الخميس 28 مارس 2024
خارج الحدود

بعد افتخار سفير جزائري بعالمية اللصوصية ببلاده.. الإعلام يُشيد باللص الجزائري

بعد افتخار سفير جزائري بعالمية اللصوصية ببلاده.. الإعلام  يُشيد باللص الجزائري صورة من الأرشيف

كافأت اللصوصية الجزائرية التي افتخر بعالميتها سفير الجزائر السابق في فرنسا، بعد أن أشاد بـ "شرفها" الإعلام العسكري الجزائري، المصور وصانع محتوى خالد حمزي الذي كان يروج للسياحة في الجزائر ويعرف بمواقعها السياحية، (كافأته) بسرقة منزله والسطو على كلّ محتوياته من آلات التصوير والجهاز التلفزة ومجوهرات زوجته وكلّ ما كان يمكن حمله وتركوا البيت فارغا من محتوياته، بل أكثر من ذلك قام اللصوص بتمزيق حقيبة غالية الثمن لم يستطيعوا سرقتها.

وبعد عودته، أصيب المسكين بصدمة ولم يجد ما إلا الحولقة والدعاء بالهداية لهؤلاء اللصوص عبر فيديو يوتوب نشره على جدار صفحته الفيسبوكية، وكتب منشورا جاء فيه: "سوف يتم التوقف عن صناعة فيديوهات السياحة بالجزائر بسبب سرقة بيتي ومختلف أغراضي وهذا إشعار غير محدد. وشكرا على كلّ من دعمني".

هذا نتاج تربية وتعليم وسياسة جنرالات النظام العسكري الجزائري بثكنة بن عكنون وأزلامهم كهنة معبد قصر المرادية ومثقفو "الكيلو" ومفكرو الجماجم الفارغة وسكان البلد القارة والبلد الكوكب والقوة الضاربة... هذا ما انتجه النظام العسكري الجزائري، ظاهرة اجتماعية غريبة تعيش في كوكب آخر، كائنات فراغة لكن مملوءة بالغرور والعجرفة والكبرياء والافتخار بأي شيء حتى بالأوساخ والفضلات والنفايات والأزبال والمراحيض وقنوات الصرف الصحي...، دون حياء ولا خجل ولا حشمة ودون أن تحمرّ وجوههم أو تعرق أجبنتهم، عند افتضاحهم .

لقد سبق أن تتداول الفضائيات والمواقع العربية وحتى الأجنبية، حسب ما رويته جريدة الشروق الناطقة باسم النظام العسكري الجزائري، حادثة وقعت في بلد أوروبي، حين تعرّض شابان فلسطينيان لمحاولة سرقة من شابٍّ جزائري باستخدام سلاح أبيض، وعندما همَّ بانتزاع ما يملكانه من آلة تصويرٍ وأموال، لاحظ وجود علم فلسطين في سترة أحدهما، فأعاد لهما أغراضهما فورا واعتذر لهما ونصحهما بعدم التّجول ليلا في الأماكن الخالية حتى لا يكونا عرضة للسّرقة"!

ولا غرابة أن يفتخر هذا النظام  بهذا اللص الجزائري  الذي اعتبر ما قام به عملا شريفا ولم يغيّر مبادئه، ومنها نصرة المظلوم، حيث ركزت مزبلة الإعلام الجزائري وقناة صرفه الصحي، بكل غباء وبلادة وخسّة ونذالة وانعدام الأخلاق، على رؤية اللص للعلم الفلسطيني وليس على عمله المنبوذ والحقير من طرف أي إنسان على هذا الكوكب كما ينبذه الإسلام وحكمه على السارق بقطع اليد السارقة.

وسبق للصحافي الاستقصائي الجزائري المعارض عبدو السمار  اللاجئ في فرنسا، أن انتقد بشدة السفير الجزائري المعفى من مهامه، لضعف أدائه وتسييره وفقدانه للحسّ الوطني وكثرة زلاته، كان آخرها تذكيره بنكتة حكاها السفير المقال لمجموعة من المحاورين الدبلوماسيين الفرنسيين وممثلي الجالية الجزائرية لإعطائهم صورة حية عن بلده بصفته سفيرها الذي يمثلها، واصفا الجزائري، بكل فخر واعتزاز ، بارعا في اللصوصية العالمية أدهشت الجميع وصمتهم قبل أن تضحكهم، ثمّ يتناقلونها وتتحول النكتة إلى حديث الخاص والعام.

