الثلاثاء 16 إبريل 2024
اقتصاد

 نخب مستاءة تتساءل.. متى ستكون ورزازات أولوية في أجندة الحكومة؟!

 نخب مستاءة تتساءل.. متى ستكون ورزازات أولوية في أجندة الحكومة؟! مشهد لمدينة ورزازات
مدينة ورزازات تعني  بالأمازيغية المحلية (من دون ضجيج ) اي الهدوء، وهو إسم  يجعل الزائر في حالة ارتباك في إعطاء المعنى  الحقيقي له: هل هو تقديم ام أمر؟! وقد ساهم في ابداع ورزازات (الهادئة) معمار تقليدي محلي  تحالفت في إتقان بنيانه منتجات مجالية من الأحجار والطين، كما أن أسقفه  من الخشب والسعف، وذلك لأن المدينة  تتميز عن باقي المدن الأخرى بالنخيل الذي يطوقها ويمنحها لون الحياة والسلام الأخضر، وهو ما تجسده هذه التوليفة الرائعة من القصبات المنبتة  عبر أطراف المدينة والتي تشكل  قصبة تاوريرت معلمة من معالمها. وحده فن" أحواش"الموروث الشعبي، يأبى إلا أن  يخرجها بين الفينة والأخرى من هدوءها الأصيل والمعبر  ليشعر الوافد و الزائر أنه في حضرة مدينة زاهدة تؤمن بالحياة ولكن ترفض الحكرة و الإهانة. 
 لكن صمت  ورزازات المدينة والإقليم  لم  يمنعها مع ذلك من البوح والإفصاح  إلى حد الصراخ عن معاناتها، بعدما تكالبت عليها ظروف  الوباء والجفاف والتهميش والنسيان، وبعد كارثة القطاع السياحي الذي يعيش لحظات الموت السريري، تأتي فاجعة وفاة الطفل جمال ذي الثلاث سنوات من عمره التي وقعت في ماي2022 بقرية أزضل بسبب “الإهمال الطبي” والذي فارق الحياة قبل وصوله لمدينة ورزازات، لتكون هي القطرة التي أفاضت الكاس، وهو الحادث  الذي  سارعت البرلمانية إيمان لاماوي إلى تنبيه وزير  الصحة  به وهو  -الذي يأتي على بعد أسبوعين من الزيارة التي قام يها الوزير  لإقليم ورزازات واطلع خلالها على الوضع الماساوي الذي يعيشه القطاع الصحي بالإقليم. وذكرته باستمرار ضعف الخدمات الطبية المقدمة  وقلة الاطر الطبية بالمراكز التابعة لجماعات ايمي نوولاون و توندوت سكورة و ايت زينب بالإقليم، وضرورة إيجاد حلول جذرية وآنية لصالح المواطنين بالجماعات السالفة الذكر والحد من مشكل التنقل إلى مدينة ورزازات قصد تلقي العلاجات الأولية، وان لاتكون  أجوبة الوزارة عامة فضفاضة  بعيدة عن الإحتياجات الآنية والعاجلة و الضرورية لساكنة الإقليم و الجماعات التابعة له. ووضع حد لتجاهل و لامبالاة الجهات المعنية خاصة المديرية الإقليمية و الجهوية للصحة تجاه مثل هذه الأحداث المؤسفة 
في نفس السياق وحول تأخير إحداث مستشفى المدينة  انتقد أحد نخب ورزازات غيور، محاولة ما وصفه التلاعب التي أرادت لجنة وزارة الصحة القيام به لترضية أطراف ما وبدعم من أطراف معروفة خلال زيارة الوزير.  وتساءل من جهة، كيف يمكن لهذه اللجنة إقناع  المغاربة ان نفس المكان الذي يحتضن استديوهات السينما والجامعة ومعهد الطاقة الشمسية وتجزئة موظفي العمالة، ان  يشكل  خطورة لتشييد مستشفى عرف عرقلة لمدة 12 سنة ويريدون عرقلته لسنوات أخرى. 
