الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

ادريس المغلشي: استقبال أبطال المونديال.. لم نتعلم الدرس بعد

ادريس المغلشي: استقبال أبطال المونديال.. لم نتعلم الدرس بعد ادريس المغلشي
الكل صدمته طريقة الإخراج التلفزي المتخلف الذي تمت به عملية استقبال أبطال المونديال بالعاصمة الرباط  هؤلاء الرجال الذين شرفونا في محطة عالمية لاقت استحسان الجميع  لقد شكل هذا الحدث جدلا كبيرا من خلال طريقة الإخراج التلفزي والتي تمت من طرف قطب الإعلام العمومي والذي كان  يحلو لبعض النقاذ تسميته بالقطب المتجمد كناية على إلإغراق في التكرار والأخطاء والتخلف وغياب الإبداع كلمسة تتماهى مع هذا الإنجاز المبهر.
 
تبادر لذهني سؤال جوهري لماذا تم إخراج هذا الإستقبال بتلك الدرجة من  الرداءة ؟  ألا نتوفر على شباب مبدعين قادرين على صنع الحدث مادام الراي العام المحلى والدولي سيكون متابعا له عبر كل القنوات، شيء مخجل ان ترى صور فاقدة للوضوح والجمالية تتساقط من أعلى كأنها قطع شظايا تخطف الابصار وينتابها تقطع غير مفهوم.
 
أما التعليق فتلك أزمة وكارثة اخرى.لقد ولى زمن المعلقين الذين يزاوجون بين المعلومة والنقل المشوق للأحداث.
أما الآن فاغلب المعلقين يعتمدون على قوة الصوت والصراخ ليغطوا الفراغ القاتل. وأكبت الحدث منذ بدايته لا أخفيكم فكل المباريات تابعتها بتعليق للبلوشي الخليجي المحترف أو محمد علي المصري أحمد علي مع كل اسف شديد لم نعثر بعد على خليفة لسعيد زدوق  بالأخص حتى المعلق  لحلو رغم بساطته كان يتحفنا بمفردات غاية في الوضوح والصرامة.

التلفزة المغربية الممولة من المال العام لازالت تعيش في غياهب العتمة والتخلف وبعيدة كل البعد عما أصبحت تعيشه كبريات القنوات .ليس لضعف الإمكانات بل لأن الحاكم بامره كما سماه احد الصحفيين الذي عمر على رئاسة هذه المؤسسة اكثر من عقدين دون تجديد إنه السيد  فيصل العرايشي ذو  60 عاما والمزداد  سنة 1961 والحاصل  على شهادة الماجستير في العلوم من جامعة ستانفورد عام 1986 ليؤسس بعد سنتين من عودته شركة sigma  للإنتاج التلفزي، ويجد نفسه صدفة مديرا للإذاعة والتلفزة عوض الرجل القوي آنذاك “محمد الايساري” الذي عصفت به حسب العارفين أخطاء صغيرة في عملية الإخراج التلفزي لجنازة الملك الراحل الحسن الثاني. رغم هذا المسار الطويل لازلنا قابعين في صورة متخلفة غير قادرة على مواكبة الإنجازات الكبيرة .

لم نتعلم  من هذا الدرس وهذا الحدث الكبير الذي بعث لنا من هناك رسائل عديدة اهمها الكفاءة والرجل المناسب في المكان المناسب وتجديد الإدارة بالطاقات الشابة المواكبة للعصر. شيء مؤسف أن نودع هذه التظاهرة والبلد المضيف يحقق نجاحات على مستوى مجالات عديدة بعدما كان البعض وما اكثرهم يراهنون على الفشل. لقد تأكد من خلال ماحدث اليوم أننا نمتلك قدرات كبيرة لتحقيق الأهداف لكن خارج هذه البيئة الفاسدة. فالفشل هنا يتواجد واغلب نجاحاتنا تتم خارج رقعة الوطن. فهل نتعلم من كل ماحصل أم  الأحداث ستتوالى وسيطويها النسيان وسنعود كما كنا ننتظر مرة أخرى فوزا آخر خارج الوطن. على كل مسؤول تأكدفشله أن يتنحى فما آكثر الطاقات الشابة الواعدة والتي طالها التهميش والنسيان...!