الخميس 18 إبريل 2024
اقتصاد

نخب مستاءة تتساءل.. متى ستكون ورزازات أولوية في أجندة الحكومة؟!

نخب مستاءة تتساءل.. متى ستكون ورزازات أولوية في أجندة الحكومة؟! مشهد من ورزازات
مدينة ورزازات تعني بالأمازيغية المحلية(من دون ضجيج ) أي الهدوء ، وهو إسم يجعل الزائر في حالة ارتباك في إعطاء المعنى الحقيقي له: هل هو تقديم ام أمر؟! وقد ساهم في إبداع ورزازات(الهادئة) معمار تقليدي محلي تحالفت في إتقان بنيانه منتجات مجالية من الأحجار والطين، كما أن أسقفه من الخشب والسعف، وذلك لأن المدينة تتميز عن باقي المدن الأخرى بالنخيل الذي يطوقها ويمنحها لون الحياة والسلام الأخضر، وهو ما تجسده هذه التوليفة الرائعة من القصبات المنبتة عبر أطراف المدينة والتي تشكل قصبة تاوريرت معلمة من معالمها. وحده فن" أحواش"الموروث الشعبي، يأبى إلا أن يخرجها بين الفينة والأخرى من هدوءها الأصيل والمعبر ليشعر الوافد والزائر أنه في حضرة مدينة زاهدة تؤمن بالحياة ولكن ترفض الحكرة والإهانة.
لكن صمت ورزازات المدينة والإقليم لم يمنعها مع ذلك من البوح والإفصاح إلى حد الصراخ عن معاناتها، بعدما تكالبت عليها ظروف الوباء والجفاف والتهميش والنسيان، وبعد كارثة القطاع السياحي الذي يعيش لحظات الموت السريري، تأتي فاجعة وفاة الطفل جمال ذي الثلاث سنوات من عمره التي وقعت في ماي2022 بقرية أزضل بسبب “الإهمال الطبي” والذي فارق الحياة قبل وصوله لمدينة ورزازات، لتكون هي القطرة التي أفاضت الكاس، وهو الحادث الذي سارعت البرلمانية إيمان لاماوي إلى تنبيه وزير الصحة به وهو -الذي يأتي على بعد أسبوعين من الزيارة التي قام يها الوزير لإقليم ورزازات واطلع خلالها على الوضع المأساوي الذي يعيشه القطاع الصحي بالإقليم. وذكرته باستمرار ضعف الخدمات الطبية المقدمة وقلة الاطر الطبية بالمراكز التابعة لجماعات ايمي نوولاون و توندوت سكورة و ايت زينب بالإقليم، وضرورة إيجاد حلول جذرية وآنية لصالح المواطنين بالجماعات السالفة الذكر والحد من مشكل التنقل إلى مدينة ورزازات قصد تلقي العلاجات الأولية، وأن لا تكون أجوبة الوزارة عامة فضفاضة بعيدة عن الاحتياجات الآنية والعاجلة و الضرورية لساكنة الإقليم و الجماعات التابعة له. ووضع حد لتجاهل ولامبالاة الجهات المعنية خاصة المديرية الإقليمية والجهوية للصحة تجاه مثل هذه الأحداث المؤسفة
في نفس السياق وحول تأخير إحداث مستشفى المدينة انتقد أحد نخب ورزازات غيور، محاولة ما وصفه التلاعب التي أرادت لجنة وزارة الصحة القيام به لترضية أطراف ما وبدعم من أطراف معروفة خلال زيارة الوزير. وتساءل من جهة، كيف يمكن لهذه اللجنة إقناع المغاربة ان نفس المكان الذي يحتضن استديوهات السينما والجامعة ومعهد الطاقة الشمسية وتجزئة موظفي العمالة، أن يشكل خطورة لتشييد مستشفى عرف عرقلة لمدة 12 سنة ويريدون عرقلته لسنوات أخرى.
ثم ومن جهة أخرى اين دور الإدارة الترابية الحالية، وقد لعب عبد سلام بيكرات العامل السابق لورزازات والوالي الحالي للعيون ( بعد مروره كوالي على مراكش) دورا كبيرا في إقناع الوزارة بضرورة تشييد المستشفى( كما هو مثبوت في محاضر رسمية )؟
ويذكر أن المجلس البلدي لمدينة ورزازات في دورة عادية (أبريل 2010)، قد ناقش وصادق على تخصيص قطعة أرضية لفائدة وزارة الصحة لبناء مركب استشفائي بالمدينة بهدف إسداء خدمات صحية في المستوى للساكنة والمنطقة بصفة عامة ودعما للبنيات الأساسية للمدينة
كثيرة هي الفواجع إذن التي تحملها ورزازات التي لقبت(بدون ضجيج)، ولكن رئيس المجلس الاقليمي لورزازات أبى الا أن يسمع من يهمهم الأمر بعضا من ضجيجها الراكد !! فقال: "أن الحكومة الحالية عمقت مآسينا وأصبحنا أقل حظا من بقية أجزاء هذا الوطن، ربما لأننا نحن نشبه منطقتنا حتى سقطنا من المفكرة، وعندما يجودون علينا ببعض ما تيسر وبقي وفضل، نظن أننا قمنا بإنجاز ليس له مثيل. وعندما نتنقل إلى أعلى هذا الوطن يظهر لنا الفرق والفرق الشاسع. بعد شهرين من الآن تكون المجالس و المؤسسات المنتخبة قد أكملت عاما من التدبير والتسيير ربما دون أن تنال رضى الساكنة و المواطنين كيف لا وكورونا والجفاف يبقيان المشجب الذي تعلق عليه حكومتنا المبجلة فشلها، لتتمكن من شرعنة تقليص الميزانيات (تقليص ميزانية المجالس الإقليمية ب %65 )، ومحاولة تهريب المشاريع المبرمجة ( مستشفى التخصصات)، وتعميق العزلة البرية والجوية، وتعطيل الاتفاقيات (ملاعب القرب )، ورفع الأسعار وضرب القوة الشرائية للمواطنين. فعندما يرتفع سعر البنزين و الكازوال -يقول رئيس المجلس الإقليمي، يكون التأثير مضاعفا هنا، وعندما ترتفع أسعار السلع يكون الوقع أشد هنا.
وأضاف رئيس المجلس الاقليمي:" إن الحل ليس هنا بالبث والمطلق، ليس الحل سؤالا كتابيا و لا شفويا ولا عقد لقاء بوزير ولا رفع الصوت في القبب ولا ولا .... فكل هذا لا يعدو أن يكون تنفيسا عن الذات ولفت الإنتباه. ربما كان علينا وعلى السياسيين في مقدمة الركب الجهر بالحقيقة فلا PDR (برنامج التنمية الجهوي) ولا PDP (برنامج تنمية الإقليم)، ولا PAC (برنامج عمل الجماعة)، تستطيع تغيير واقع الحال. تعمقت فينا الجروح وما رضيت أن تندمل. في كل يوم تتردد علينا وجوه وعيون حالمة وتكون الإجابة: عذرا، نأسف، لا يمكن، ربما مستقبلا، وغيرها من كلمات محبطة. وفي خضم كل هذا نتقن جلد الذات، نتقن تحميل المسؤولية لزيد وعمر أنهكنا التباعد وإدماننا التصادع ولم ننل من واقعنا إلا الشتات والفتات. إن الحل ليس هنا بل هناك فمتى نكون أولوية في مفكرة حكومتنا المبجلة متى ؟؟! يتساءل بحرقة رئيس المجلس الإقليمي.