الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد الوحداني: الباعمرانيون أكبر خصوم أيت باعمران !

محمد الوحداني: الباعمرانيون أكبر خصوم أيت باعمران ! محمد الوحداني
هذا المقال يأتي في سياق كثر فيه مؤخرا قلق أبناء منطقة أيت باعمران من الواقع المتردي الذي أمسى فيه إقليم إفني وأبناؤه عبر العالم و المغرب. كما أنه يرد في صيرورة أسئلة وجودية  نرردها نحن أبناء ٱيت باعمران دوما و جيلا بعد جيل: لماذا أيت باعمران ضحية للحسابات السياسية المغربية والدولية؟ لماذا نحس بأن الجميع يتٱمر ضدنا؟ 
وهذه الشهادة تبقى مجرد ملاحظة تاريخية! و سؤال للتأمل . 
ولنضع هذه المقاربة تحت المجهر، سنعمل على قراءة مسار مصطفى بيتاس الباعمراني الذي خرج من جبة المحارب معتمرا قبعة السياسي و هو الذي يرتدي  لغة المواجهة الخطابية! في الحزب في البرلمان في الحكومة . 
لكن أولا فلتكن لدينا الشجاعة التاريخية والأخلاقية كي نعترف بأن تحطيم الذات داء قديم في أيت باعمران... و رياضة سلوكية متوارثة جيل بعد جيل ! 
من دواة التاريخ و دراسة الشعوب قال الباحث العسكري الفرنسي المختص في تاريخ الجنوب المغربي " ليوبولد جيستينار " الملقب بالقبطان الشلح: "أيت باعمران يتحالفون لمواجهة الخطر الخارجي ويحارب بعضهم البعض خلاف ذلك". وللتذكير فإن أكبر معارك الباعمرانيين في العصر الحديث " معركة إکالفن 1917 " التي توحدت فيها حسابات وجيوش وقادة فرنسا و المخزن وإسبانيا وأغلب قبائل مراكش و سوس وتزنيت وحاحا و شتوكة و تانسيفت، ضدهم، و انتصروا فيها ط، كان الصراع الداخلي على أشده بينهم ! مؤمرات واغتيالات و حروب قبلية . 
 فماذا اذن سيفعل الباعمرانيون مع مصطفى بيتاس "الوزير و الرجل القوي في الحزب الحاكم "، وقبل ذلك اجتمع فيه أنه ( فنينيو " ابن إفني" و ابن بولعلام الحي الشعبي الأشهر في عاصمة ايت باعمران مدينة سيدي إفني)، و هو أيضا ( باعمراني دورجين ) وسليل عائلة عريقة، و ابن أحد أقوى  القبائل العميقة نفوذا وجاها في هذه المجموعة البشرية التي شغلت المغرب ودول العالم لقرون، و له عمق وطني. فهو أول وزير في تاريخ ٱيت باعمران... ترقى وظيفيا بهدوء وتكوين، و صعد مراتب الإدارة المغربية من عمق بادية المغرب العميق الى دهاليز صنع القرار المركزي بدهاء سياسي، زواج فيه بين التحصيل الدراسي والعلمي و الممارسة السياسية الذكية و البراغماتية، محافظا طيلة هذا المسار على قوة الشخصية حضورا و خطابا، استطاع أن يتجاوز ويزواج في الوقت نفسه بين بروفايل المحارب " عقيدة القادة و جماهير الباعمرانيين عبر تاريخهم " و بروفايل السياسي. و هذا لم ينجح فيه إلا القلة القليلة النادرة في تاريخ ٱيت باعمران. ألم يقل صانع اسبانيا المعاصرة فرانكو: "الباعمرانيون محاربون أبناء محاربين لعبهم هي أدواتهم الحربية".
منذ سنوات وأنا أتمعن في هذه المفارقة الغريبة في تاريخ الباعمرانيين، لماذا يقوم بعض أبناء ٱيت باعمران بالتٱمر ضد قادتهم و نخبهم....كلما نبغ فيهم إسم او تجربة، لا يرتاحون حتى يحطموا من تميز فيهم اقتصادا وعلما و سياسة و شجاعة. 
* هذا ما وقع مع أمغار سعيد الخمساوي....
* و هذا ما وقع مع الحاج ايحضيه الصبايو... 
* و هذا ما وقع مع الدكتور برو المستاوي.....
*و هذا ما وقع مع سي عبد الكريم الخلفاوي.....
*و هذا ما وقع مع عبد الوهاب بلفقيه العبدلاوي.....
*و مع تجربة السكرتارية المحلية إفني _ايت باعمران .
* و مع تجربة أكبر جمعيات المجتمع المدني بإقليم افني ( جمعية ٱيت باعمران للتنمية) . 
* و مع جمعية أبناء أيت باعمران بفرنسا .
* و نفس السلوك اقتصاديا مثلا مع ( محمد اوبلعيد و بن التاكي و صحاب ربعة وحسن الدرهم ....) 
و لنا درس وعبرة، في قصة الطبيب لحمادي الذي عاد الى السانتا كروز و افتتح عيادة في إفني في أول السبعينيات. ترك مدنا أكبر و زبناء أكثر، فبدأ بعضهم يسب فيه مشهرين به كتابة على جدران البارنديا حتى رحل حينها و لم يعد أبدا، و هذا كان طبيبا أراد ان يقدم خدمات اجتماعية وصحية لنا لا غير . 
و للمزحة التاريخية أغلب أبناء إفني يتذكر حكاية تتكرر كل مرة ، أن هناك منازل عمومية في ملك خواص أو البلدية أو ملك الدولة أو الملك الفلاحي .... كلما ترامى عليها بعضهم من القادمين لم يحرك أحد منهم ساكنا، وهذا وقع منذ 1969 ، ولكن حينما يقوم أحد أبناء المنطقة بذلك تنظم الوقفات وتكتب التنديدات و الشجب ويطالبون العدالة والأجهزة الأمنية باتخاذ اللازم . 
طيب، هذا مختصر مفيد للتأمل ، مناسبة كتابته ، ماذا سيفعل الباعمرانيون مع أحد أبنائهم الوزير بيتاس مصطفى الذي استطاع بعصاميته وكفاءته العلمية أن يكون الآن أحد أبرز النخب السياسية و الإدارية في الوقت الحالي؟ دون أن نقول أن المقاربة الإنتخابوية و الحزبية مردود عليها وفقا لما نعرفه جميعا ، لأن التحزب ليس هو المحرك الرئيس في محاولات تبخيس و هدم هذا البعض لأي تميز و في اي قطاع.....
إشارة أخيرة : حينما يحطم هذا البعض كل تجربة متميزة ، يبدأ في كيل الاتهامات للمخزن و لفرنسا و اسبانيا و الأمم المتحدة و تٱمر لوبيات سوس و الصحراء و الرباط ضد ايت باعمران !!!
أنا اكتب و أقول لكم : إن أكبر خصوم أيت باعمران هم بعض نخبها أبناء أيت باعمران .