وخصص الصحافي الجزائري حلقة في شريط فيديو على اليوتوب عنونه بـ: "روح الدعابة التي لا تصدق للسفير الجزائري في فرنسا: جزائريون، لصوص؟" حكى فيها النكتة كما جاءت على لسان السفير: "في الدنمارك، سأل رئيس الوزراء قلة من الناس ما الذي يجعل بلادهم فخورة؟ قال الأمريكي وكالة المخابرات المركزية، لأنهم يعرفون كل شيء عن الجميع. وقالت الفرنسية "ماريان" لأننا وطن حقوق الإنسان، (وهو تمثال جميل على هيئة رأس امرأة يمثل قيم ومبادئ الجمهورية الفرنسية، وقيمته كبيرة عند الفرنسيين). وقالت الألمانية "مرسيدس بنز" وقال الإيراني "البساط الفارسي" المشهور، إنه يمثل الفنّ والإتقان.

أجاب الجزائري، حسب نكتة السفير المُعفى محمد عنتر داوود: اللص هو فخرنا لأنه سرق سيارة المرسيدس التي خطف فيها "ماريان" وأعطاها السجادة الفارسية التي سرقها دون علم وكالة المخابرات المركزية بها..."

وقال عبدو السمار الصحافي الجزائري الاستقصائي المعارض، بكلّ استياء وامتعاض: "هذه النكتة السيئة قيلت لبعض الدبلوماسيين الفرنسيين وممثلي الجالية الجزائرية، على لسان محمد عنتر داود في أول نزهة علنية له بعد أن وصل لتوه إلى باريس كسفير!" وتساءل: "كيف يمكن لهذا الدبلوماسي، الممثل السامي للجزائر في فرنسا، أن يسمح لنفسه بأن يعلن، مخمورًا، أن كبرياء الجزائر على مستوى اللص الجزائري؟".

وأشار إلى أن السفير الفرنسي المقال يتقاضى أكثر من 12000 أورو، الصديق الحميم لعبدالحميد علاهم المستشار الشخصي للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، ويتحرك كما يحلو له وحتى وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة لا سلطة عليه والذي يتحكم في جميع العواصم إلا باريس.

وعلّق اليوتوبر المغربي نبيل هرباز على الحادث بأن الرسالة التي يريد إيصالها السفير الجزائر للدبلوماسيين عن بلاده ولو على سبيل البسط هي "أن اللصوص الجزائريون تفوقوا وحطموا كل الأرقام في اللصوصية، لدرجة أصبحت معها اللصوصية بالجزائر ماركة مسجلة عالميا، وهذا الكلام لم يقله إنسان غريب عن الجزائر، أو حتى إنسان جزائري عادي، هذا الكلام مهم جدا، لأنه جاء على لسان سفير جزائري وبفرنسا، محمد عنتر داوود، والذي اشتغل كثيرا بالصحافة، تم تقلب في عدة مناصب دبلوماسية، ليخلص إلى أن دولة الجزائر ونظامها، دولة لصوص، فلا تقلقوا أيها المغاربة عندما تطالكم الجزائر بكل أنواع السرقات فهي تربت على ذلك، لكن أدعوكم فقط للانتباه والحذر ممن حشركم الله معهم في الجوار".

يشار إلى أن السفير المقال سبق أن تمّ استدعاؤه من فرنسا، في أكتوبر الماضي، بعد أن نقلت صحيفة "لوموند" عن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قوله إن "النظام السياسي العسكري" الجزائري أعاد كتابة تاريخ الاستعمار الفرنسي على أساس "كراهية فرنسا"، كما اعتبر ماكرون أن الجزائر أنشأت بعد استقلالها عام 1962 "ريعا للذاكرة" كرسه "النظام السياسي-العسكري". وأضاف الرئيس الفرنسي "نرى أن النظام الجزائري منهك، الحراك (الاحتجاجي) في عام 2019 أنهكه".