يعتبر آدم بوهلال، مدير المركب الثقافي حسن الصقلي بالبرنوصي بالدار البيضاء، أن الرهان الأساسي الذي ترتكز عليه سياسة التدبير في المركب هو استقطاب أكبر عدد من الجمهور التواق لمشاهدة مستجدات العروض المسرحية الوطنية والمحلية. مضيفا أن هذا الرهان هو الذي دفه للتفكير في الانفتاح على محيط المركب بإقامة شاشة عملاقة في أول سابقة من نوعها سيتم من خلالها عرض العديد من العروض المسرحية القديمة. مؤكدا أن الإقلاع الثقافي أمر يجب أن يتحمل فيه الجميع المسؤولية، جماعات ترابية ووزارة، بإعطاء المزيد من الاهتمام لمثل هذه الفضاءات الثقافية كي تقدم منتوجا ثقافيا يساهم في التنمية...
حاوره: توفيق مصباح
+ يحتضن المركب الثقافي حسن الصقلي الأيام المسرحية ما بين 24 و30 مارس 2014 تزامنا مع اليوم العالمي للمسرح، ما هو رهانكم على هذه التظاهرة المسرحية؟
- إن تنظيم الدورة الرابعة للأيام المسرحية هو مكسب للمركب الثقافي حسن الصقلي ولعمال البرنوصي والدار البيضاء عموما، حيث نعتبر مجرد الاستمرار في التنظيم هو نجاح لهذه الدورة لمجموعة من الاعتبارات. كما أن رهاننا الأساسي هو استقطاب أكبر عدد من الجمهور التواق لمشاهدة مستجدات العروض المسرحية الوطنية والمحلية، وهو ما جعلنا نفكر في الانفتاح على محيط المركب بإقامة شاشة عملاقة في أول سابقة من نوعها سيتم من خلالها عرض العديد من العروض المسرحية القديمة بتنسيق مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، في إشارة منا إلى الاهتمام الذي نوليه لتاريخ المسرح المغربي ولرجالاته ونسائه. وقد كنا حريصين ونحن ننجز برنامج هذه الأيام على التنويع في العروض والفضاءات والفئات، من خلال عروض الشاشة التي ستعرض بحديقة المختار السوسي، والعروض الرسمية للأيام التي ستنظم بالقاعة الكبرى للمركب الثقافي. ناهيك عن حضور عروض الطفل من خلال مسرحيتين تربويتين، بالإضافة إلى تنظيم كرنفال افتتاحي كبير بفضاء المركب الرياضي سيدي البرنوصي الذي سيعرف حضورا قويا للمسرح المدرسي الذي يعد نواة حقيقية للإبداع بالمسرح المغربي وندوة حول راهن المسرح المغربي بمشاركة أساتذة ومهتمين، دون أن ننسى الحفل الكبير الذي سننظمه بمناسبة اليوم العالمي للمسرح لتكريم مجموعة من الوجوه المسرحية المحلية والوطنية.
+ ما هي المعايير التي تم اختيارها لتكريم بعض رواد المسرح كسعيد لهليل وجميلة شارق ونجوم الزوهرة وعبد الإله عاجل وأحمد الصعري؟
- إن تنظيم حفل للتكريم هو شرف للدورة الرابعة للأيام المسرحية، حيث نعتبرها سنة محمودة، واختيار الأسماء المكرمة لم يكن اعتباطيا وإنما جاء للعطاءات الكبيرة لهم في الميدان المسرحي من قبيل الأستاذ أحمد الصعري قيدوم المسرحيين المغاربة والمسيرين الأوائل الذين كانت لهم إسهامات مشهود بها، إضافة إلى الفنانين والزوجين عبد الإله عاجل ونجوم الزوهرة اللذين يعدان تجربة يقتدى بها كأسرة مسرحية قدمت للمسرح الغالي والنفيس ليبرز إبداعها. والجديد في هذه الدورة هو تكريم أبناء المنطقة الفنانة جميلة شارق لإسهامها في العديد من العروض المسرحية والسينمائية والتلفزية، وكذلك النجم المتألق دائما سعيد لهليل الذي نعتبره أيقونة المسرح في المنطقة. ونعتبر تكريم الجميع مناسبة لنجعل من هذه اللحظة لحظة وفاء و تقدير.
