الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

عبد الكبير الخطيبي: المثقف المغربي وشعلة الحياة

عبد الكبير الخطيبي: المثقف المغربي وشعلة الحياة عبد الكبير الخطيبي
تحدّثَ عبد الكبير الخطيبي عن ثلاث وظائف للمثقف:
أولا: الوظيفة البيداغوجية التقنية، إذ يُمَرّس غيره على قضايا الفكر والفن، بحيث يعطي المثال بنفسه .
ثانيا: الوظيفة الاجتماعية: فسواء أكان ملاحظا أم عنصرا فعالا أم مجرد ناشر للمعرفة، فإن المثقف يقوم بدور تنبيه الفكر على ذكاء وحساسية عصره. 
 
 ثالثا: الوظيفة الأخلاقية: فسواء أكان مناصرا للعقل المطلق أم للحكمة في خدمة الإنسان، أم كان مناصرا لقضية أو لمثل أعلى، فهو مطالب  بأن يتكيف باستمرار مع المبادئ والقيم التي يدافع عنها، وبالتالي فهو مرغَم على سلوك موجه لذاته ( من مقدمة "المغرب العربي وقضايا الحداثة") . 
 
 
راكمت الثقافة  المغربية إرثا كبيرا من  الأفكار والتصورات والتجارب التي قدم فيها المثقفون المغاربة رؤى واضحة عن الأدب والمجتمع ودور المثقف. ونحن، اليوم، لا ننطلق من العدم وإنما من الزّخم الفكري الذي ما زالت شُعلته فينا وبيننا، في سياق الريّاح التي تسرق، بالقوة، أجمل ما فينا وما دافع عنه الفكر والإبداع منذ آلاف السنوات.
 
 نريد استمرارية هذه الشعلة التي تغذي دور المثقف في المجتمع ومَلكة النقد المستمر والمُبادرة، كلّ من موقعه، وفي ساحة مفتوحة لا مزايدة فيها على أحد، وانطلاقا من أننا، جميعا وبلا استثناء، جسم واحد  بقلب واحد وأصوات مختلفة، هدفنا راهن ومستقبل ثقافتنا التي يُرادُ لها أن تُدار كما تُدار الشركات. هدفنا الدفاع عن وجود الثقافة في حياتنا، لأنها مدخل للدفاع عن مجتمعنا وعن الديمقراطية الحقيقية واحترام الفكر والإنسان.
 
نحن اليوم قادمون بأسئلتنا إلى المسؤولين حول أين نسير، وكيف تحول ارتباط المال والسلطة إلى حقيقة  تغتال الثقافة  والمجتمع لصالح قيم  متوحشة  تستولد القُبح.
 
تستمر مشاوراتنا لتشخيص هذا العطب المفروض على ثقافتنا من أجل اتخاذ قرار جماعي يكون نابعا من قناعاتنا الواضحة.. كما تستمر دعوة  المثقفين والفنانين للإسهام بآرائهم  في نقاش يُكذّبُ الذين يُروّجون لاستقالة المثقف وانبطاحه وتطبيعه.