الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد دليل: مغرب اليوم ليس هو مغرب الأم.. حالة المنتخب المغربي 

محمد دليل: مغرب اليوم ليس هو مغرب الأم.. حالة المنتخب المغربي  محمد دليل
إن تألق المنتخب المغربي في مونديال قطر ليس إلا وجها من أوجه مغرب اليوم المشرق، فلا يمكننا أن نختزل هذا التألق في مجرد توفر مجموعة من اللاعبين ذوي تكوين اوروبي أو مدرب شاب  نيته إثبات الذات أو شيء من هذا القبيل. فالمسألة تتجاوز حتى التوفر على مركز تكوين بمواصفات عالية، وأعني أكاديمية محمد السادس، بل هي إحدى  تجليات مغرب جديد أعطيت صافرة انطلاقه مند أكثر من عقدين من الزمن  فبدأت تجلياتُه بعد الأزمة الصحية الأخيرة التي غيرت مجموعة من المعطيات على الصعيد العالمي والإقليمي بحيت توارتْ نماذج القوة المرتبطة كلاسيكيا بالاستراتيجيات العسكرية والتسلح لتحل محلها نماذج  جديدة و مبتكرة  تتماشى والظروف  الآنية الاقتصادية منها  أو جيوسياسية. فكان للمغرب نموذجه الخاص قد يكون في بداياته ذا طابع دفاعي من أجل دحض أطماع وحدة المغرب الخارجية، ثم تبلورت بعد ذلك لتأخذ طابعا استباقيا.
 
فالنجاحات التي يحققها المغرب في صناعة وتركيب السيارات بنسبة إدماج محلي تفوق 60 % أذكت حماسته وأصبح يفكر في تطوير وتركيب سيارة محلية الصنع.  وعلى نفس النهج، تم نسخ هذه التجربة ونقلها إلى صناعات أخرى كتركيب القطارات والطائرات دون أن ننسى أيضا قطاع صناعة السفن  بتنافسيته التي تؤرق بعض دول الشمال. زد على ذلك، الصناعات الفوسفاطية التى ترمي إلى الرفع من القيمة المضافة للمواد الأولية عوض تصديرها في حالتها الخام. 
 
إن جميع هذه القطاعات وقطاعات أخرى تنخرط في نسق يتطور يوما بعد يوم برؤية ملكية متبصرة وبسواعد بنات وأبناء هذا البلد العزيز الذي يستمد قوته من تاريخه العريق،  ويستشرف المستقبل لعله يكون أكثر تحررا وتطورا من مغرب الأمس.