الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

غيثة بدرون: مفهوم المؤسسات لدى بعض المسؤولين السياسيين بالمغرب

غيثة بدرون: مفهوم المؤسسات لدى بعض المسؤولين السياسيين بالمغرب غيثة بدرون
في خطابات مسؤولينا نجد انهم يتحدثون عن مؤسسات الدولة بكثير من المثالية والوقار، إن سألنا مثلا السيد رئيس الحكومة عن رأيه في مؤسسات الحكامة بالمغرب فسيكون جوابه بكل يقين انها مؤسسات قراراتها وتقاريرها مبنية على الشفافية والمصداقية والاستقلالية.
المؤسسات وإن كانت مستقلة بالمفهوم القانوني فصورتها تبقى قابلة للمناقشة على الأقل من جهة المواطن وكيف يراها، فالهبة التي تستمدها من ذلك الاستقلال لا يمكن ان تكتمل إلا باحترام قراراتها التي يجب ان ينضبط لها الجميع وبدون استثناء.
وبين ما هو نظري وما هو تطبيقي يُطرح السؤال، ماذا لو لم ينضبط السيد رئيس الحكومة ويتفاعل بالإيجاب المفروض مع تقرير مجلس المنافسة (الذي أدانه) المبني على الشفافية والمصداقية والاستقلالية التي يتغنى بها في خطاباته؟ ما هي الرسالة التي ستصل للمواطن؟
الجواب لا يخفى على أحد، بل أكثر من ذلك يمر المسؤول من وزير إلى رئيس حكومة في تطبيع خطير مع ركن هكذا تقارير في الرفوف وعدم إعطائها القيمة القانونية والسياسية الواجبة.
المغرب يخطو خطوتين الى الأمام وتحدث مؤسسات مشرفة مستقلة وعندما تقوم بعملها بكل تجرد وحياد وتصوغ تقارير، التقارير لا يعتد بها في فراغ قانوني مخيف يمس بتلك المؤسسات ويسائل جدواها؟ وبينما المغرب يخطو إلى الأمام بعض مسؤولينا لا يواكبون أو لا يريدون ذلك في تعنت وغرور مفضوحين، حيث لا يعرفون عن المؤسسات ومفهومها سوى تعريفات كلاسيكية ملقنة أما ممارسة وواقعيا فهم يساهمون في صناعة تعريفات أخرى للمؤسسات غير تلك التي يؤمن بها المواطن أو على الأقل التي يأمل ان يراها في بلده...
 
غيثة بدرون، نائبة برلمانية سابقة
منتخبة وفاعلة سياسية وحقوقية