في مناسبة رياضية أعادت إلى الأذهان انتصار منتخب الجزائر على منتخب ألمانيا في سنة 1982 بنتيجة 2/ 1، عاد المنتخبان للنزال يوم 30 يونيو 2014، برسم الدور الثاني من مباريات كأس العالم 2014 بالبرازيل، لكن الغلبة هذه المرة كانت للألمان بنفس النتيجة، في مباراة شدت إليها الأنفاس واهتزت لها القلوب، وأعادت الاعتبار للكرة الإفريقية والعربية. انتهت نتيجة المقابلة بعد الأشواط الإضافية بـ : 2/ 1 وانتهت معها آمال الجزائريين والعرب والأفارقة في تأهل لاعبي الجارة الجزائر إلى دور الربع. لكن الجزائريين خرجوا مرفوعي الرأس ونالوا احترام متتبعي منافسات كأس العالم لهذه السنة في جميع الأقطار.. "أنفاس بريس" اتصلت بالشاعر "الرَّحالة" ياسين عدنان، للسؤال عن شعوره بخصوص هذه المباراة وكيف تقبل هزيمة المنتخب الجزائري.
صرَّح الشاعر ياسين عدنان لـ "أنفاس بريس" أنه رغم معارضته العهدة الرابعة لبوتفليقة وشعوره بالخجل وهو يرى بلدا شقيقا وعزيزا كالجزائر يحكمه رئيس "صوري" ربما حالته الصحية لا تسمح له حتى بمتابعة الإنجازات المدهشة لمحاربي الصحراء على الملاعب البرازيلية، والتعليق عليها والتنويه بها يضيف ياسين عدنان، مؤكدا أنه ضد الاختيارات الجزائرية الرسمية التي ترفض فتح الحدود البرية مع المغرب وفتح آفاق العيش المشترك بين الأشقاء المغاربة والجزائريين. ووصف الشاعر المغربي تعاطي الإعلام الجزائري بالمُتخلـِّف قائلا: "رغم أنني ضد التعاطي الإعلامي المُتخلِّف الذي تابعتُه باستغراب على إحدى الفضائيات الجزائرية والمذيعُ في لحظة فرح بالإنجاز الجزائري المشرِّف في إحدى مباريات الدور الأول يهدي الفوز إلى البوليساريو نكاية ب... (والفاهم يفهم) على حد تعبيره". ووضح عدنان أن هذا المذيع كان في الواقع يشوش عليه مشاعره كمغربي له الحق في الفرح بأداء أشقائه الجزائريين، ويعتبر فرحَهُ أمرا طبيعيا وبديهيا ومشروعا والمفروض أن يظل خارج دائرة المزايدة والابتزاز، وعبَّر عن أسفه البليغ في أن يشوش عليه مذيع "غبي ببشاعة". واعتبر انتصار الجزائر "انتصار لنا" ولا يمكنه أبدا أن يتحقق "نكايةً بنا" كما يتصور هذا المذيع.. وبخصوص إعجابه بأداء وطريقة لعب منتخب الجزائر قال ياسين عدنان أنه يحتاج بصراحة إلى قدر هائل من انعدام الروح الرياضية كي لا يفرح بهذا الأداء المبهر لمنتخب يلعب كرة وصفها بالرفيعة، كما زاد أنه يحتاج إلى الكثير من انعدام الحسّ كي لا يفرح بهذا التمثيل الراقي لمنتخب يمثل بلدا جارا وشعبا شقيقا خصوصا وأن "الخضر" -كما أفاد حينها- قدموا اليوم أمام ألمانيا مباراة غاية في الروعة. وبلغة العارفين بخبايا كرة القدم والخبراء في تقنياتها وخططها المدروسة وميكانيزماتها عدَّدَ الشاعر الرياضي "ياسين عدنان" مزايا منتخب الجزائر ضد ألمانيا في : النزعة الهجومية المفاجئة والحيوية وتوثب وحضور بديهة في الملعب وانضباط تكتيكي عجيب ولياقة بدنية عالية وروح قتالية قوية وقدرة مدهشة للاعبين على الانتقال الجماعي السَّلس من الهجوم إلى الدفاع ومن الدفاع إلى الهجوم. كما أشار ياسين عدنان أن الألمان كانوا في محنةٍ حقيقية هذا المساء، يقصد مساء (30 يونيو). وقال: "لولا ذلك الضعف التاريخي للمنتخبات المغاربية والعربية والإفريقية فيما يتعلق باللمسة الأخيرة وإتمام العمليات لكانت النتيجة غير النتيجة". وأفاد عدنان بغضِّ النظر عن إقصاء ثعالب الصحراء، فإن أداءهم لا يُنسى. كما عبَّرَ عن فخره الكبير بهذه الكتيبة المذهلة. ولم تفته الفرصة، للحديث عن المنتخب المغربي لكرة القدم، موضحا أنه يفكر في كأس إفريقيا التي سينظمها المغرب بعد أشهر قليلة. وتساءل: هل لدينا منتخب قادر على الوقوف بندِّية أمام الجزائر ونيجيريا وغانا والكوت دي فوار على الأقل بنفس البَسَالة التي صمدت بها هذه الفرق أمام كبريات المدارس الكروية في العالم في المونديال؟. أخذنا شاعرنا ياسين عدنان إلى عالم كرة القدم ومنافسات كأس العالم 2014 بعيدا عن بحور الشعر والكلمات المرهفة، فوجدناه في مستوى التحليل والحدث والنقاش الكروي وهو أمر دفع بنا عبر منبر "أنفاس بريس" إلى التفكير في توجيه الدعوة للناخب الوطني "بادو الزاكي" وجامعة كرة القدم ووزير الشباب والرياضة لإشراك مثقفين من طينة "ياسين عدنان" في "الحوار الرياضي" للنهوض بقطاع كرة القدم وغيرها، قياسا على الحوار الاجتماعي والاقتصادي.