الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

هل ستشهد فرنسا شتاء احتجاجيا ساخنا مع تزايد السخط الشعبي؟ 

هل ستشهد فرنسا شتاء احتجاجيا ساخنا مع تزايد السخط الشعبي؟  فرنسا على موعد مع شتاء قارس
مع بداية أشهر الشتاء يتزايد السخط الشعبي في فرنسا مع أزمة الوقود ونقص إمدادات الغاز التي تعيشها البلاد، وينذر هذا الوضع ببداية اضطرابات اجتماعية واسعة من المرتقب أن تطبع الشتاء الفرنسي.
طوابير شهدتها محطات بلغ طولها مئات الأمتار، تقف منتظرة فرجاً قد يأتي مع حلول دورها في التزود بالوقود، أو أن تتحطم آمالها. تلك المشاهد التي طبعت عدة محطات بمدن فرنسية، التي تعيش على وقع أزمة وقود غير مسبوقة، تسببت فيها الإضرابات الواسعة لعمال قطاع تكرير البترول بشركة "توتال إنيرجي".
وخلال الأشهر الأخيرة،  شهدت البلاد مظاهرات عمالية واسعة، طالبت فيها برفع الأجور مع ارتفاع مستوى التضخم والتنازل عن مشروع إصلاح نظام التقاعد. متوعدة بشتاء احتجاجي ساخن في فرنسا، ما لم تستجب الحكومة لهذه المطالب، التي تزيد إلحاحاً في وقت يرزح فيه نطاق واسع من الطبقات الشعبية تحت ثقل ارتفاع مستويات التضخم.
وحسب "المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية" الفرنسي، فإن البلاد عرفت شهر شتنبر 2022 نسبة 5.6% من التضخم. والتي تنعكس اطّراداً على فواتير الغذاء بارتفاع قدره 9.9% خلال شهر واحد، وبالنسبة للمواد الغذائية بـ11%. ويشتكي عدد من الفرنسيين من أن فواتير الكهرباء تضاعفت خلال السنة الجارية بـ700% عن نظيراتها خلال السنوات الماضية.
وفيما تحاول فرنسا التعافي من أزمات مرتبطة بارتفاع معدلات التضخم، والاختناقات في محطات الوقود، تواجه البلاد نقصاً في عدد من الأدوية أبرزها إيفيرالغان ودوليبران، في ظل توقعات بتفاقم الأزمة خلال أشهر الشتاء.
إذ تعاني فرنسا من نقص بشكل أخص، الأدوية واسعة الاستخدام والتي تستعمل عادة في التدخلات الأولية. ومن بينها الباراسيتامول، وهو مسكن للألم منتشر في كل مكان في خزانات الأدوية، والأموكسيسيلين، أكثر المضادات الحيوية الموصوفة في فرنسا والذي يستخدم بشكل أساسي لعلاج الذبحة الصدرية..
ووفق وسائل إعلام فرنسية، فإن نقص الإمداد بهذين العقارين بدأ منذ يوليوز الماضي. وهو ما دفع "الوكالة الوطنية لسلامة الأدوية" الفرنسية إلى دق ناقوس الخطر بشأن هذا الوضع، وتوصية العاملين في الصحة والصيدليات بتقنين وصف هذين العقارين للمرضى، وعدم بيع أكثر من علبتين منهما لكل مريض.
وينضاف إلى كل هذا الخصاص في عدد الأطباء والأطر الصحية، خصوصاً في قطاع تطبيب الأطفال. وهو ما حذّر منه العاملون في القطاع رئيس الجمهورية، في رسالة مفتوحة، مطالبين بالتدخل العاجل لتوفير الأطباء والأطر الكفية، للحيلولة دون تأزم الوضع مع اقتراب موسم الإنفلونزا ونزلات البرد الشتوية الحادة.
ووفق دراسات إحصائية، يتوقع انخفاض أكبر في عدد الأطباء في فرنسا، قد يصل إلى 30%  بحلول عام 2027، وهو ما سيقلل استجابة القطاع لاحتياجات السكان الماضين نحو الشيخوخة وبالتالي ازدياد الحاجة للرعاية الصحية.