الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الحق غريب:لماذا أخفى الوزير ميراوي تقهقر الجامعات المغربية في التصنيف الدولي للتايمز ؟

عبد الحق غريب:لماذا أخفى الوزير ميراوي تقهقر الجامعات المغربية في التصنيف الدولي للتايمز ؟ عبد الحق غريب
أعلنت مؤسسة "تايمز هاير إديوكيشن" (التايمز) يوم 12 أكتوبر 2022 عن التصنيف السنوي للجامعات الدولية.
وفي هذا السياق، خرجت كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ورئاسة جامعة ابن طفيل ببلاغ في الموضوع، فيما اكتفى رئيس جامعة شعيب الدكالي بتدوينة على الفايسبوك ينتشي من خلالها بتصنيف "جامعته" للمرة الأولى ضمن التصنيف الدولي للتايمز.
وإذا كان لرئيس جامعة الجديدة ما يبرر انتشائه بهذا التصنيف، فإننا لا نرى أي مبرر للكذب والبهتان الذي جاء في بلاغ الوزارة، ولا لمحاولة رئاسة جامعة القنيطرة إخفاء تراجع جامعة ابن طفيل إلى الوراء في التصنيف الدولي. كيف ذلك ؟
في بلاغ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، ثمّنت الوزارة التحسن الملموس والمطرد في تصنيف الجامعات المغربية (؟)، مشيرة إلى أن عدد الجامعات المغربية المصنفة حسب هذا التصنيف العالمي يعرف تحسنا ملحوظا، حيث انتقل من 5 جامعات سنة 2021 إلى 7 جامعات في نسخته الأخيرة لسنة 2022. والحقيقة التي يريد السيد الوزير إخفاءها، للأسف الشديد، هو أن الجامعات المغربية ال 7 التي يتكلم عنها بلاغ الوزارة صُنفت جميعها خارج الجامعات ال 1000 الأولى دوليا هذه السنة!!، في الوقت الذي صُنفت فيه 5 جامعات منها ضمن الجامعات ال 1000 الأولى عالميا في نسخة 2021... أي أن هناك تراجعا كبيرا في تصنيف الجامعات المغربية بين 2021 و2022، حسب مؤسسة التايمز.
أما رئيس جامعة القنيطرة، فإنه أصدر بلاغا يشيد فيه بالمرتبة التي حصلت عليها جامعة ابن طفيل على الصعيد الوطني ويعتبرها مرتبة مشرفة، دون أن يتكلم عن ترتيب جامعته على الصعيد الدولي، حيث أخفى هو كذلك أن جامعة ابن طفيل تقهقرت بشكل مدوّ في التصنيف الدولي الذي أصدرته مؤسسة التايمز هذا الأسبوع.
جدير بالذكر أنه في سنة 2020، أصدر رئيس الجامعة بالقنيطرة بلاغا يخبر فيه أن مؤسسة التايمز صنفت جامعة ابن طفيل في تقريرها الصادر يوم 28 أكتوبر 2020، ضمن الجامعات 600 الأولى في العالم في الهندسة والتكنولوجيا، وال800 الأولى في العالم في مجال المعلوميات، وكذا ضمن الجامعات الألف الأولى على المستوى الدولي في العلوم الفيزيائية...  وفي سنة 2021،  تمكنت الجامعة من حجز موقع لها ضمن أفضل 1000 جامعة في العالم في نفس التصنيف... وها هي هذه السنة تُصنف ضمن فئة الجامعات المرتبة من 1001 إلى 1200.،، أي أن جامعة ابن طفيل تراجعت إلى الوراء بمئات المراتب بين 2020 و2022.
وللأمانة، لا أحد يجادل في كون جامعة ابن طفيل حققت قفزة نوعية في السنوات الأخيرة و استطاعت أن تتميّز للسنة الرابعة على التوالي وطنيا وأن تتبوأ الريادة، وذلك بفضل عطاء ومجهودات السيدات والسادة الٱساتذة الباحثين بالجامعة، والذين يستحقون كل التنويه والتشجيع.
بالنسبة لرئيس جامعة شعيب الدكالي فإن نشوته على الفايسبوك لها ما يبررها، لأن "جامعته" صُنفت لأول مرة في التصنيف الدولي الذي تصدره كل سنة مؤسسة التايمز، حيث استطاعت أن تحجز مقعدا لها ضمن الجامعات العالمية ال 1500 الأولى (فئة 1201 - 1500)، وهي التي سبق  أن صنفتها منظمة URAP سنة 2019 في المجموعة B التي تضم أسوء 250 جامعة عبر العالم، بعد أن احتلت المرتبة 2282.
 
في الأخير، لا بد من التأكيد على أنه بدون إرادة سياسية للدولة للنهوض بالبحث العلمي وتقدير واحترام الأستاذ الباحث،لا يمكن الحديث عن التصنيف الدولي للجامعات المغربية، ولا يمكن للمغرب أن يرقى إلى مصاف الدول المتقدمة في البحث العلمي.. وقبل ذلك، لا بد من الإجابة على سؤالين جوهريين :
1- لماذا ينجح ويتميّز الباحثون المغاربة في الخارج ويحققون نتائج علمية مهمة واكتشافات باهرة (منصف السلاوي، رشيد اليزمي وآخرون وهم كثر)، وفي بلدهم نجدهم يعانون على عدة مستويات، بدءا بالظروف الصعبة والإمكانيات الضعيفة بالمختبرات، وصولا إلى غياب التشجيع وضعف التحفيز، مرورا بتعقيد مساطير صرف الميزانية ؟
2- لماذا صُنفت الجامعات المغربية خارج ال 1000 جامعة الأولى عالميا، في الوقت الذي صُنفت فيه جامعات بأثيوبيا وفلسطين ومصر والأردن ونيجيريا وسريلانكا في مراتب جد متقدمة، أي ضمن الجامعات المرتبة من 401 إلى 500 في تصنيف التايمز لهذه السنة ؟