الخميس 18 إبريل 2024
فن وثقافة

مناقشة أطروحة دكتوراه للباحث  محمد العنزي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال

مناقشة أطروحة دكتوراه للباحث  محمد العنزي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال جانب من اشعال المناقشة

احتضنت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال صبيحة يوم السبت 23 يوليوز 2022م، مناقشة أطروحة دكتوراه في التاريخ والتراث الجهوي، تقدّم بها الطالب الباحث محمد العنزي حول تحقيق ودراسة: مخطوط "الروض اليانع الفائح في مناقب الشيخ أبي عبد الله محمد المدعو بالصالح" لصاحبه الحسن بن محمد المعداني الهداجي.  وتكوّنت لجنة المناقشة من السادة الأساتذة الأفاضل:

الدكتور الوافي نوحي رئيسا

الدكتور محمد العاملي مشرفا.

الدكتور عبدالعزيز القسيمي عضوا ومقررا.

الدكتور المصطفى عربوش خبيرا

في البداية وبعد افتتاح الجلسة العلمية، أعطيت الكلمة للباحث محمد العنزي  ليتلو تقرير مفصل حول موضوع أطروحة، ابتدأ تقريره بشكر الأستاذ المشرف الذي كان منهلا له استقى من تجربته العلمية ومن خبراته العملية  ولم يبخل عنه في تقديم كل أنواع الدعم وتتبع العمل وتقويمه وتسديده لفترة زمنية ليست بالقليلة ولولاه لما كان بهذه الحلة، كما قدم جزيل الشكر لباقي الأساتذة  المشاركين في هذا العرس الثقافي وأعضاء اللجنة التي قبلت فحص العمل والمشاركة في مناقشته، كما وجه جزيل الامتنان  لأساتذة الكلية الذين نهل من علمهم في تكويناته القبلية، بعد ذلك  قدم الباحث  تقريرا مفصلا حول الأطروحة  التي حاول من خلالها  الغوص في مكنون مخطوط "الروض اليانع في مناقب الشيخ أبي عبد الله محمد المدعو بالصالح"، بغية نفض الغبار عنه، وسبر خباياه وأغواره، ودراسته وتقويمه والتعريف به،  وتوثيق نصوصه وقراءتِه قراءةً موضوعيةً لا تزيد ولا تنقص، واستخراج ما في طياته من درر وفوائد وحقائق تاريخية لا زالت جاثمة بين ثناياه، للاستفادة منه والمساهمة في إغناء الخزانة الجهوية والوطنية، وتعبيد الطريق أمام الباحثين للوصول إلى المعلومات التي يتضمنها المخطوط من جهة، ومن جهة أخرى إعادة كتابته لحفظه من الضياع  بطريقة علمية أكاديمية صحيحة، هي أشياء حاول الباحث التطرق اليها لتعليل أسباب ودوافع اختياره لهذا العمل ورغبته المنشودة من خلاله، كما تطرق في تقريره للمنهج الذي اعتمده  في الدراسة والتحقيق من قبيل التحليل، والمقارنة، والتصنيف، والاستقراء والاستنباط، والاستدلال ... والذي مكنه من وضع  خطة محكمة لعمله، وبفضلها تجاوز  الصعوبات التي اعترضته أثناء إنجازه للعمل.

وفي نهاية تقريره قدم مجموعة من الاستنتاجات التي توصل إليها، ومن أهمها أن هذا الكتاب يشكل مادة أدبية وتاريخية وصوفية دسمة لما يضم من آيات  قرآنية وأحاديث نبوية وكرامات شيوخ الزاوية الشرقاوية و قواعد ومصطلحات وأسانيد وطرق صوفية ورجالات وأعلام وأشعار وكتب ومكاتبات ورسائل خاصة بالزاوية الشرقاوية وصلحائها ومجالها التادلي، ناهيك على ما يضم من معلومات تاريخية تلقي الضوء على علاقة المخزن العلوي بالزاوية الشرقاوية والتي تميزت بالتقارب وتشجيعها للعلوم والعلماء ، وكذلك تقديمه معلومات تاريخية تهم عامة الناس، فضلا عن تقديمه ترجمة وافية لكثير من الأولياء والصلحاء والفقهاء والمتصوفة، الذين اتخذوا  من الزهد والتصوف منهجا لهم في الحياة أمثال الشيخ سيدي صالح المترجم له في الكتاب. عموما يعد كتاب "الروض الروض اليانع"  من الكنوز التراثية الفكرية الصوفية، التي تؤرخ لمرحلة تاريخية مهمة خاصة بالزاوية الشرقاوية ومجالها التادلي، وشيوخها وفقهائها وأعلامها، خلال القرن 12 ه /18م ، ويقدم صورة واضحة عن التصوف السني. ويعتبر الكتاب موسوعة علمية صوفية أدبية تاريخية، يمكن توظيفه في البناء الثقافي والفكري والصوفي والمعرفي لمعالجة القضايا العالقة في مجتمعنا.

بعد ذلك أعطيت الكلمة للأستاذ المشرف الدكتور محمد العاملي الذي أشاد بأخلاق الطالب العالية وخصاله الحميدة وحسن إصغائه وجديته في العمل وصبره وتحمله مشاق البحث، وبعد تدخلات أعضاء لجنة المناقشة والذين أبدوا مجموعة من الملاحظات من حيث الشكل والمضمون اختلت اللجنة بنفسها لتقرر منح الباحث محمد العنزي  ميزة مشرف جدا مع التوصية بالطبع بعد إخضاع الأطروحة للتنقيح والتقويم.