السبت 20 إبريل 2024
اقتصاد

محمد الشمسي: انتبهوا لقطعة الموت في الطريق السيار

محمد الشمسي: انتبهوا لقطعة الموت في الطريق السيار محمد الشمسي وفي الإطار مشهد لطريق السيار
عندما تجاوزت مدينة تازة عبر الطريق السيار قاصدا مدينة وجدة، وجدت أن اختياري للطريق السيار لم يكن خاطئا ، فأنا أسوق سيارتي رفقة أسرتي في هدوء وثبات، وكلما شعرت بالتعب أعرج على محطة من محطات الاستراحة لأسترجع أنفاسي، سيما وأني لست سائقا محترفا حتى أسوق لست أو سبع ساعات مسترسلة، لن أتحدث عن ما يجري في محطة الاستراحة المحادية لمدينة فاس ودائما على الطريق السيار، الغرابة لا تكمن في تلك الزحمة الشديدة على مقهى المحطة، حيث طابور طويل،  يذكرني بقصص عن "سنوات البون" ربما لأنه شهر غشت، وهو  شهر العطل والسفر، لكن الغرابة تكمن في ثمن وجبة الفطور، أجزم الموقف في كلمتين"العافية شاعلة"، طبعا في الأسعار، مع أن الوجبة المقدمة لا تخرج عن كوب عصير وكوب قهوة وقطعة خبز، من هول الثمن يشبع المرء ويزهد في تلك الوجبة...

نعود إلى الطريق السيار وبالتحديد الى قطعة بكيلومترات طويلة محادية لمقطع تازة، شعرت فيها باهتزاز السيارة من حين لآخر، وتبين لي أن سطح الطريق السيار تعرض لتشوهات حيث انحدر وانزلق في بعض النقط، لا تكاد العين ترمق ذلك الانخفاظ الحاد والمفاجئ للطريق حتى تهوي السيارة فيه، طبعا العيب يعود لرداءة الأشغال على مستوى تهيئة الطريق، والغش وانعدام الصيانة رغم أن الطريق حديث، لاهو من عهد المرابطين ولا هو من مخلفات الاستعمار ، المثير والخطير أني كنت اقود بسرعة 120 كيلومتر حين نزلت سيارتي ثم ارتفعت فشعرت بالعجلتين الأمامتيتن قد عليتا على سطح الطريق السيار، فيما يشبه المطاردات في أفلام الأكشن، في هذه الحالة فلو أني حركت المقود وأدرته لانقلبت السيارة، لكني تماسكت نفسي وضبطتها وأبقيت على مقود السيارة ثابتا دون إدارته حتى عادت العجلتان لمكانهما واستقرت سيارتي من جديد، وطبعا خفضت السرعة وقد بردت الدماء في عروقي، ساد رعب في نفوس أبنائي وصاحوا ، مثلما شدني الفزع الأكبر  الذي لم أتخلص منه إلا وأنا أصب ماء على وجهي ورأسي، وكان ذلك مصير  سيارة خلفي...

أعيد التأكيد أن حديثي يدور حول قطعة طويلة من الطريق السيارة توجد بعد مدينة تازة نحو وجدة، وهي قطعة طرقية رذيئة، أرضيتها تهاوت وتآكلت، وجرى ترقيعها وباتت شبيهة بممر يقود إلى سوق أسبوعي في قرية نائية، فعلى طول ذلك المقطع  تظهر الخدوش والندب والتشوهات على وجه طريق اسمها الطريق السيار، ما إن غادرتها نحو جرسيف في اتجاه الناظورو حتى أديت ما مجموعه 150 درهم من الدارالبيضاء الى مدار جرسيف؟؟ ...

الحمد لله على السلامة، لكن الرسالة موجهة لإدارة شركة الطرق السيارة بالمغرب، إما أن تصلحوا ذلك المقطع أو تضعوا علامة تحذر مستعمليه من خطورته وتحددوا السرعة في 80 كيلومتر في الساعة، وتكتبوا بكل شجاعة "انتباه قطعة الموت"  مادام  إصلاحكم له مستحيل...
اللهم إني قد بلغت، أرواح الناس وسلامتهم أمانة في أعناقكم...