Sunday 6 July 2025
كتاب الرأي

لحسن العسبي: حديث مطر..

لحسن العسبي: حديث مطر.. لحسن العسيبي
"ما الذي يقوله الحصى للماء في الأودية؟
ما الذي يخزنه الماء في المزاريب المتدلية على الحيطان؟
أأثرا عنه؟ 
أرسما لذاكرة؟ 
أم ممحاة لغبار الذي مضى،
للذي كان؟..
ما الذي يقوله المطر لنافذة بيت جدي القديم؟
ألم يتعب من النقر، حتى ولا أحد قام ليفتح له النافذة؟
ألم يدرك أننا ما فهمنا قط، رغبته الآسرة. 
أن نطل عليه. 
فقط أن نطل عليه وهو يرقص بين ورد الدفلى وزهر اللوز واحمرار الرمان وأضمومة الزعفران واخضرار حبة الجوز في الشجرة العالية؟.
أن نرافق، بأقدامنا الطفلة الحافية، جريه المتدفق صوب السفوح،
لنرى كيف يلتقي الخليج بالخليج في سرير الأودية.
كيف يكون لعناق الماء بالماء صوتا، نسميه عبثا هديرا أو سابلة.
يعلو الضجيج ويخفض، 
والماء يناجي صنوه،
يعانقه،
وينزلان أوثق فرحا،
أسرع جدولا،
لأن لهم، جميعهم،
موعدا،
هناك في البعيد، البعيد،
عند أمهم البحر."