+ هل تراودك مشاريع فنية أكبر من تنظيم أيام مسرحية في المواسم القادمة، لاسيما وأن البرنوصي يعد مشتلا للطاقات الفنية، كما يوجد مركب ثقافي يشكل نواة لإحياء الأمجاد الفنية للبرنوصي؟
- لا شك أن المشاريع والأفكار الفنية متوفرة وحاضرة بقوة، وعلى رأسها الانتقال من تنظيم أيام مسرحية إلى مهرجان وطني للمسرح يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، زد على ذلك الاهتمام بالأطفال والشباب في المنطقة من خلال خلق معهد لتعليم المسرح بكل ما في الكلمة من معنى، إضافة إلى إنشاء فرقة مسرحية باسم المركب لتكون سفيرة للمنطقة داخل الدار البيضاء وعلى المستوى الوطني، لنقول بذلك إن المسرح المغربي بخير، وهذا ليس بعزيز على الطاقات الفنية المتوفرة والتواقة للنهوض بالمسرح والإبداع عموما.
+ ما هو دفتر التحملات الذي ستقدمه لسلطات الوصاية من أجل الإقلاع بالشأن الثقافي بسيدي البرنوصي؟
- وأنا أستمع لأسئلتك بإمعان لا أخفيك سرا بأن تنظيم هذه الأيام لم يتأت لنا سوى بالدعم الكامل الذي قدمه لنا السيد عامل عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي الذي لولاه لما استطعنا تنظيم هذه الأيام في وقتها، وأنتهز هذه المناسبة كي أتقدم إليه باسم جميع المسرحيين والفنانين المشاركين بأحر التقدير والشكر، دون أن أنسى رئيس الجماعة الحضرية للدار البيضاء والقسم الثقافي بالمدينة ورئيس مقاطعة سيدي البرنوصي ورئيس مقاطعة سيدي مومن، وكذلك الشكر موصول للمسرح الوطني محمد الخامس ولوزارة الثقافة كوزارة وصية على القطاع. إن الإقلاع الثقافي هو أمر يجب أن يتحمل فيه الجميع المسؤولية جماعات ترابية ووزارة، حيث يجب إعطاء المزيد من الاهتمام لمثل هذه الفضاءات الثقافية كي تقدم منتوجا ثقافيا يساهم في التنمية، لأن المجتمعات التي راهنت على الثقافة والإبداع والفن بالموازاة مع الرهانات الأخرى استطاعت فعلا أن ترتقي إلى مصاف الدول المتقدمة.
+ هل استطاع المركب الثقافي حسن الصقلي الانفتاح على محيطه للرفع من الإيقاع الثقافي بعمالة مقاطعات البرنوصي؟ وما هي أهم الأنشطة التي تراهن عليها بصفتك مديرا لهذا المركب الذي أصبح معلمة ثقافية بالبرنوصي وبمدينة الدارالبيضاء؟
- يشهد الجميع على كثافة الأنشطة التي تنظم داخل المركب، حيث أن الإيقاع في تزايد مستمر والحضور القوي للجمعيات المحلية والوطنية والفرق المسرحية والفنية دليل على الانفتاح على أكبر عدد ممكن من المستفيدين. ومازلنا نتوق إلى أن يكون فضاء المركب قبلة لاستضافة أنشطة دولية يستفيد منها شباب وأطفال المنطقة كي لا تبقى الأنشطة حبيسة مركز المدينة. وبالتالي تقريب كل أنماط الفنون إلى الشباب أين ما كانوا، لنساهم فعلا في أن نجعل من الثقافة والفن رافعة للتنمية المحلية، وكي يكون فضاء المركب الثقاقي حسن الصقلي فضاء لثقافة القرب بامتياز. وفي الأخير لن يتأتى لنا تحقيق ما سبق سوى بتضافر جميع الجهود، مهتمين، فنانين، فاعلين، مسؤولين وإعلاميين.