ثم ومن جهة أخرى اين دور الإدارة الترابية الحالية، وقد لعب عبد سلام بيكرات العامل السابق لورزازات والوالي الحالي للعيون ( بعد مروره كوالي على مراكش) دورا كبيرا في إقناع الوزارة بضرورة تشييد المستشفى( كما هو مثبوت في محاضر رسمية )؟ 
ويذكر أن المجلس البلدي لمدينة ورزازات في دورة عادية (أبريل   2010)، قد ناقش وصادق على تخصيص قطعة أرضية لفائدة  وزارة الصحة لبناء مركب استشفائي بالمدينة بهدف اسداء  خدمات صحية في المستوى للساكنة والمنطقة بصفة عامة  ودعما للبنيات الأساسية للمدينة    
كثيرة هي الفواجع إذن التي تحملها ورزازات التي لقبت( بدون ضجيج) ، ولكن رئيس المجلس الاقليمي لورزازات أبى الا أن يسمع من يهمهم الأمر  بعضا من ضجيجها الراكد !! فقال:  "أن الحكومة الحالية عمقت  مآسينا و أصبحنا أقل حظا من بقية  أجزاء هذا الوطن، ربما لأننا نحن  نشبه منطقتنا حتى سقطنا من المفكرة، وعندما يجودون علينا ببعض ما تيسر  وبقي وفضل، نظن أننا قمنا بإنجاز ليس له مثيل. و عندما نتنقل إلى أعلى هذا الوطن يظهر لنا الفرق والفرق الشاسع. بعد شهرين من الآن تكون المجالس و المؤسسات المنتخبة  قد أكملت عاما من التدبير و التسيير ربما  دون  أن تنال رضى الساكنة و المواطنين  كيف لا  وكورونا والجفاف يبقيان المشجب الذي تعلق عليه حكومتنا  المبجلة فشلها، لتتمكن من شرعنة تقليص الميزانيات( تقليص ميزانية المجالس الإقليمية ب %65  )، و محاولة تهريب المشاريع المبرمجة  ( مستشفى التخصصات )، وتعميق العزلة البرية والجوية،  وتعطيل الإتفاقيات ( ملاعب القرب )، ورفع الأسعار وضرب القوة الشرائية للمواطنين. فعندما يرتفع سعر البنزين و الكازوال -يقول رئيس المجلس الإقليمي، يكون التاثير مضاعفا هنا ، وعندما ترتفع أسعار السلع  يكون الوقع  أشد هنا.  وأضاف  رئيس المجلس الاقليمي:" إن الحل ليس هنا بالبث و المطلق  ، ليس الحل  سؤالا كتابيا و لا شفويا و لا عقد لقاء بوزير  ولا رفع الصوت في القبب و لا  و لا  ....  فكل هذا لا يعدو أن يكون  تنفيسا  عن الذات  ولفت الإنتباه. ربما كان  علينا  و على  السياسيين في مقدمة  الركب  الجهر بالحقيقة فلا  PD ( برنامج التنمية الجهوي) ولا  PDP ( برنامج تنمية الإقليم  )، ولا  PAC  ( برنامج  عمل الجماعة)، تسطيع  تغيير واقع الحال. تعمقت فينا الجروح  وما رضيت أن  تندمل. في كل  يوم  تتردد علينا  وجوه و عيون حالمة  وتكون الإجابة : عذرا ،  نأسف،  لايمكن ، ربما مستقبلا، و غيرها  من كلمات محبطة. وفي خضم كل  هذا  نتقن  جلد الذات ، نتقن تحميل  المسؤولية لزيد و عمر أنهكنا التباعد و إدماننا التصادع و لم ننل من واقعنا  إلا الشتات و الفتات. إن الحل ليس هنا  بل هناك فمتى نكون أولوية في مفكرة  حكومتنا المبجلة  متى ؟؟! يتساءل بحرقة رئيس المجلس الإقليمي.