السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

سمير شوقي: جامعة الكرة.. ريع الإدارة التقنية والديبلوماسية الموازية

سمير شوقي: جامعة الكرة.. ريع الإدارة التقنية والديبلوماسية الموازية سمير شوقي
أولاً، بخصوص ما يقع في الإدارة التقنية بجامعة الكرة من تضخم المناصب الريعية التي تلتهم ميزانية كبيرة، سأجيب  الزميل محمد الروحلي الذي تساءل عن الأسباب التي تجعل الجامعة  تتنازل بسهولة عن الإطارين الطاوسي والزاكي وكأن دوريهما كان هامشياً.
 نعم زميلي، كان دورهما شبه منعدم ويمكن اعتبار توظيفهما ريعاً رياضياً يمتد للعديد من الأطر التقنية و الإدارية مما يجعل جامعة الكرة تعرف تضخماً غير مفهوم مع تعدد المناصب،  التي لا يعرف أحد اختصاصاتها أو على الأقل قيمتها المضافة. 
ويستمر هذا الأمر منذ 2014 أي أنه ليس بجديد، وبالإمكان الاطلاع على العدد الكبير لما يطلق عليهم تقنيين تعاقبوا على المناصب بالمعمورة وما استنزفوه من ميزانية.
الموضوع الثاني هو الديبلوماسية الموازية التي تلعبها جامعة الكرة في أفريقيا. هنا لا يمكن إلا أن نثمن هذا الدور الذي يتماشى مع الديبلوماسية الملكية بأفريقيا ضمن ما يعرف بالقوة الناعمة soft power، وعندما شكر رئيس الكاف السابق جامعة المغرب لتبرعها على الكاف ب 20 مليون دولار، انتفض البعض هنا مستنكراً. و الواقع ان جامعة الكرة لم تكن إلا وسيطاً في هذا الدعم والدليل أن هذا المبلغ لم يخرج من ميزانية الجامعة (لا وجود له بالتقرير المالي) لأن هذا الدعم يندرج في إطار سياسة الدولة اتجاه أفريقيا و دعم دول جنوب الصحراء في مجالات شتى، والرياضة جزء بسيط منها. 
والنفوذ المغربي بالكاف و الفيفا الذي يمثله فوزي لقجع يندرج في إطار هذه الديبلوماسية الموازية التي لا تقل أهمية عما تلعبه وزارة الخارجية من مجهودات بأفريقيا. إلا أن هذا المجهود الكبير للدولة المغربية  ولجامعة الكرة يتعرض مؤخرا لتشويش وضرر صادر عن سلوكات مشينة لبعض مسؤولي الأندية المغربية اتجاه لاعبين من جنوب الصحراء (عنصرية، تزوير، تحقير، عدم الوفاء بالالتزامات المالية..)، مما جعل أحد اللاعبين ينظم ندوة صحفية للإعلان أنه "لم يعد يريد أن يسمع شيئاً اسمه المغرب"!  و هذا أمر خطير.
فإلى متى ستظل هاته التصرفات خارج أي محاسبة أو محاولة لتصحيحها؟