الثلاثاء 23 إبريل 2024
مجتمع

رضوان رزقي: لم ترد أدلة شرعية على وجوب أضحية العيد والقول بالوجوب قول ضعيف

رضوان رزقي: لم ترد أدلة شرعية على وجوب أضحية العيد والقول بالوجوب قول ضعيف أضحية العيد سنة مؤكدة ولكن مع الاستطاعة
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد،
فإن الأضحية سنة، فعلها المصطفى ﷺ، كان يضحي كل سنة بكبشين أملحين، يذبح أحدهما عن محمد وآل محمد، ويذبح الثاني عمن وحد الله من أمته عليه الصلاة والسلام.
كانت هذه عادته كل سنة، يضحي بذبيحتين، كبشين أملحين من الغنم، وكان الصحابة يضحون في حياته ﷺ وبعد وفاته، وهكذا المسلمون بعدهم، ولم يرد في الأدلة الشرعية ما يدل على وجوبها،والقول بالوجوب قول ضعيف، فهي سنة مؤكدة مع الاستطاعة، يضحي الإنسان بواحدة عنه وعن أهل بيته عنه وعن زوجته وأبويه ونحو ذلك يعني: عنه وعن أهل بيته وإن كثروا، وليست واجبة، بل هي سنة مؤكدة مع الإستطاعة، واحدة عنه وواحدة  عن أهل بيته وإن ضحى بأكثر فلا بأس، وإن كان عاجزاً فلا شيء عليه، إنما هي سنة مؤكدة مع القدرة. 
وقد حض عليها النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى الترمذي وابن ماجه عن عائشة ـ رضي لله عنهاـ قالت: قال رسول لله صلى لله عليه وسلم: ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى لله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من لله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا. قال الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح: صحيح.ويدل على عدم الوجوب أن أبا بكر رضي لله عنه ترك التضحية، وكذلك عمر وابن عباس وعدد من الصحابة، خشية أن يرى الناس أن التضحية واجبة، كما قال الطحاوي في مختصر العلماء: وروى الشعبي عن أبي سريحة قال رأيت أبا بكر وعمر رضي لله عنهما لا يضحيان كراهة أن يقتدى بهما.وتسقط سنة الأضحية في حق العاجز عن شرائها، خصوصاً في ظل هذه الضائقة المالية التي أثرت سلبا على القدرة الشرائية للأسرة بسبب جائحة كورونا التي دخلت عامها الثالث، بالإضافة إلى الجفاف الذي صرفه لله على هذه البلاد هذه السنة باستثناء بعض المناطق التي أنقذها لله بالغيث في الفترة الأخيرة من وقت الشتاء، وكذلك موجة الغلاء التي اجتاحت البلاد هذه السنة الناتجة عن ارتفاع أسعار الوقود نسأل لله أن يرفع ذلك عنا وعن جميع المسلمين بمنه وكرمه، مما يرفع الحرج على من فاتته هذه الشعيرة مع تحقق الأجر والثواب لأن الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، والإنسان متى اتقى لله ما استطاع ولم يجد للأضحية سبيلا لا عن طريق الكسب اليومي ولا عن طريق الاستدانة والسلف من إخوانه المسلمين من الموسرين سواء من الأقارب أو الأصدقاء مع النية الحسنة على إسترداد الدين وأدائه متى تيسر له ذلك، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يكلف لله نفسا إلا ما آتاها، كما يشرع في هذه الحال للأغنياء التبرع والتصدق بفضول أموالهم على إخوانهم من ذوي الحاجات إدخالا للفرح والسرور على قلوبهم وتضامنا معهم، فخير الأعمال سرور يدخلونه على قلب رجل مسلم ولله لا يضيع أجر من أحسن عملا، وإذا لم يمكنهم ذلك فليتصدقوا عليهم بثلث أضحياتهم كما كان الرسول صلى لله عليه وسلم يفعل ذلك، تطييبا لخواطرهم وجبرا لنفوسهم، هذا إذا لم يخرج الأغنياء الزكاة المفروضة في أموالهم للفقراء والمساكين والمستحقين لها الكفيلة بالقضاء على كل مظاهر العجز وعدم القدرة على أداء الواجبات ومنها أضحية العيد، والتي غالبا ما يبتلي لله بسبب منعها العباد بالجفاف ومنع القطر من السماء جزاء منعهم حقوق العباد كما هو حاصل الآن، والجزاء من جنس العمل.
 
رضوان رزقي/ أستاذ باحث في الشؤون الدينية