الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

رشيد لزرق: لشكر الابن ومعارضة.. التسول

رشيد لزرق: لشكر الابن ومعارضة.. التسول رشيد لزرق

إن معادلة ربط السلطة بالمسؤولية، من أهم الآليات الدستورية التي جاء بها دستور 2011، كما نص على ذلك الفصل الأول من دستور المملكة المغربية لسنة 2011، بالتأكيد على أنه: "(…) يقوم النظام الدستوري للمملكة على أساس فصل السلط، وتوازنها وتعاونها، والديمقراطية المواطنة والتشاركية، وعلى مبادئ الحكامة الجيدة، وربط المسؤولية بالمحاسبة(…)".

حيث رمى من خلالها المشرع الدستوري المغربي تحقيق ترشيد الممارسة السياسية عموما، ومحاسبة من تنتخبهم لممارسة السلطة نيابة عنها، لهذا فإن المسؤولية عن ممارسة الوظيفة السياسية مبدأ أساسي،. مثلما أن أعطى للمعارضة حقوقا بغاية فسح المجال لها قصد التعبير عن مشاريعها البديلة.. وليس بغاية الاستحواذ على المناصب وفق ما صرح به لشكر الابن. والحال أن المنطق الذي يتحدث به عن التعديلات التي تقدم بها الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، هي محاولة لتكريس ديمقراطية المناصب عوض تفعيل دور المعارضة كبديل منتج، عبر الإجابة على تحدي يتمثل في تمكين المعارضة داخل هذه المؤسسة البرلمانية من القيام بأدوارها الدستورية وليس استجداء المواقع دون روح المسؤولية البرلمانية.

وبالتالي فالمطالبة بحصول المعارضة على منصبي أمين ومحاسب في تشكيلة مكتب مجلس النواب، دون التقيد بمبدأ التمثيل النسبي. والحرص على الحصول منصب أمين المجلس الذي يتولى القيام بتجميع كل مكونات مجلس النواب، ومنصب المحاسب لما له من أدوار في التدبير المالي والإداري. نقلنا من مقولة التغول إلى مرحلة التسول!!

 

يستدعي من الفريق الاشتراكي ضرورة التأهيل أن يكون واحد من المحاسبين من فرق المعارضة، وعدم إخضاع ذلك لمبدأ التمثيل النسبي بما أنه لا يفيد الديمقراطية المناصب التي يبشر بها الفريق الاشتراكي نتيجة ضعف المؤهلات القانونية وانعدام القدرة الاقتراحية البناءة.

ينبغي إدراك أن القوات الشعبية تمييز بين السياسي الذي تعود ان يعطي للبلد، والسياسي المتسول (الذي يريد أن يأخذ من الوطن فقط)..؟؟

 

فمنظومتنا الحزبية تشهد صراعات مختلفة وسوء الأحوال في جميع مفاصل الحياة، وقياداتها تتصرف باللاعقلانية، المعارضة من المفترض أنها لا تريد المناصب كي تخدم مصالحها الذاتية أو تفك أزمتها الداخلية، وهذا الابتذال قد يكون ظاهرة صحية تُنبئ بولادة منظومة حزبية جديدة، فالصراع والتدافع والأزمات تولد التغيير.