الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

ازريبيع: حسنا فعل المركز السينمائي المغربي لتطويق تداعيات فيلم أساء للصحراء

ازريبيع: حسنا فعل المركز السينمائي المغربي لتطويق تداعيات فيلم أساء للصحراء المخرجة ماجدة بنكيران وسعيد ازريبيع
قال سعيد ازريبيع، المنتج السينمائي أن ما وقع من إلغاء للحفل الختامي لمهرجان الفيلم الوثائقي بالعيون، مرده من وصفهم ب "شرذمة من الملتصقين الحقودين الذين لا هم لهم سوى إضعاف عزيمة أبناء الأقاليم الصحراوية التي أنعم الله عليها بخيراته، ومنها صندوق دعم الأفلام الهزيل جدا، مقارنة بصناديق أخرى".
فيما يلي تصريح سعيد ازريبيع حول ما أثير بسبب ما تضمنه فيلم المخرجة ماجدة بنكيران، حول سيدي أحمد الركيبي، جد اركيبات في الأقاليم الجنوبية:
 
أعتقد أن الصورة الآن أصبحت واضحة جدا، وحتى لا أكرر ما وقع، وحيثيات ما وقع، وأسباب ما وقع، لأن إلغاء المهرجان وحده؛ خطوة كفيلة بخطورة الأمر. 
لكن وجب أن نستحضر أمورا كثيرة منذ زمن ليس ببعيد..
مشكل الفيلم الوثائقي ليس وليد اليوم ولا حتى الصدفة، وإنما نتيجة تراكمات مخزية؛ كنا في كل مرة نتجاوزها؛ احتراما "للوجوه الطيبة" سواء داخل المركز السينمائي المغربي أو لعدد من مهنيي القطاع بالصحراء الذين يمثلوننا في محافل شتى؛ سواء تعلق الأمر بلجان الدعم أو المهرجانات..
كنا في كل مرة نسمح في حقوقنا، إيمانا منا بأن القادم أفضل، وأن ممارسات مشينة بعينها كفيل الزمن بمحوها، لكن ما الذي يقع!
طيلة صمتنا "الإحترامي" تصر حليمة على عودتها لحالتها القديمة، دون أدنى احترام لهذا المكون الذي يعاني الويلات، وفي كل مرة أيضا نضرب من تحت الحزام ومن فوقه.
لطالما اتهمنا بأن انتاجات الفيلم الوثائقي بالصحراء ضعيفة جدا، وأنها لا ترقى لمستوى ربورطاجات مطولة حتى..
اتهامات وضعت مهنيي السينما في الصحراء أمام شبح اللاموجود، في وقت لم تسند لهم زمام الأمور، اللهم تجارب قليلة في الإنتاج والإخراج، استطاعوا من خلالها مقارعة أفلام عالمية، بل والفوز بجوائز أهم المهرجانات..
يقع هذا فقط، عندما تسند الأمور إلى أهلها، أما غير ذلك، فتجارب "استرزاقية" لا تمت لأهل الصحراء بصلة إنتاجا وإخراجا.. 
طيب، أين مكمن الخلل هنا؟ 
الذين يتهمون أبناء الصحراء بصناعة التفاهة، هم أنفسهم من يستفيدون من دعم المركز السينمائي المغربي باسم الصحراء، التي ينظرون إليها كبقرة حلوب ليس إلا، لم نشهد منهم فيلما وثائقيا واحدا بمواصفات جيدة منذ إحداث صندوق الدعم الذي عاثوا فيه فسادا بسبق إصرار وترصد.. 
الانفجار الذي وقع السبت 24 دجنبر 2022، في العيون، واستمراريته اليوم؛ ليلغي حفل الاختتام، لم يأت من فراغ أبدا، وإنما نتيجة ممارسات؛ قلت سابقا أننا تغاضينا عنها احتراما للوجوه النيرة، لكن أعتقد أن الأمر كان أكبر منا كمهنيين، وهذا ما شهدناه في اصطفاف مختلف قبائل الصحراء وتنديدهم بالمس بشرف واحد من أوليائهم الصالحين.. 
لا أحمل هنا المركز السينمائي المغربي ما وقع، على الرغم من أن الاتهامات تصب فيه، فلنا أصدقاء نحترمهم ونقدرهم ونجلهم، وحاشا أن يسقطوا في براثن هذا العار، لكن ثمة شيء ما يطبخ منذ زمن على نار هادئة يستهدف كل ماهو سينمائي صحراوي. 
أتحدث هنا عن شرذمة من الملتصقين الحقودين الذين لا هم لهم سوى إضعاف عزيمة أبناء هذه الأرض التي أنعم الله عليها بخيراته، ومنها صندوق دعم الأفلام الهزيل جدا، مقارنة بصناديق أخرى. 
هذه العصابة ومنذ زمن تحاول أن تعبث في كل شيء.. في تاريخنا وحاضرنا وإعدام مستقبلنا على مقصلة طموحاتهم النتنة..
هذه العصابة التي أصبحت تقرر في كل شيء.. في لجان الدعم والتحكيم والجوائز، دون أن يوقفها أحد عند حدها. 
في طنجة مثلا، وخلال الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم، تعرضت أفلام الصحراء المشاركة لحيف وظلم كبيرين، بشهادة أكبر نقاد السينما والمهتمين بها. أفلام حصدت جوائز دولية وشاركت في مهرجانات عالمية، فكان مصيرها وطنيا مصير أوراق "الطواليط". 
في مهرجان مراكش الدولي، لم يحظ فيلم صحراوي واحد بالمشاركة، حتى في صنف بانوراما، في وقت عرضت أفلام من هب ودب، وكأننا من كوكب آخر غير هذه الأرض. 
في مهرجان العيون الأخير، حرمت الأفلام ذاتها من المشاركة في المسابقة الرسمية، فحظيت بحب الجمهور الذي تعالت أصواته احتجاجا على ما وقع، بعد اطلاعهم على أفلام أخرى تافهة شكلا ومضمونا بشهادة أعضاء لجنة التحكيم أنفسهم، ويحدث هذا في وقت تتعالى فيه أصوات الحاقدين بأننا ننتج التفاهة، وللأسف يتم تكريسها من لدن المسؤولين عن القطاع، أما عن المستفيدين من الدعم فذاك موضوع شائك تلزمنا أيام من الصفحات للخوض فيه.
أعتقد أنه بات من اللازم إعادة النظر فيما وقع، وما يقع، وما سوف يقع، إذا لم ينزل من بأيديهم اتخاذ القرار من أبراجهم العاجية، وفتح أبواب مكاتبهم، والإنصات لكل وجهات النظر، مهما اختلفت، علهم يفهمون شيئا منا.
للأمانة فإن عددا من شبابنا السينمائيين، على رأسهم الأخ محمد فاضل الجماني الذي يرجع له الفضل مؤخرا في وضع سكة الدعم على طريقها الصحيح، ورئيس نادي المنتجين محمد الإدريسي والمخرج محمد أحمد بجيجة والمخرجة مليكة ماء العينين؛ أبلغوا مدير المركز السينمائي المغربي بخطورة الأمر مباشرة بعد عرض الفيلم موضوع النقاش، وهو ما استجاب له بسرعة، وأعطى تعليماته بحذف ما جاء فيه ومنعه من العرض نهائيا، قبل أن تتطور الأمور بعدها.