الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

الخبير الزكدوني: بسبب شح الموارد المائية.. آن الأوان لإعادة النظر في نموذجنا الاستهلاكي

الخبير الزكدوني: بسبب شح الموارد المائية.. آن الأوان لإعادة النظر في نموذجنا الاستهلاكي الخبير في الاقتصادي الفلاحي والتنمية القروية العربي الزكدوني
قال الخبير في الاقتصادي الفلاحي والتنمية القروية العربي الزكدوني في لقاء مع قناة  " ميدي 1 تي في " الاثنين 12 شتنبر 2022 إن وضع الموارد المائية في المغرب جد مقلق وحرج للغاية، مشيرا بأن التحليلات والتصريحات الرسمية تركز فقط على الجانب المتعلق بتراجع التساقطات المطرية والثلجية والتغيرات المناخية دون أن تسلط الضوء على الجانب المتعلق بالطلب المتزايد على الماء، مرجعا الأزمة الحالية الى غياب التوازن بين فيما يتعلق بالعرض والطلب.
 
وأوضح الزكدوني أنه ومنذ أربعة عقود أو أكثر سجل تناقص تدريجي في التساقطات المطرية والثلجية نتيجة التغيرات المناخية، لكن مقابل ذلك لم يتوقف الطلب المتزايد بسبب النمو الديمغرافي والذي أدى الى تزايد الطلب على الماء الشروب.
كما تطرق الى التطور الاقتصادي للبلاد ( تطور القطاع السياحي والقطاع الصناعي الى جانب القطاع الفلاحي ) والذي أدى الى تزايد الطلب على الموارد المائية بما فيها المياه الباطنية.
وأشار الزكدوني أن الأراضي المسقية في المغرب تتجاوز حاليا  مليون و600 ألف هكتار ، وهو الأمر الذي تسبب في الاستغلال المكثف للموارد الباطنية، علما أن نصف الأراضي المسقية هي أراضي تعود لملكية الخواص والتي تفتقد لأي رقابة من السلطات العمومية.
كما تطرق الى تطور المجتمع المغربي والذي رافقه تغير في نموذج الاستهلاك وتزايد الطلب على الماء في المناطق الحضرية ( سقي الحدائق والمسابح الخاصة..) وافتقاد المناطق القروية في الوقت الحالي لثقافة تدبير ندرة الموارد المائية خلافا للأمس.
وسلط الزكدوني الضوء أيضا على الترسانة القانونية فيما يتعلق بتدبير واستغلال الموارد المائية والتي اعتبرها كافية لكن المشكل يكمن في تفعيل النصوص القانونية من وجهة نظره، علما أن الأرقام الرسمية تشير الى أن 90 في المائة من الآبار غير مرخصة، متسائلا عن ادراج الآبار غير المرخصة في الوسط الحضري ضمن هذا الأرقام الرسمية، وعن نسبة الآبار غير المرخصة بالوسط الحضري والوسط القروي.
وقال الزكدوني إنه لا يمكن مقارنة حاجة القرويين للماء مقارنة مع السكان الحضريين، فالقرويون بحاجة الى الماء من أجل تلبية احتياجاتهم المعيشية ومن أجل تربية الماشية ولممارسة أنشطة الإنتاج الفلاحي، مضيفا بأنه ونتيجة للجفاف الذي ضرب المغرب سنوات الثمانينيات سجل طلب متزايد على الموارد المائية الباطنية من خلال حفر الآبار والثقب المائية.
وخلص الزكدوني الى أنه خلال 15 سنة الأخيرة وصلنا الى شح في الموارد المائية كنتيجة لمحاولة الاستجابة للعرض من خلال مخطط المغرب الأخضر، مؤكدا بأن السؤال المركزي الذي ينبغي أن يطرح اليوم ينصب على نموذجنا الاستهلاكي والذي لا يتلاءم مع وضعية الموارد المائية .