفكارا وملاحظات مهمة حول قضايانا الأساسية بعدما تهنا حيارى في دروب التفاهة والانحطاط وأحيانا كثيرة حالات من  الانكسار. لقد شكل بمعية ثلة قليلة نقطا مضيئة في  ظلمة الجهل والعبث.
بداية لست مؤهلا لركوب صهوة قراءة أكاديمية للمؤلف (الموتشو)، لكن ماقدم في ندوة التوقيع من مضامين ورسائل  والرد الذي طرحته الصحافية هاجر الريسوني دفعني في إطار التفاعل مادام هناك سجال خفي حاول المؤلف حسن أوريد بلبقاته المعهودة ان يجعله لطيفا مؤدبا كعادته لا أخفي اعجابي بثقافة هذا الرجل وهو يتمتع بلسان عربي قح.
 
وكيف يستطيع أن يعبر بشكل راقي عن احداث لاسيما مؤلفه الأخير الذي يحكي احداثا بين خريف 2018 وكأنه يرمز به لوضع متردي وربيع 2019 بحمولته الحالمة التي تفتح للمتلقي آمالا عريضة. لقد تناول قضايا هامة وآنية.مايهمني فيها مايلتقي في النقاش مع الصحفية هاجر.
قبل استجلاء هذه الحقيقةوأنا أثمن صراحة الكاتب ووضوحه وهو يقارب منهجية الكتابة في الندوة التي احتضنتها جمعية أماكن وقد طرح للنقاش إشكالية التناول للأحداث بين الخطاب الصادق الكذوب والكاذب الصدوق ازدواجية تطرح إشكالا وكثير من الفخاخ التي تستدرج القارئ في وضعية استكشاف لن يقف عليها حتى النهاية، من خلال اختلاق احداث لها اثرها في الواقع قد تذهب لحدود الفدلكة .او ماقد افهمه من خلال تلميحاته للصياغة الذكية. 

مؤلف (الموتشو) بالمقارنة مع سابقيه يمتاز بأفقه الرمزي الذي حاول من خلاله المؤلف ان يستجمع كثيرا من الأحداث المترامية الأطراف في رقعة واحدة من عالمنا العربي والحدث المهم ثورة 20 فبراير، التي  وسمت مسارنا الديمقراطي الذي لم يكتمل. مع وجود ملاحظة منهجية أساسية كون الشخص المحوري يتمتع بأبعاد متعددة استطاع الكاتب وأن يحيطه بكثير من المواصفات جعلته يفقد دوره الأساسي والمحوري. وهنا يبرز أشكال عميق كيف نستوعب  كوهن اليساري ذي الجذور اليهودية أن يكون  نفسه الريسوني. أمر محير للغاية يجعلنا نطرح كثيرمن الأسئلة أهمها مالهدف من تقديم (الموتشو) بمواصفات متناقضة من خلال ماصرحت به الصحافية هاجر وشركة إعلامية اصبحت في خبر كان. بعدما تمت هندسة عملية إفلاسها على نار هادئة. في الأخير علينا أن نجيب على سؤال مهم. كيف التعامل مع إشكالية سرد الأحداث في مكان ما وعلاقته بالشخوص ودورها في حقيقة ماوقع؟ حتى لانسقط جميعا ضحية الإثارة  .